بعنوان #في_بيت_عمي

26 1 0
                                    

رفعت رأسها بصعوبة بالغة لتناظر نفسها بالمرآة وهنا كانت الصاعقة التي الجمت لسانها الا من شهقة مخلوطة بآهاات وحسرة !! وجهها تماما اختفت معالمه ، كله منتفخ من عينيها وانفها وشفاهها وجبهتها ووجنتيها ، ولونها قاني بلون الدم يخالطه سواد وزرقة .
بشاعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ سقطت دموعها حرة لتزيد ايضا من آلامها واوجاعها ؛ لكنها دموع ما كانت تقدر على منعها ، دموع الظلم والقهر واليتم.
كانت تشعر ان اباها يركز ضرباته على وجهها وكأنه يتعمد تشويه معالمها ، حتى انه لم تأخذه ادنى درجات الانسانية ليسأل كيف حصل او لما حصل ، انه لا يرى في انسانة اصلا وبحنق : داسني بقدمه كحشرة حقيرة لا بد من سحقها من الوجود كله !! نظرات حقده ارعبتني مثلما ارعبني ضربه!!
اااه من مرارة اليتم والوحدة وانعدام السند والظهر والمعين.

لا بد لها ان تخرج الآن ورغم صعوبة ذلك لكن البقاء هنا يعني مصيبة جديدة ..
اتكأت على الجدار وسارت بخطوات بطيئة حتى وصلت المخرج ، الوقت كان ليلا . ياااااه هل امضت كل هذا الوقت غائبة عن الوعي !!!! وبدات بعبور الحديقة باتجاه القصر .. الا ان يداً جذبتها بقوة ، زادت آلامها ، نظرت فاذا ب مليكة تحمل كيسا صغيرا ناولتها اياه واشارت لها الى سيارة متوقفة امام القصر لتركب بها .
لم تعرف ماذا تفعل ، ولكنها متأكدة انها لا يمكن ان تعارض كبيرة الخدم ؛ فسارت بهدوء وركبت السيارة مسلمة امرها لله وما كتب لها.
نظرت الى الكيس فاذا به ما يصح ان يطلق عليه ملابسها ؛ فهذا كل ما تملكه في هذا القصر .
السيارة توقفت بعد مسافة قليلة لا تزيد عن الدقيقتين امام قصر في غاية الرؤعة والجمال والفخامة والحداثة والاخيرة هي ما تميزه عن قصر جدها . فتح لها السائق الباب ونادى على خادمة ، حضرت واشارت لها لتتبعها الى الداخل. بخطوات مثقلة وتعبة سارت مسافة ليست بالقليلة حتى دخلت البهو المتسع والمتناهي الفخامة في القصر .اقبلت من بعيد وبصوت يزمجر وخطوات متسارعة وصوت يهدر: يا فاسقة يا مجرمة يا بنت الشوارع ، انا اربيك ،والله لدفعك الث......... سكتت بذهول عندما اقتربت من البنت وواجهتها ، بلعت ام عبدالله ريقها برعب ، ولم تستطع اكمال كلماتها ، منظر ملاك كان كافيا !!!!!!! واضح انها ضربت الى ما يقارب الموت ، ولكن رحمة الله شاءت ان تبقى على قيد الحياة ؛ حتى لا يبتلى بها احد ، واي ضربة اضافية حتما ستودي بها الى القبر لا محالة .
في عز توترها حضر كل من رماح وحنين وكلاهما رغم نعومتهما الا ان ما بداخلهما من غل كان واضح على محياهما .
رماح بشماتة : تستاهلين الله لا يردك يا مجرمة ... يا ريتهم ذبحوك وخلصونا منك. واكملت حنين : وهنا تنشبي وتحطي راسك بالتراب واياك اشوفك طالعة من غرفتك يا بنت منال ؛ لحد ما ييجي الوقت ونرميك على ابوك ويتصرف معك يا وسخة .
لا تملك قوة ولا طاقة ولا ارادة للرد فهي منهكة حد الموت حتى فكها لا يمكن ان تحركه يؤلمها جدا وعيناها المنتفختان حد الانطفاء لا توصلان اي رسالة او تعبير ، مسلوبة القوة والارادة ، ولكن ان اراد الله وشافاني فلن اسكت ولن ابقى تلك الساكتة المضطهدة ، فانا اخترت بطواعية تمثيل التوحد حتى تتوقف اساءاتهم لي ولكن الآن وقد عادت الاساءات كما كانت بل واكثر وافجر ؛ فانا لن اسكت لن ..... ولم تشعر الا بالعالم يسود من حولها وسقطت على الارض مغمى عليها فما عاد جسدها النحيل يحتمل شيئا ....
اجتمعت العائلة على العشاء ولا زال خالد يرفض النزول . الوجوم سيد الموقف . روعة بتشفي : تستاهل عمي سعود ضربها وشووهها هالحقيرة ؛ حتى ما عاد تستغل جمالها وترمي بلاها على الناس .
جحرها ابو عبدالله ثم توجه بالكلام الى زوجته : اهم شي ما تغادر غرفتها ابد وطعامها وشرابها يوصلها وعينك عليها .
وعبد الله باكر تودي هدية لخطيبتك ما ودي شي من اللي حصل يأثر علينا وعلى قدرنا واحترامنا ..فاهمين .
وانتن يا بنات من باكر تروحن بيوتكن ولا من درى او سمع واي شي بلغنا مباشرة .
الكل اشار بالايماء والسمع والطاعة وعاد الوجوم والهدوء ليسيطر على جلسة العشاء .

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن