الفصل الثلاثون

109 6 0
                                    

الفصل الثلاثون



حل الليل وقد كانت النار الملتهبة تتوسط المكان، وفراس مع العم وديع وإياد يهتمون بالشواء في زاوية الحديقة، بينما بهية وناريمان تحضران الأطباق. ريم كانت جالسة بالقرب من ريان وهما يتهامسان وميس رفقة وجدي حسن وماجدة يتبادلون الحديث. وفواز وحده يضيف الأخشاب إلى النار حينا وينظر إلى الآخرين من حوله حينا آخر. يستطيع أن يدرك أن لينا لم تعد ترمقه بنظرات الحب تلك، ليس يدري إن كانت تجتهد في تمثيل دورها أم أنها أسدلت الستار على حبه أخيرا وقررت أن تتخذ لها بداية جديدة مع زوجها فراس...
لن يكذب على نفسه... فراس ليس بسيئ وسينافسه حتما على قلبها... ولن يستبعد أن تقع بغرامه قريبا فهو شخص يستحق التقدير وقد أثبت هذا منذ زمن بمواقفه الثابتة...
ينظر إلى ناريمان وليس يدري حقيقة المشاعر التي تراوده... هل يكرهها لكذبها وتلاعبها به؟ أم أنه سيفتش لها عن أعذار كما هي العادة؟ وهل سيستمر معها وهو دائما يفتش لها عن أعذار! عليه أن يضع حدا لحياة الكذب هذه...

خرجت نهاد بعد أن وضعت وسيم لينام فالتفتت إليها ميس.
ميس: هل استفاقت الطفلتان؟
نهاد: لا تقلقي إنهما في نوم عميق.
ونظرت إلى ريان وريم فانتابتها موجة من الغضب. لكنها تمالكت أعصابها عندما اقتربت منها لينا.
لينا: سوف أطلب من بهية الجلوس لأنها متعبة وأقوم بالعمل بدلا عنها.
نهاد: سأساعدك.
لينا: لا... راقبي التالي.
ونادت على ريم بلطف طالبة منها المساعدة ثم أشارت لنهاد بخبث أن تجلس إلى ريان.
نهاد: جننت !! لولا إصرارك أنت وفراس على البقاء ما كنت مكثت هنا دقيقة واحدة والآن تريدين مني الجلوس إليه !
لينا: عليكما أن تتحدثا... أسرعي قبل أن أقذف بك في النار.
ابتعدت نهاد عن لينا حتى لا تسمع مزيدا من كلامها ثم نظرت إلى ريان الذي كانت قد قامت ريم لتوها من جلوسها معه وارتبكت وراحت تحك يديها في توتر فلمحته يفسح لها مجالا بقربه في إشارة منه لتجلس هناك.
نهاد: الوقح !!! من يظن نفسه.

نفذ صبر لينا التي كانت تضع أعواد الشواء في الصحن فحملته إلى نهاد ثم أمسكت بيدها وأجلستها بالقرب من ريان ولم تفسح لها حتى المجال للرفض أو الكلام.
لينا: لاتتناولي طعامك وقوفا... يستحسن أن تجلسي.
وأشارت بعينيها إلى ريان أن أحسن التصرف، ثم غادرت لتفسح لهما المجال للحديث.
دام الصمت بضع لحظات ثم تحدث ريان: " أنت بخير؟"
والتفت إليها: هل شفيت من جراحك؟
نهاد: الحمد لله... وأنت؟ هل تحسنت حالك؟
ريان: أنا بخير...
وعادا لصمتهما من جديد.
نهاد: من الجيد أنك وجدت وسيم قبل أن يتوه أكثر بين الحقول... الخنازير مازالت منتشرة و... قلقت عليه كثيرا.
ابتسم ريان بعفوية وهو يتذكر وسيم ولقاءه معه ظهر اليوم.
ريان: جاء لرؤية الخيول...
نهاد: آمل أنه لم يزعجك.
يؤلمه أن يسمع هذا كثيرا فهي مازالت تعده غريبا عنها وعن عالمها.

كانت ريم تنظر إليهما وهي تساعد لينا.
ريم: خطتك ناجحة !!!
لينا: هي كذلك كبداية، فحرفة التخطيط لناريمان.
كانت ناريمان تقطع الطماطم والفلفل.
ناريمان: اذكري اسمي إن أردت أن أشويك بدل هذه...
فجحظت لينا بعينيها ولوحت بيدها مشيرة إلى خوفها منها فضحكت ريم.
ريم: عائلة غريبة الأطوار، كطبيبة نفسانية أعلن فشلي التام في فهم طريقة تفكيركم.
ناريمان: مالذي يبقيك بيننا إذن ! هل هو عشقك له؟
وأشارت إلى ريان فتظاهرت ريم بعدم فهمها وابتعدت من هناك حتى لا تدخل معها في ذات النقاش، بينما رفعت لينا أحد حواجبها متسائلة فهي لن تستهين بتلميحات ناريمان مطلقا لأنها حادة الملاحظة دائما.

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن