رواية " رحلة عذابي أنا "
الفصل : الخامس والثلاثون
بعنوان #قلوب تنبض وقلب يموتفي غربته يناجي....
"ريحانة قلبي قد اشتقت لمرأى عينيك وذاب قلبي شوقاً وتاهت خطواتي على درب الحنين تناشد صدى وجدي....
في غربتي لم يمل القلب يستجدي صوتاً يبعث الحياة فيه ويروي ضماه من خفقة قلبك بين ضلعيه بل لم يمل يستصرخني أن تعال نعد ونطوي صفحة البعد وأن رأفةً بالجوارح المتهالكة والدموع النازفة من جرح الفراق وألم الحنين.."
تستيقظ كل ليلة وقد أصابتها رجفةً تسري في جسدها رعباً من حياةٍ هي أجبرت عليها ، زوجها يعاني مرارة السجون وكئابتها وشيء في داخلها يحملها ذنبه ووزره ؛ فربما لولا حاجته لتأمين احتياجاتها ما كان ليغامر بهذا العمل ولما كان مصيره السجون ؛ تشعر بألمٍ يتسلل الى قلبها كطعنة حادة ؛ هذا المسكين من تعرف عليها وهو يعاني ؛ تسببت لكسر قدمه ثم أصابته بعيارٍ ناري وكأنها بطريقةٍ ما ألزمته بالزواج منها ، اذ وقفت أمامه باكية وتشتكي من ظلم أهلها و رجل بنخوته رأفةً بها يعرض عليها الزواج ...
كم تحتقر نفسها لما سببته له من مصائب متتالية وتحتقر نفسها أكثر عندما تتذكر قرفها منه ومناكفتها له في كل موقف يتواجهان به ، هل يعقل أنها أصبحت بلا ضمير ولا انسانية مثل أهلها ؟؟
ثم تعاود لنومها المضطرب حتى تستعد ليومٍ جديد برفقة هذه المرأة الحنونة الطيبة فكل لحظة معها هي كنز من الخبرة والمعرفة.***
بعد متابعتها لخط الانتاج الجديد ، جلست على مكتبها وقد أهلكها التعب ، فبالأضافة للعمل في المصنع يقع على عاتقها مساعدة أمها في إدارة مشاريعها ومعاملها ..
" الحمد لله أن نور استلمت الأمور المحاسبية ولكن كثير من أمور الادارة والاشراف التي كانت تضطلع بها ملاك بحاجة لمن يتابعها .... الله يسامحك يا ملاك رحتي وأخليتي بينا حتى تلفون ما عدت تدقين ولا كأننا كنا أهل وعشرة عمر ؛ يمكن عمها اللئيم زوَّجها وحرمها من التلفونات أو الرجال الي خذاها ، وشلون أحكم انها تزوجت .... أي ما في تفسير غير كذا والا ليه عمها طلبها على الفور تحضر ...حنا لازم أخذنا عنوان أهلها لكن وش يدرينا انها ما تعود ترجع أو تسأل ..الله يعينك يا ملاك وين ما تكونين وما أظن انه بكيفك تقطعينا وما تسألين عنا ....
قطع أفكارها صوت رنين الهاتف ؛ نظرت الى اسم المتصل وانتابها الغيظ ... أوووووف وش تكره هالمخلوق المتكبر البغيض ، لكن الصبر زين أنا أوريه قيمته ومكانته .
ردت وهي تدعي الهدوء : ألو
ناصر بحماس : صباح الخير آنسة عزيزة
عزيزة برسمية : صباح النور .
ناصر بنفس الحماس : بإمكانك تكلمين أهلك وعمانك بنجيكم اليوم جاهة .
عزيزة بدهشة من استعجاله للأمور فلم يمض أكثر من أسبوع على اتفاقهما وهو كل يوم يلبي شيئاً من شروطها !!
أجابت باسلوب مستفز : لا استاز ناصر ما بينفع الليلة بنأجلها لآخر الاسبوع .
ناصر بصدمة وصوت أشبه بالصراخ : كيف ما ينفع ؛ وأنا صرت مبلغ الجاهة والناس !!
عزيزة بهدوئها المستفز : والله ما قلتلك تعطي الناس موعد من غير رايي ، وأهلي لازم أمهد لهم واخبرهم لانهم متفرقين كلن بجهة .
ناصر يحاول يضبط اعصابه : انزين لعاد موعدنا باخر الاسبوع ؛ والكتالوجات اللي بعثتهم للملابس والأثاث اتمنى ما تتأخرين بالاختيار حتى نلحق نوصي بهن .
عزيزة بدلال يزيد غيظه : ما عجبني أكثرها وانا خاطبت دور الأزياء يبعثولي أحدث تصاميمهم بنقي براحتي .
ناصر يريد انهاء المكالمة حتى لا يضطر من عصبيته لالغاء كل شي : سوي اللي تبينه ؛ المهم ما تطولين علينا .
عزيزة بمكر : أحاول ان شاء الله ...
انهى معها المكالمة وقد سمع صوت دالية وهي تحادث المربية بغضب : انا من هنا ورايح ما أبغى تروحيني من المدرسة .
ناصر بحنان : وليه ما تبغين تروحك من المدرسة !
دالية بفرحة تقفز نحو أبيها : بااااابااااااا ... متى روحت من الشغل !
ناصر وهو يحتضنها بحب وحنان : جيت مبكر ابغاك بموضوع ، المهم ليه ما تبغينها تروح معك ؟
دالية تضع يدها على وجهها : بابا والله انها تفشل وما تستر الوجه ؛ صديقاتي يكلمونها وما تعرف تجاوبهم ، يصير شذي !!
ناصر ينظر للمربية باستفسار : لا طبعاً ما يصير ، ليه ما تعبرين صديقاتها !!
المربية باحترام : استاذ ناصر البنات بيكلموني بالفرنسي وانا ما أفهم عليم ، كيف برد يعني ؟
ناصر يكتم ضحكته : بابا دالية ؛ المربية حرام ما تعرف تتكلم فرنسي ، أكيد ما بتجاوب .
دالية بتوضيح : يا بابا كلهن ثلاث جمل علمتنا اياهم الأبلة
صباح الخير ومساء الخير وكيف حالك ما في شي صعب ، لكن هي لئيمة تبغى تفشلني .
وتكتفت دالية بغضب.
ابتسم ناصر على هيئتها وأشار للمربية بالذهاب ثم احاط خصرها بيديه وهو يقربها منه : ودالية حبيبة بابا ما تبي تعرف وش الموضوع المهم اللي جيت بكلمها فيه .
دالية بحماس وقد نسيت غضبها المصطنع : أكيد بنسافر ، صح ؟
ناصر هز راسه نافياً وقبل أن يجيب قالت بحماس : لعاد بنزور واحدة من عماتي .
ايضاً اشار برأسه نافياً.
اختفى الحماس من وجهها وقالت بقهر : لعاد وش في عندك يا ناصر .
ناصر يحب أسلوبها المتقلب ، مسح على شعرها وبابتسامة : مو انت دوم تبغيني أتزوج ويصير عندك أم مثل صديقاتك .
انقلب لون دالية وبان عليها الصدمة ، تركت أباها وركضت الى غرفتها وأغلقت عليها الباب.لحقها ناصر وطرق الباب وهو متفاجئ منها " معقول غيرت رايها ما تبي أم "
ناصر وقلبه يخفق : بابا حبيبي مالك زعلتي لتكوني غيرتي رايك "
دالية بصوت مقهور : الا قول انك تبي تتزوج واحدة تجيبلك ولد وأنا تنساني وترميني بالشارع .
ناصر بصدمة : أنا انا برميك بالشارع !! منين بتجيبين هالكلام ومين مفهمك اني بفرط بيك !!
دالية : صاحبتي صار فيها كذا ، ابوها تزوج على أمها عشان يجيه اولاد والحين هو نساهم وما يعبرهم لا بزيارة ولا بغيره .
ناصر بألم : انا اذا كنت بتزوج بس عشان يكون عندك أم ؛ لكن اذا كان الزواج بيضايقك خلاص اعتبري الموضوع ملغي .
دالية : ما دام بتلغي ..خلاص بفكر أسامحك.
ناصر بابتسامة من وراء الباب وهو يشعر بأنه تخلص من حِمل الزواج بعزيزة : الحين بكلم عزيزة وأقول لها لغينا كل شيء .
إدار رأسه لينفذ كلامه لكنه تفاجى بالتي انطلقت كالصاروخ واقفة أمامه وهي تلهث : صدق بابا بتتزوج خالتي عزيزة !!
ناصر بتأكيد : كنت بتزوجها والحين بلغي كل شي عشان خاطر عيونك .
دالية بتخصر : وشلون بتلغي الزواج ما هو بكيفك .
ناصر بأحباط : مو الحين بتقولين ما تبغيني اتزوج....
دالية تقاطعه : لو خبرتني من اول ان العروس خالتي عزيزة كان ما اعترضت .
ناصر : ووش تفرق خالتك عزيزة عن غيرها !
دالية تشير بأصبعها على رأسها : كذا دخلت مخي وحبيتها واحسها تذكرني بجدتي الله يرحمها .
ناصر بحزن : الله يرحمها ويحسن مثواها ؛ لاجل كذا بوعدك خلال هالشهر بتكون عزيزة عندنا وتعيش بيننا .
هجمت دالية نحو أبيها واحتضنته بفرحة بالغة : الله لا يحرمني منك يا أحلى بابا .
ناصر بكل حنان الدنيا : ولا يحرمني منك يا أحلى دالية .
أنت تقرأ
رحلة عذابي انا
Ficción Generalالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته #روايتي_الجديدة _ رحلة عذابي انا _رواية منقوله #الكاتبة_جواهر_بني_صخر تنبيه هام يرجى العلم أن رواية رحلة عذابي أنا تم تثبيت حقوق الملكية لها لي وبانتظار اكتمالها حتى يسجل لها رقم تسلسلي في دائرة النشر والمطبوعات ال...