الفصل : الثاني والخمسين والأخير الجزء الأول

11 0 0
                                    

رحلة عذابي أنا "
الفصل : الثاني والخمسين والأخير
الجزء الأول
بعنوان #طفلتي_تجمع_القلوب

سعلت الصغيرة فجأة وبدأت بالأستفراغ ؛ ارتبكت ملاك ولا تدري ماذا تفعل ؛ رفعتها بخوف والصغيرة بدا عليها علامات الأختناق وملاك تصرخ بخوف وهبة تصرخ معها أكثر ... حتى ريما وسوني خرجتا لشراء حوائج المنزل ... لا أحد ... لا أحد بقربك يا ملاك يعينك ..... صوت جرس الباب .. أسرهت هبة بحمل الصغيرة المختنقة من يدي ملاك وركضت بكل طاقتها نحو الباب ... يا رب سخر لنا خلف هذا الباب من ينقذ الصغيرة يارب ... والصغيرة تحول لونها الى الأزرق المخيف .....

فتحت الباب وهي تصرخ : البنت بتموت ... البنت بتختنق...

هجم فيصل بسرعة وأخذ الصغيرة من يدها وبدأ بالضرب على ظهرها عدة ضربات بينما ركعت هبة المفجوعة على الأرض وهي تلهث وتغطي وجهها بيديها ..

ثواني وكانت ملاك تجر نفسها بصعوبة وترتمي بقرب هبة التي احتضنتها وملاك تجوح وتدعي بخوف يا رب ... يا رب..
فيصل ظهر على وجهه علامات الضيق وقلب الطفلة على ظهرها على الأرض ورفع رأسها للخلف وفتح فمها وحرك لسانها بمهارة الطبيب ثم بدأ بعمل تنفس اصطناعي لها ... وقت عصيب يعايشه الكل بهذه اللحظة وهي ترى طفلتها التي كرهت مجيئها وأعترضت على أرادة الله وجحدت نعمته عليها ... تراها وهي على وشك الموت .. تراها وهي على وشك خسارتها ....

ثواني قاتلة ومؤلمة أعقبها فرج الله عندما شهقت الصغيرة وبدأت بالصراخ من جديد ، رفعها فيصل وهو يتفقدها ثم تنفس الصعداء وابتسم وهو ينظر الى ملاك المنهارة : الحمد لله ... كانت بتموت لولا لطف ربنا ورحمته.

بصعوبة اسندت هبة ملاك المنهارة والمتلهفة لحمل طفلتها ؛ ركضت باتجاه فيصل وحضنت طفلتها بقوة وهي تقبّلها وتبكي بحرقة : سامحيني يا قلبي ...
فيصل لأول مرة ينتبه لهبة وهي بسرعة تداركت نفسها واختفت من امامه .... يا رب أغفر لي من خوفي على الصغيرة ما أنتبهت لروحي كيف وقفت قدّام الرجّال وأنا كاشفة وبملابس ما هي ساترة ؛ استغفر الله العظيم .

فيصل أسند ملاك وهو يشجعها ويدعوها للحذر والأنتباه عند أرضاع الصغيرة وعدم وضعها على الفراش مباشرة بعد الرضاعة لخطورة ذلك على حياة الوليد ؛ يجب تجشئتها لأخراج الهواء الزائد ..

وملاك لا زالت تبكي وهي تحتضن الصغيرة وتقبلها بحب بالغ وتشكر الله الذي لم يفجعها بها ؛ ما كانت لتسامح نفسها لو حصل لها شيء ؛ تجبَّر عليها العالم بقسوته وهي تجبرت على ابنتها بكل قسوة ؛ أرادت حرمانها من حبها وحنانها فكادت تفقدها من الوجود .. يا رب لا تحرمني منها .. يا رب رحمتك ومغفرتك يا رب توبة ما عدت اتكبَّر على نعمتك ولا عدت أجحد عطاياك ..

****

راحة لا متناهية شعرت بها ميسون بقرب بيت الله الحرام ودموعها بلا استئذان تتتابع على خدها.

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن