الفصل : الرابع والأربعون بعنوان #بلحظة_وانهارت_دنيتي

16 1 0
                                    

رواية " رحلة عذابي انا "
الفصل : الرابع والأربعون
بعنوان #بلحظة_وانهارت_دنيتي

نزل من الطائرة بهمة ونشاط وهو يستعجل الخطى ليذهب الى الدكتور فيصل ويطمئن على زوجته وحبيبة قلبه ملاك..
قدَّم عودته عدة أيام فما عاد يحتمل البعاد أكثر يشتاق لملاكه ويريد أن يكحل عينيه برؤيتها والاطمئنان عليها ، بأي غباءٍ هو مجبول وكيف طاوعه قلبه على تركها هكذا ومهما كانت الدورة مهمة فليست بأهم منها " هانت ... ساعات قليلة ويكون عندها "
فعّل هاتفه ودق رقمها ... مقفل !
مرة ثانية وثالثة ... كذلك مقفل !
انتابه بعض التوتر ..
رفع رأسه ليتفاجئ بأخوانه وأصدقائه بشيرون له في صالة الأنتظار ... أوووف هذول شلون عرفوا برجعتي وبموعد طيارتي !!
نظر جهة العميد محمود وهو يزفر بغيض : هذا أكيد العميد محمود عرف من مصادره وبلغ الجميع... الله يصبرك يا قلبي ... متى أشوفك يا نظر عيني ...
الكل توجه نحوه وبترحيب حار وعلم من أخوانه ان أمه واخواته على أحر من الجمر بأنتظاره وانه تم تجهيز غداء فخم بهذه المناسبة ... لا يستطيع تركهم والتوجه الى الدكتور فيصل وقلبه يكاد ينفطر على حبيبته لماذا هاتفها مغلق ! قد تكون نسته او لانها لا تستعمله أصلاً ولا يكلمها فيه أحد ..مؤكد هذا السبب .
الكل يكلِّمه ويسأله ويجيبهم باختصار .. في بيت اهله أعداد أكبر من الضيوف والزوار .. الله يسامحك يا محمود لو انك تدري بحالي واحوالي والله قلبي منفطر وروحي جواها البعد والشوق مرمرها.
دقائق محمّلة بالمشاعر الجياشة قضاها في المجلس الآخر في أحضان أمه وبين دموع أخواته ؛ لا يريد لامه ان تنفعل كثيراً .. أجلسها بقربه وأخذ يحدثها ويحدثها ويسرّي عنها حتى هدأت وهو في داخله يشتعل ناراً وما ان اطمان عليها حتى خرج للحديقة وعاد يتصل برقمها .. كذلك لا مجيب ! قلبه يضطرب ويزداد خوفاً : الله يسامحك يا ملاك والله قلبي ما يحتمل .
من قريب سلّم على العميد محمود ابن عمه ومن بعيد راقبه ولم يعجبه حاله وكانه مهموم او مشغول وهو خير من يقرأ التعابير والوجوه.
جاءوا بطعام الغداء للضيوف من أفخم المطاعم وأفخرها لكن لا رغبة له بالطعام ولا يريد تناول شيء منه ، لفت نظره اطباق جانبية صنع بيتي تناولها وأكلها بألفة ونشوى تسري في جسده بسببها ولا يدري لماذا وكأن فيها أسكير منعش للحياة لا يعلم سره ..( اكيد عرفتوه هذا تجهيز ملاك)
بعد الغداء بقيت الاعداد الغفيرة وغيرهم يتوافد وهو لا يطيق الانتظار ، قام خلسة بعد ان خطف من صلاح مفاتيح سيارته اللامبورغيني وأشار الى صلاح غامزاً بالتغطية عليه .. وصلاح يضحك وفي باله اكيد مواعد واحدة من حبيباته وقلبه مشتاق حيل.
