الفصل الحادي عشر
مضى أسبوع كامل بأيام تكاد تكون متشابهة تفاصيلها في معظم الأحيان، غير أنها لنهاد كانت أوقاتا عصيبة تحاول فيها أن تقتنع بنصر على أنه الرجل المناسب لها من كل النواحي، خصوصا مع تشجيع والدها لها على الارتباط به.
بعد أخذ ورد مع عقلها الذي تشاجر وقلبها طويلا حتى أعلنا الخصومة... ويبدو أن النصر كان لعقلها الذي فرض الواقع والمنطق عليها فأعلنت بقبول نصر زوجا لها... ولفرحة هذا الأخير عجل بالخطبة، واليوم هو اليوم الموعود.
إنه صباح يوم مشرق جميل رغم تلبد بعض الغيوم في السماء، كان جمال في حديقة منزله مشغولا رفقة عماله في إنزال أغراض الزينة من الشاحنة لجعل الأمسية متلألئة وراقية. فجاءت ماجدة تخطو إليه على مهل وهي تنظر إلى كل تلك الزينة.
جمال: خذ تلك الزهور إلى الداخل، أريد كل شيء في مكانه...
ماجدة: حبيبي، اذهب إلى عملك ودعني أتكفل بأمور الحفلة.
جمال: إنها حفلة خطوبة ابنتي الوحيدة... عليك أن تجعلي منها أجمل مناسبة في كل البلدة.
ماجدة: لا تقلق، أنا أحسن القيام بهذه الأمور.في الشرفة بالأعلى كانت تقف نهاد وهي تضع خدها على قبضة يدها وتراقب العمل الدؤوب تحتها.
لابد وأنه الخيار الصواب... يجب أن تكوني سعيدة بهذا، وأن تركزي على المستقبل الجميل الذي ينتظرك رفقة خطيبك الجديد و المرموق.
هذا ما كان يخبرها به عقلها في همس وهدوء ينم عن ثقة، قبل أن يقاطعه قلبها بتهكم: يالك من ملعون كاذب؟ دعك من الواقع وتراهات الجميع وحاربي لتحضي بلحظة عشق تعيشينها بكل أحاسيسك... تذوبين فيها... تتوهين فيها... وتستلذين طعم الحياة الحقيقي... أنت ترغبين فيه بكل جوارحك فدعك من المراوغة..
تمتمت نهاد بين شفاهها: اخرس...
ليرسم عقلها الخطوط الحمراء ويسيج المنطقة حوله معلنا أن خروجه عن النطاق المحدد له محظور : ابق هنا أيها الأرعن فلو تركناك تسرح وتمرح لن تأتي إلا بالمصائب !!!
صاح الأخير بغضب وصوته يتردد له صدى بداخلها: ستندمين... ستندمين.... ستندمين.... ليعود ويخبرها من جديد: تتمنين لو أنه قبلك يومها...
جحظت نهاد بعيونها.
نهاد: أيها الوقح !!!
ليتابع غير آبه لها: أجل ترغبين به وبشدة غير أنك تصطنعين الخوف... كله من ذلك المتشبث المتزمت الذي يأبى التمرد في الأعلى هناك... فرد عليه عقلها بكل برود: ألم تقل لك أن تخرس قبل قليل؟
ألجمتهما نهاد عندما جاءت فريدة تحث الخطى باتجاهها.
فريدة: أنت لم تنزلي لتناول فطورك ! لديك يوم حافل، هيا عجلي بالنزول.
نهاد: تصدقين إن قلت لك أنه لا رغبة لي في الطعام! أود القيام ببعض التمارين الرياضية،
سأركض لمسافة قريبة وعندما أعود ربما سأشعر بالجوع.
فريدة: أنت تفكرين بالالتقاء صدفة رفقة ذلك المجرم، أنا أعرفك.
نهاد: أرجوك بهية لا تبدئي بقول السخافات أنا لم أره طوال هذا الأسبوع ولا أفكر
في تعكير صفو يومي بملاقاته.بعد أن أفطر الجميع، بقيت لينا جالسة على طاولة الطعام وحيدة تفكر بما آلت إليه حياتها. فجاءت بهية لجمع الأواني.
بهية: أفطر الجميع وغادروا، بينما لم تأكلي شيئًا... ما بك حبيبتي؟ أمازلت مريضة؟
لينا: كلا بهية، أنا أشعر بالسوء لكل ما حصل... اشتقت لأمي والمنزل، وحتى أبي وإخوتي رغم أنني أعلم أنهم يتمنون موتي... أحيانًا أفكر في أنني ارتكبت عملا سيئًا بتقديم السندات لليوباردو...
بهية: أنت فعلت الصواب صغيرتي... أنت لم تخطئي أبدًا والدك هو المخطئ وعليه إدراك هذا عاجلا أم آجلا...
أنت تقرأ
بقايا ركام لكاتبة بريق الامل
Romanceالانفجار... هو تلك اللحظة التي تضع نهاية للاحتقان والصراع المستمر بداخلك... هو تلك اللحظة التي تمنحك الحرية على حساب روحك المتناثرة أشلاءا في السماء... هو نقطة اللارجوع... وما اصعبها من نقطة تكون النهاية فيها بداية لفصل جديد. فصل من السواد تتخلله آه...