الفصل الثاني
[imgl]https://c.top4top.net/p_272ra1z4.png[/imgl]
كان ليوباردو ينظر بعيون نهاد التي بدت صادقة وشعر ببساطة وصدق مشاعرها لكن ما بداخله من آلام دفينة لا يجعله يسامح حتى الحفيد العاشر المنحدر من سلالة جمال رشوان.
نهاد: ثم من أنت لتكون هنا؟ ما هو اسمك الحقيقي وما صلتك بعائلتي وعائلة آل شاهين؟
في هذه الأثناء خرجت لينا من غرفة الاستعجالات ونظرت إلى ليوباردو وكأنها تعرفه.
لينا: ريان! متى خرجت من السجن؟
ليوباردو: منذ مدة ليست طويلة.
لينا: كيف حالك؟
ليوباردو: أحسن منكم حالاً معشر الكلاب الضالة.
لينا: وكأنك لست منا يا ابن عمي!
ليوباردو: أعتقد أن والدك وأعمامك قد فعلوا حسنة واحدة وهي إخراجي من حياتهم لأنني مسرور بتبرئي منهم...
لينا: لقد ماتوا جميعًا... توفي عمي قيس قبل قليل.
ليوباردو: تبقى والدك، فليلحق بهم لأتبول عليهم قبرًا قبرا.
وضعت نهاد يدها على فمها وجحظت بعينيها بينما استنكرت لينا الأمر.
لينا: ريان لا تكن قذر الفم!
ليوباردو: كفي إذن عن الثرثرة وأخبريني كيف هي ميس.
لينا: بخير، أعطيناها مهدئ وهي نائمة الآن.
كان وجدي يتابع الحوار الشيق في صمت ثم قرر التدخل.
وجدي: معذرة لتدخلي لكنني أخشى عليها من ناريمان.
ليوباردو: ناريمان!
وجدي: سمعتها تهددها بالمحكمة لقد توعدتها بالقتل لأنها شهدت ضدها.
ليوباردو: أين هي تلك العاهرة؟
كادت لينا تصاب بجلطة فهي تهتم كثيرا لآداب الحوار وما يقوله ليوباردو الآن غير لائق أبدا.
لينا: ريان أرجوك، قل كلامًا محترمًا فنحن هنا نسمع ما تقول...
ثم اقترب منها وهمس في اهتمام.
ليوباردو: في رأيك كيف سيكون سلوك رجل قضى أغلب أعوام حياته بالسجن بسبب أناس أقل ما يقال عنهم أنهم من أحقر خلق الله؟
كانت نهاد تراقبه في حديثه إلى لينا وإلى وجهه الغاضب بعد جملته الأخيرة وكيف صر على أسنانه بشدة. وهي تحدث نفسها: "منهم أحقر خلق الله الذين يتحدث عنهم؟ هل يقصد أبي؟ لكنه تحدث عن أكثر من واحد !"وقطع تفكيرها صوت قرع حذاء ناريمان العالي على الأرض بتناغم وهي تخطو باتجاههم في تمايل وثقة وكأنه ليس والدها الذي لقي حتفه قبل قليل.
استدار ليوباردو بعد أن ثار فضوله وعندما لمحها صار وجهه أشرس من ذي قبل. بينما تجمدت هي مكانها ولم تعد تقوى على الاستمرار في التقدم وهتفت برعب : "ليوباردو؟"
ولم تزد كلمة عن هذا وظلت مبهوتة. فتقدم هو باتجاهها بنظرة اشمئزاز ورغبة في قتلها حالا.
ليوباردو: قولي مرحبًا بعودتك مثلاً، كوني لبقة...
ناريمان: متى غادرت السجن؟
بدى السخط على وجهه وعقد حاجبيه بمقت كبير.
ليوباردو: يوم رقصت بحانة الرياحين ببدلة حمراء مكشوفة وشربت ثلاث كؤوس على طاولة مدير سوق السيارات.
ناريمان: كنت هناك؟
ليوباردو:أكيد لا، لأنني لو كنت هناك لجررتك من شعرك ثم لكنت شنقتك في الحال أيتها الساقطة.
ناريمان: ريان لك حريتك الخاصة ولي حريتي الخـ...
وقبل أن تكمل كلامها أمسك برقبتها بشدة.
ليوباردو: للأسف لازلت من عائلة آل شاهين... وأنت تحسبين علي، خسرت كل شيء.. مالي، بيتي وأرضي...لم يتبقى لي سوى شرفي ولن تدنسه عاهرة مثلك، أهذا مفهوم؟
ناريمان: دعني أنت تؤلمني.
ليوباردو: بلغني أنك هددت ميس...
لم ترد عليه فصاح بها: "أنظري بعيوني..."
لم تنظر إليه فضغط بقوة على رقبتها. وشدد من لهجته
ليوباردو: أنظري بعيوني...
رفعت ناريمان نظرها إليه وهي خائفة.
ليوباردو: أن تضعي إصبعيك بهما الآن أهون عندي من أن تخدشي ميس من دون قصد...
وصمت وهي تحدق بعيونه الملتهبة نارا دون أن تجرؤ على الرد فكل همها في تلك اللحظة أن تنجو من قبضته الشديدة حول عنقها. وبعد صبر صاح بها من جديد: " فهمت..."
أشارت برأسها أن نعم فأرخى قبضته، عندها فرت من هناك مسرعة الخطى قبل أن يغير رأيه.
أنت تقرأ
بقايا ركام لكاتبة بريق الامل
Любовные романыالانفجار... هو تلك اللحظة التي تضع نهاية للاحتقان والصراع المستمر بداخلك... هو تلك اللحظة التي تمنحك الحرية على حساب روحك المتناثرة أشلاءا في السماء... هو نقطة اللارجوع... وما اصعبها من نقطة تكون النهاية فيها بداية لفصل جديد. فصل من السواد تتخلله آه...