قفز الى السيارة وانطلق مسرعاً والوجهة مستشفى الدكتور فيصل .. طبعاً لن يذهب لها مباشرة فهي لن تتعرف عليه وربما تصاب بالرعب لو قال لها أنه رداد ... الأفضل ان يرى فيصل أولاً ليطمئنَّ على أحوالها ... هناك شيء بداخله يوحي له بعدم الأطمئنان ... يشعر بوجود خطب ما ودائماً ما صدق احساسه لكنه يريده الآن ان يخيب وان يجد كل شيء على مايرام وكلها ساعات ويجتمع مع ملاكه
أدخلته الممرضة الى مكتب الدكتور فيصل والذي كان مشغولاً مع بعض الاطباء المتدربين ... انتظر بقلة صبر حتى انهى فيصل عمله وخرج المتدربون وناظره فيصل باستغراب من استعجاله وتوتره .
رفع فارس شعره الى الخلف وسأل بصوت مضطرب : دكتور بأسألك عن زوجتي ملاك تركتها عندكم من ستة شهور والحين بتِّصل عليها ما ترد .
صمت فيصل لثواني قاتلة وهو يحاول استيعاب سؤاله ؛ ثم باستفهام وللتأكد : انت زوج ملاك؟
فارس بقلة صبر : اي انا زوجها.
فيصل لا يعرف كيف يجيبه ولكن في مثل هذه المواقف لا ينفع الا الوضوح والصراحة حتى لا يضع نفسه موضع مساءلة ، وفارس يتحرق ناراً ولا يدري لماذا تتأخر الأجابة وقلبه يخفق " يا رب خير "
فيصل بهدوء : زوجتك تركت العمل عندنا من مدة وما نعلم عنها شيء.
كلمات كالصاعقة نزلت على رأسه .. ومخاوفه التي حاربها تحققت ... ملاك ليست عند فيصل .
فارس واضطرابه زاد حد الجنون : مستحيل انا تركتها عندكم ووصيتها ما تطلع الا لما أرجع وملاك ما عمرها تخالفني .
فيصل بثقة دق على هاتف أمه وهو يضع السماعة الخارجية وعندما اجابت سألها بثقة : يما... ابغى أسألك ملاك من تركت الشغل عندنا كلمتك او زارتك شي؟
ام فيصل بحزن : لا والله يا ولدي حتى زعلان منها لا زارتني ولا حتى تكلمني بالهاتف ولما أرن عليها تلفونها مقفل.
انهى فيصل المكالمة مع امه وناظر فارس بنفس الثقة وفيصل يعاني الصدمة وأي صدمة بل اي رعب وغضب يسري في جسده في هذه اللحظة .. " وين راحت وليه خالفت أوامري وطلعت من عند فيصل مع انّي حرّصتها كثير"
بصوته المتهدج سأل : متى حصل هذا؟
فيصل بتفكير : من حوالي شهرين تقريباً.
عاد يسأل : ممكن أعرف ليش طلعت من عندكم يعني حصل شي مشكلة او خلاف!
فيصل بتشديد : أبد كل شي كان تمام لكن هي فجاة بلَّغتنا .. ثم سكت
فارس بألحاح : وش بلّغتكم!
فيصل بتردد : بلغتنا ان زوجها ردَّ من السفر وأنها بتعاود بيتها.
صدمة جديدة تضاف لسلسلة الصدمات المتلاحقة على قلبه ؛ لماذا تكذب أو لماذا تدّعي عودتي ام هي خدعة للهرب كعادتها ..
خرج مهموماً شارد الذهن وفي قلبه يتنامى الغضب والحقد على زوجته خائنة الأمانة ... كيف ولماذا تخالف تعليماته..
مباشرة اتصل مع ام عزمي وسألها دون ان يعرِّف عن نفسه عن ملاك ولكن اجابتها زادت خيبته وغضبه .
دار بالسيارة بعض الوقت ثم قفل عائداً الى بيت أهله بسبب كثرة المكالمات التي انهالت عليه .
جلس مصدوماً بين الحضور ووجهه شاحب والأفكار والمخاوف تتقاتل في رأسه.

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن