الفصل الخامس

112 4 0
                                    

الفصل الخامس

إن حظي كدقيق قمح فوق شوك نثروه

ثم قالو لحفات يوم ريح اجمعوه

صعب الأمر عليهم ثم قالو اتركوه

من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه!





بعد أن اقتطع تذكرته من شباك التذاكر ،كان ليوباردو يسير باتجاه محطة القطار فجاء وجدي راكضًا خلفه.
وجدي: أنا أنتظرك منذ مدة... الحمد لله أنني رأيتك !
ليوباردو: تنتظرني! لماذا؟
وجدي: لا يعقل هذا... اتفقنا على أن تعطيني العنوان....
ليوباردو: اسمع... أنا أعرف ميس جيدًا، هي لن تعود برفقتك مطلقًا...
وجدي: ولماذا قد تعود برفقتك؟
ليوباردو: الأمر مختلف...
وجدي: رأيتك عندما حضنتها ذلك اليوم هنا بالمحطة لما أرادت الانتحار... أنت تحبها أليس كذلك؟
تأفف ليوباردو. فأكثر ما يزعجه أن يحشر الآخرون أنوفهم في حياته.
ليوباردو: لا تثر جنوني هذا الصباح... ولا تأخرني سيصل القطار في أي لحظة.
وجدي: لقد خدعتني... طلبت منك إعطائي العنوان، و ها أنت ترفض ذلك.
ليوباردو: أتسمع! لقد وصل القطار... سأعود مساء اليوم وميس معي إن كان يهمك أمرها فأنت تعرف قصر آل شاهين....

كانت نهاد تأرجح حقيبة يدها بالهواء وهي تتحدث إلى صديقتها رنى وتضحك وهما تسيران فوق الجسر، وعندما لاحت منها نظرة عشوائية إلى محطة القطار شاهدت ليوباردو واقفا إلى وجدي وهما يتكلمان.
رنى: إن أسرعنا في إتمام التصاميم الباقية سيكون بإمكاننا الاحتفال بنزول ثاني مجموعة فساتين سهرة لك هذا الصيف... العام الماضي حققت نجاحًا كبيرًا وهذا العام أنا متأكدة من أنه سيكون الأفضل.
ثم نظرت إليها فوجدتها تحدق بعيدًا.
رنى: هاي! أنا أحدثك... منذ أن اتصل بك تامر ذاك تبدلت ملامحك وأصبحت متجهمة، بماذا هددك أخبريني؟
نهاد: رنى، سأتركك هنا، لدي أمر مستعجل...
وأسرعت إلى أقرب سلالم للنزول متوجهة نحو محطة القطار، وكان القطار حينها يتباطأ للتوقف على مهل وراحت تخترق الحشود بحذر حتى وصلت إلى المكان الذي كان يقف به ليوباردو ووجدي فلم تجد أيا منهما. عندها أخذت تلتفت يمينًا ويسارًا فشاهدته داخل القطار.

كانت الجدة بالمرحاض وناريمان تنتظرها بالخارج.
ناريمان: جدتي... كم مرة تدخلين المرحاض في اليوم؟
الجدة: أنا لا أعدها... لماذا تسألين؟
ناريمان: سيكون عليك التقليل منها لأنني لا أحب هذا المكان المقرف...
الجدة: اسمعي أيتها الفتاة المتبجحة أنت لن تملي علي أوامرك ، لا تنسي أنني آويك تحت سقف بيتي...
ناريمان: علمك ليوباردو هذا سريعًا... آه يا إلهي لو لم يكن هو حجرة العثرة، لكنت وضعت كل واحد منكم في المكان الذي يستحقه.
وغاصت بفكرها تفكر كيف كانت وما آلت إليه حياتها فقد أعلن قيس إفلاسه قبل عامين واضطر حتى الآن لبيع الكثير من ممتلكاته وحتى أخوه هادي رغم أنه يجلس على ثروة من عرش آل شاهين فإنه يرفض تقديم يد العون له.
حقيقة أنها لا تمتلك شيئا تحتم عليها أن تجد عملا تصرف به على نفسها، فرغم تعاليها وتسلطها وفظاعتها ككل إلا أنها من ذلك النوع الذي لا يتسول أحد. وياله من عمل مسل غير مكلف تجني من ورائه الكثير ذاك الذي وجدته في تلك الحانة !
الجدة: هاي أنت ! تعالي وساعديني كي أغتسل.
تردد صوت جدتها المقعدة في أذنها مرارا وتكرارا.
ناريمان: أعتقد أنني لم أسمعك جيدًا...
ثم تنهدت وزفرت بشدة.
ناريمان: آه يا إلهي سيغشى علي!!!

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن