الفصل الرابع عشر
سار فواز على طول ذلك الرواق الفاخر وهو يفكر في ما حل بليوباردو، ثم توقف عند باب غرفة لينا وطرق عليه ففتحت بعد لحظات.
فواز: آسف على الإزعاج، لكن يجب أن أحدثك.
لينا: ما الأمر؟
نظر فواز من حوله ثم تحدث إلى لينا همسًا...
فواز: ليوباردو متهم بالاعتداء على فتاة قاصر... ارتأيت تبليغك لأنك أكثر من يمكن أن أثق بها في هذا المنزل...
اندهشت لينا وتوسعت عيناها برعب وعدم تصديق.
لينا: هذا مستحيل! أيعقل هذا!!!
فواز: هو لم يدخل المنزل حتى الفجر، أخشى أنه قد أفرط في الشرب وارتكب هذه الجريمة.
لينا: علينا التصرف... لربما هي مؤامرة بشعة من المدعو جمال... يجب أن نكون متيقظين لنثبت براءته.
فواز: لنأمل هذا.وصل فراس إلى منزل زهرة مضطربا وطلب من أمها مقابلتها وبقي ينتظرها وهو يروح ذهابا وإيابا في غليان مستمر، وبعد بعض الوقت جاءت إليه تمشي بذل وتصطنع القهر وابتدرته بالكلام.
زهرة: أتمنى ألا تعود إلى هنا، أنت رجل مرموق ولا تليق بك مثل هذه الأماكن.
أمسك فراس بوجه زهرة بغضب حتى كاد يخنقها.
فراس: كم دفع لك والدي؟ هيا أخبريني...
زهرة: أتركني، أنت تخنقني.
وحاولت الصراخ لينقذها من بالجوار.
فراس: إياك والصراخ. أخبريني من طلب منك أن تتهمي ليوباردو والآن...
زهرة: أنا لا أدري عما تتحدث.
فراس: لعبتك مكشوفة... من دفع لك لتتهمي ليوباردو بالموضوع... إن لم تتحدثي الآن فسأحرق هذا المنزل بمن فيه، هيا لا تعبثي معي...
رأت زهرة الشر يقدح بعيونه التي اتسعت واحمرت بغضب لم تر له من قبل مثيل فشعرت بخوف كبير من يده التي كادت تفرق روحها عن جسدها وانفجرت باكية.
زهرة: جاء إلى هنا رجل وتكفل بمداواة أبي ثم أعطاني مبلغًا من المال وقال أنه سيتكفل بشراء منزل لنا في بلدة أخرى... نحن بؤساء كما ترى وليس باليد حيلة...
ليوباردو: ما كان اسمه؟
زهرة: لا أدري.
ليوباردو: صفيه لي، كيف كان شكله.
زهرة: طويل، أسمر... إحدى عينيه ... لست أدري، وكأنها لا تتحرك...
فراس: إحدى عينيه بيضاء وهو يغطيها بعدسة حتى تظهر وكأنها عادية... ذلك النذل اسمه نبيه، وغدًا سوف تسقطين الدعوى وتتهمينه.
زهرة: أرجوك سيدي، سأسقط الدعوى لكنني لن أتهم أحدًا، أنا أخافه... لقد حذرني، هددني..
فراس: بعت شرفك له مقابل المال؟! واتهمت رجلا بريئًا فقط لتعيشي حياة أفضل!!! أنت بالفعل بلا كرامة أو شرف لو كنت طلبت ما تحتاجينه مني لكنت قدمته لك بسرور... لكن الآن لا أريد رؤية وجه منافقة مثلك.
غادر فراس بينما بقيت زهرة تبكي فأطلت والدتها.
الأم: فعلت هذا لقاء الافتراء على الناس... !! أنا لم أربك هكذا...
زهرة: أمي... الحاجة هي من دفعت بي إلى هذا.
الأم: كنا نأكل طعامًا من عرق جبيننا ونحمد الله لأنه سترنا في منزل كهذا. لكنك فضحتنا بين الناس، وأسأت إلى كرامتنا مقابل بعض المال! أنت فعلا بلا حياء...توجهت نهاد إلى السجن لرؤية ليوباردو لكن المحقق نصر لم يسمح لها بذلك لأنه ممنوع من الزيارات ومع ذلك لم تعد بخفي حنين فقد أدلت بشهادتها في مكتب التحقيق وبرأت ساحة ليوباردو من كل التهم المنسوبة إليه وخرجت عائدة إلى المنزل وهي تتساءل مالذي سيفعله بها أخوها فراس بعد أن صرحت له أنها قضت الليل هائمة مع ليوباردو بعيدا عن هنا وكيف لها أن تحسن من صورتها أمامه.
أنت تقرأ
بقايا ركام لكاتبة بريق الامل
Romanceالانفجار... هو تلك اللحظة التي تضع نهاية للاحتقان والصراع المستمر بداخلك... هو تلك اللحظة التي تمنحك الحرية على حساب روحك المتناثرة أشلاءا في السماء... هو نقطة اللارجوع... وما اصعبها من نقطة تكون النهاية فيها بداية لفصل جديد. فصل من السواد تتخلله آه...