الفصل : الحادي والخمسين بعنوان #القشة

14 0 0
                                    

رواية " رحلة عذابي أنا "
الفصل : الحادي والخمسين
بعنوان #القشة

بصعوبة تفتح عينيها أو لا تريد ، مع وجود كمامة الأكسجين على وجهها تنعش رئتيها وتحثها على الصحيان وعقلها لا يريد.
هذا البغيض فارس يجلس بقربها ممسكاً بيدها منذ الأمس ولا يفارقها وقبلاته الساخنة تلثم كفها كل حينٍ وحين.

لماذا لا يفهم أنني لن أستمر معه ...... هو زوج مثالي وكل فتاة تتمناه لها وأهله أروع ما يكون ؛ أمه من الطيبة والرقي الشيء الكثير وأخواته هن ما كنت أتمنى أخوات لي في وحدتي وغربتي وطول المسير .... لكن ملاك ما هكذا تتعثر ... هو أنقذها من الموت وتزوجها وهي من أستجارت به من أهلها .. معه حق .. وكل ما قاله حقيقة مؤلمة وهذه الحقيقة ستبقى عائق بيننا طول العمر ... هو عصبي وسريع الأنفعال وفي لحظات غضبه سوف يهينني وكبريائي لن يحتمل .... كيف سأتعايش مع أهله وأنا كنت خادمة وضيعة لهم ... كرامتي لن تحتمل.
هذه الباكية التي تقبل رأسي وتستند الى ذراع ذاك الرجل القوي الوسيم واضح أنه زوجها ؛ ينظر لها بحب وبخوف شديد وكأنها طفلته وليس زوجته ؛ يحتضنها ويهمس لها بكلمات ليخفف عنها ... كم أكرهها .. من قال لها أنني أريد حضورها وقربها مني .. هل تحلم أن أسامحها وأضمها وأقول أشتقت لك يا أمي !! .. هل ستعيد دموعها ما مات من عمري .. هي عاشت حياتها بسعادة وتركتني بتعاسة لا تنتهي ..

وذاك في الجانب الآخر الضخم المسمى أبي ، تغير كثيراً والمرض هدَّه أكثر مما ينبغي لكن يبقى وسيماً وذا مكانةٍ وهيبته تطغى ولا تلتغي ... كم كنت أحسدك يا هبة وأنا أراه من بعيد يحملك ويلاعبك ونظرة الحب في عينيه شعلتها تحرقني وتسلبني جذور الحياة من قلبي وعلى وجودي تعتدي.

عيناه بلا وعيٍ منه تسترق النظرات الى منال وكأن فضوله يدفعه لرؤية حالها من بعده وزوجها لا يعجبه الحال والغيرة واضحة في عينيه .. كل حين يهمس لفيصل بشيء وكأنه يطالبه بأخراج الدكتور سعود من الغرفة وفيصل يعتذر له ... فيصل المسكين مؤكد ستواجه الكثير من الأحراجات .. ما ألطفك يا خالي .. عندما أرى حبك وخوفك على أمك الرائعة يتملكني الأمل أن طفلي عندما يكبر سيعتني بي هكذا .. هذا الشقي لا زال يتحرك بقوة في بطني ويرفسني بلا رحمة وكأنه يستعجل خروجه لهذه الدنيا البغيضة ..

جدي وجدتي وأعمامي وزوجاتهم وعمتي أميرة .. كلهم هم وليسوا هم ... فيض من كلمات الحب والحنان والدعوات وحتى الدموع تذرف بقوة ... لو لم أكن ملاك لأنفطر قلبي حزناً عليكم ولدعوت من كل قلبي على هذه الحقيرة التي تسببت لكم بكل هذا الحزن وهذه الدموع الثمينة ؛ كيف تتجرأ على التسبب لكم بكل هذه الأحزان ... لو لم أكن ملاك لجررتها تحت أقدامكم لتعتذر عن أقتحامها حياتكم منذ طفولتها وتعكيرها لصفو أيامكم .. أعتذر بشدة ولكن ما باليد حيلة ما حصل قد حصل ... آذيتكم بمجرد وجودي وأعدكم بأقرب فرصة أن أنسحب من حياتكم ولن أتسبب لكم بالمزيد ... وعد مني صادق ولن أخلفه.

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن