الفصل الثانى والعشرون

87 5 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون

حان موعد العشاء، وككل مساء تجتمع العائلة على كراسي تلك الطاولة الكبيرة... وكم هو جميل أن تعود وتمتلئ تلك الكراسي من جديد... حتى وإن تركها أولاد سعد خاوية فإن أحفاده يملؤونها ضحكات وهمسات.
لم يكن ينقص إلا الجدة لتكتمل السعادة... لكن ولشدة مرضها خلال هذه الفترة بقيت بغرفتها وكانت ناريمان تطعمها بيدها وتهتم بكل ما يخصها قبل أن تتوجه للجلوس رفقة البقية.
كل الوجوه باسمة إلا وجهها المليء بالحيرة والخوف... تحاول طرد وساوسها بعيدا والاستمتاع بهذا السلام الذي تعيشه مع حبيب قلبها، ولكن... لماذا تشعر بداخلها أنه ليس إلا هدوء ما قبل العاصفة...
أحست بيد ليوباردو وهو يضعها على فخذها فنظرت إليه.
ليوباردو: لا تكوني حزينة... تناولي طعامك.
تصنعت نهاد ابتسامة زائفة وهمت بتناول ملعقتها الأولى لكن رائحة الطعام أشعرتها بالغثيان فأسرعت باتجاه الحمام، استغرب ليو ما يحدث وهم باللحاق بها لكن بهية منعته وقامت من مكانها لرؤية ما بها.
كانت نهاد بالحمام تتقيأ فدخلت بهية.
بهية: أنت بخير؟ حالتك متدهورة هذه الأيام!
نهاد: أنا بخير، أعتقد أن الطعام لا يلائمني.
بهية: أعتقد أنني كنت كذلك عندما حملت بابني فادي...
ارتبكت نهاد وحاولت تغيير الموضوع.
نهاد: وأين هو الآن؟
بهية: إنه بالخارج، لديه عمل محترم وقد أنشأ عائلة.
لم يهدأ بال ليوباردو خصوصا وهو يرى أنها في تدهور مستمر وحالتها المعنوية سيئة. قام بدفع صحنه بعيدًا حتى يقوم فإذا بورقة مطوية تحته، فتحها وقام بقراءتها ثم نظر إلى لينا بسخط.
ليوباردو: لينا! هل صحيح ما هو موجود هنا؟
رفعت لينا رأسها مندهشة فشاهدت ورقة التحاليل بيده عندها صعقت ولم تدر بم تجيبه.
لينا: أنا!!... كلا أنا... ليست لي...
ليوباردو: مكتوب عليها اسمك... وفيها أنك حامل...
نظر الجميع إلى بعضهم البعض في اندهاش.
فواز: عليك أن تتريث ليو، اسمع ما ستقوله...
وديع: أعتقد أنه من الأفضل لو أنكما انفردتما بالمكتب لتناقشا الموضوع بهدوء...
قام من مكانه ساخطا وضرب على الطاولة بعنف.
ليوباردو: لا تعلماني ما أقوم به... وأنت أجيبيني، هل أنت حامل؟
ميس: إنها لي ليوباردو...
اسرعت ميس باحتواء الوضع الذي أحست أنه سيتأزم أكثر حتى يتوقف عند هذا الحد، فوجدت لينا مهربا دون إعلان الحقيقة.
لينا: أجل، لقد أخذت عينات من دمها بالمنزل وقدمتها للمخبر لإجراء الاختبار تحت اسمي؟
ليوباردو: هل تريدين جعلي مغفلاً!!! أتعتقدين أنني أصدقك...
ميس: ولماذا لا تصدق هذا؟
ليوباردو: أتظنانني أخرقًا لتتلاعبا بي. ما أعتقده هو أنها لناريمان...
كانت ناريمان حد الساعة مستمتعة بالنقاش لكن قول ليوباردو الأخير أثار حفيظتها.
ناريمان: أنا لا أقبل باتهام كهذا ليوباردو، هل تعتقد أنني وحدي قليلة التهذيب بهذا المنزل... ألأنها دكتورة هي معصومة من الخطأ أرى أنه من الأفضل لك أن تسأل الدكتور حبيبها... ربما هو أكثر شجاعة منها ليعترف.
نظرت لينا إلى ناريمان وتأكدت أنها هي من أخذتها من محفظتها ووضعتها تحت صحن ليوباردو متعمدة. فقامت من مكانها وشدتها من شعرها وراحتا تتصارعان ووديع وفواز يحاولان فك الشجار إلى أن صاح ليوباردو بهما فتوقفتا.
ليوباردو: أقسم أنه إن لم تعترف إحداكما بالحقيقة الآن سأعاقبكما كليكما وبالطريقة التي تشفي غليلي... هيا تحدثا...

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن