الفصل السادس عشر بعنوان #طال_صمتي

25 1 0
                                    

الفصل السادس عشر
بعنوان #طال_صمتي

اخرجت العباءات من الكيس وتنظر لها بانبهار أرتدت احداها
وتناظر نفسها بالمرآة ؛ ريما تصفق بانبهار ؛ ارتدت الثانية والثالثة وكلها تتميز بالفخامة والجمال وعليها تبدو اكثر جمالاً ... أعادت ترتيبها بهدوء ووضعتها بالكيس مرةً أخرى ؛ ومع ما في قلبها من شكر وامتنان الا ان عزة نفسها وكرامتها واحترامها لمن يسمى زوجها يدفعها لرفض الهدية واعادتها الى صاحبها......

كان يقف بانهماك امام جناحه الجديد يشرف على العاملين لاكمال تجهيزه قبل زفافه المحدد بعد عدة أيام.
اي انسان في مكانه يفترض ان يكون في قمة السعادة والاندفاع والأمل بحياة ملؤها الحب والسكينه ؛ الا هو يغمره شعور الحزن والغربة والحرمان ؛ كيف لا وهو بلا قصد تعلق بتلك الفراشة الوديعة التي تمتلأ خجلاً وحياءً وحناناً ؛ رغم قسوة الناس من حولها لكنها لم تتحجر ؛ رغم ظلمهم وتجبرهم لم تفقد طيبها ونقاء معدنها ؛ وتعلق الصغار بها أكبر دليل على ذلك فقلوب الأطفال لا تُخدع ولا تباع وتشترى.
حتى خطيبته اسراء اما بخجلها او لاسباب لا يعرفها زادت من احساسه بالغربة ؛ هل يا ترى أُجبرت مثلي على هذا الزواج!! ام أنها كما يقال لي شديدة الحساسية فلمحت جفاي فابتعدت ؛ على كلٍ لن اسامح نفسي ان سببت لها حزناً او كدر.
قاطع افكاره اقتراب ريما تحملُ كيساً عرفه على الفور ؛ ناولته اياه ومعه ورقة ؛ ذهبت ريما فالقى الكيس على مرمى يده بغضبٍ وانزعاج ؛ ثم فتح الورقة فوجد كلماتٍ مكتوبةً بخطٍ انيق " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..اشكرك على الهدية ....لكن لا استطيع قبولها مع بالغ تقديري ....علمتني الحياة ان احترامي لنفسي يبدأ بترفعها عن كل شيء وهذا كل ما املكه فلا أريد ان اخسره.....ملاك"
طوى الورقة بهدوء وقد هزته كلماتها ؛ هي صادقة لا تملك الا عزة نفسها ولا تريد ان تخسرها وهو بهديته كأنه يشفق عليها ويتصدق عليها بالثياب ما أغباه وما أغبى تفكيره ....وابنة عمه هذه لغزٌ محير! ربما لو عاشت في ظروفٍ طبيعية واسرة متماسكة لكانت ذات مستقبلٍ باهر وسيرةٍ مميزة .

******

اسلام : تقييمك للموظفة الجديدة مهندس فواز وبكل شفافية.
فواز : نشيطة ومتحمسة للعمل وقليلة الاخطاء على الرغم من انعدام الخبرة سابقاً وان شاء الله تظل كذا.
اسلام : وعلاقتها مع الزملاء ؟
فواز : في حدود العمل وما تاخذ وتعطي حتى الكل يتهمها انها متكبرة ؛ حتى السلام احياناً ما ترده.
اسلام : وذا يأثر عالعمل شي ؟
فواز : بصراحة لا لكن تخلق جو من عدم الارتياح
اسلام : ما علينا المهم انها تتقبل النصح والتوجيه .
فواز : تتقبل في حدود العمل غير كذا لا
اسلام : وضح ما فهمت قصدك؟
فواز : يعني اعطيتها ملاحظة عن ملابسها وانها لازم تكون مناسبة لفخامة شركتنا ...كلتني بقشوري ههههههه
اسلام بابتسامة : وش قالت !
فواز : هبت تقول شبة نار ؛ وبدا بتقليدها : ثيابي شايفها ماهي مسترة والا ماهي نظيفة والا ماهي مكوية !!
رديت عليها بهدوء : لا ابد على سلامتك
قالت بعنجهية : اذن ما لك شي عندي ؛ جديدة ..قديمة ...هذا شي يخصني يا استاذ فواز.
ضحك اسلام بشدة على فواز : حطيت روحك بمواقف الله يهداك وش لك بالبنت ولبسها ؛ هي وضحت قبل ان ظروفها صعبة ؛ ماله داعي الاحراج وتستاهل اللي جاك.
فواز : اي ترد تتشاكل معها بموقف وعندها تعذرني ؛ تراها قوية كثير ولسانها مثل حد السكين .
اسلام بتفكير : مسكينة يجوز ظروف الحياة اجبرتها تكون كذا ؛ ما علينا خلينا الحين بالشغل .....

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن