الفصل الحادي والعشرون بعنوان #أحلى_صحبة

25 0 0
                                    





رواية "رحلة عذابي انا"
الفصل الحادي والعشرون
بعنوان #أحلى_صحبة

جلس عبدالله بامتعاظ وهو يفكر : أكيد هذي سياسة حتى يساوون لروحهم هيبة وقيمة ؛ أجلوا الاجتماع السابق والحين يحضرون قبل رئيس اللجنة فكرهم يرهبوني او يهزون فيَّ شعرة ؛ يخسون وانا عبدالله ولد سعد .
فتح الباب بهدوء وأطل شخص منه ؛ اللجنة المقابلة قاموا باحترام من مقاعدهم لاستقبال رئيسهم بينما عبدالله تظاهر بانغماسه في الكتابة وعدم اهتمامه رداً على اسلوبهم البغيض .
احد الحضور تكلم : استاذ عبدالله اعرفك على رئيس لجنة الدمج لشركات الحاج ياسين.
رفع عبدالله رأسه وبابتسامة : اهلا و......
قطع كلامه من هول المفاجأة فما يراه أمامه لم يتوقعه اطلاقاً!!
فتاة نحيلة وقصيرة نسبياً وترتدي نظارات كبيرة تغطي أغلب وجهها النحيل.
أعاد عبدالله نظره بحنق الى اللجنة وكاد يثور غاضباً فمن الواضح أنها اضافة جديدة لسلسلة الاستخفاف والاستهانة بهم التي يمارسها الشريك الاستراتيجي الجديد.
لكن قبل أن يبادر بالكلام سبقه الصوت الأنثوي الرزين : الدكتورة صبا دكتوراة في القانون الاقتصادي الدولي وماجستير في الادارة الحرة للتجارة والاعمال واجازاتان في ادارة عمليات الدمج الاستثماري والربحي ورخصة في ادارة عمليات التصفية للشركات الآيلة للانهيار ؛ واتمنى استاذ عبدالله نبدأ باعداد برنامج عمل يوضح خطوات الدمج وتسلسله.
بُهِر عبدالله باسلوبها وقوة شخصيتها والتي لا تنعكس على شكلها الخارجي ؛ أشار لها بالجلوس وبدأ العمل وهو مصمم أن لا يترك لها مجالاً باعطاء المفاضلة لشركات الحاج ياسين على شركات عمه .

***********

الليله أحلى سهرة بنات في غرفة عزيزة ؛ ثلاث فتيات يستلقين على الفراش الأرضي ويرفعن أقدامهن الملونة بالحناء المتقنة بمهارة على الوسائد ؛ ويتأملن بضوء القمر المنبعث بقوة من النافذة العريضة.
اقتربت ملاك واستلقت بجانبهن وهي تتنفس الصعداء بعد ساعات العمل في وضع الحناء للفتيات.
عزيزة : ليه ما حطيتي لروحك حنه.
ملاك : ما أحبها لكن أحب اتفنن بها.
نور : اي والله انك فنانه شي خيال الصراحة.
فاطمة : الله يعطيك العافية ملوووك تنفعي خبيرة .
ملاك : بسكن عاد تكبرن براسي وش يطلعني من غرفة عزيزة بعدين.
عزيزة : لتكون غرفتي ماهي عاجبتك مسواك هانم ههههههههه.
ملاك باستغراب : وش عرفك بقصة مسواك!!
عزيزة وهي لا زالت تضحك : كنت واقفة عالشباك وانا أشوفك تتغزلين برداد المزيون ههههههههههه.
نور : منو ذا رداد ؟
فاطمة : شوقتني يا قلبي معقول تصير قصة حب بهالحوش؟
ملاك وهي تنظر بامتعاظ الى عزيزة المنفجرة من الضحك : حيلكن حيلكن ولا حب ولا قب ؛ لو تشوفن رداد ذا لتغتسلن سبع مرات حتى تنظفن عيونكن .
نور : ليه وش به.
ملاك : الا قولي وش ما به !! يعني أقربلك وصفه وشكله ؛ تخيلي واحد تايه بالصحرا عشر سنين واول ما طلع منها تلقينه بوجهك .
فاطمة : وععععع للدرجة ذي .
ملاك : وأكثر وأما عن خلقته فالله يستر عليه لا اعتراض على خلق الله.
نور : صدق يا عزيزة؟
عزيزة : اي واكثر ؛ انا بس أشوف غبرة سيارته يصيبني حكة بجلدي.
وبتذكر : ما أدري شلون جتك القوة تجادليه وتناقريه ؛ حتى أمي بقوتها ما تحب تجادله.
ملاك بثقة : بالشغل ما في خوف ولا حيا الحق حق.
عزيزة عادت تضحك : لو بس شفتنها وهي تقرب منه وتاخذ سيجارة التتن من ثمه ههههههههه حسيته انجلط.
فاطمة : يا قو قلبك يا ملاك واللي يشوفك يقول بسة مغمضة .
ملاك : البسه عند اللزوم تخرمش ؛ "واشارت بيديها بطريقة مضحكة".
نور بضحكة : حتى وانتي تخرمشي ما احلاكي.
فاطمة : وش قصة مسواك ؟
عزيزة عادت للضحك : وهو طالع بالدستن يناديها يا مسواك.
فاطمة تضحك : مو هين هالرداد.
عزيزة : كاتب عالدستن "رداد أسد الصحراء شخصياً"
ضحكت الفتيات
ملاك بامتعاظ : الله يغث بالك يا عزيزة قلبتي سهرتنا الحلوة لرداد المقرف ما عندك سالفة!!
عزيزة : لعاد انتي اقترحي علينا موضوع نتكلم فيه.
ملاك بتفكير : وش رايكن كل واحدة تقول طموحها بالمستقبل.
الفتيات سكتن بتفكير وعيونهن تتأمل بالبدر المنير في عتمة الليل وسكونه الجميل.
اول من تحدث فاطمة : ااتمنى اتخرج واصير صيدلانية معروفة واساعد أهلي ويقدر اخواني يكملون تعليمهم بكرامة من غير حاجة ولا منة أحد ؛ واقابل فارس احلامي ويكون متميز بعقله وفهمه وما يبحث عن الزوجة لجمالها لكن لعقلها وحكمتها.
ملاك بتشجيع : باذن الله يتحقق طموحك واحلامك.
عزيزة بعمق : أنا اتمنى من كل ربي انه يقدرني وانتقم من سلطان الكلب وآخذ حقي وحق امي من عيونه.
ملاك : مو سلطان هاذ الي كان محاسب عند ام عزمي واكتشفته مختلس منها مبالغ كبيرة!!
عزيزة بحقد : هو ما كان مجرد محاسب ؛ أمي كانت تثق بيه كثير وتعتبره ابن لها عشان كذا لما طلبني امي وافقت واقنعتني اوافق عليه.
ملاك باستغراب : يعني انت تزوجتي سلطان!!
عزيزة : مجرد ملكة والحمد لله ما تزوجنا ؛ لكن أنا انغريت بيه وبكلامه المعسول وما توقعت ان كل حبه وكلامه كذب بكذب ؛ ولما امي كشفته وواجهته ما أنكر الاختلاس وبكل وقاحة قال لها اذا تبغين تشتكي علي روحي لكن احلمي اني اطلق بنتك واوعدك لاخلي سيرتها على كل لسان.
ملاك بغضب : هالواطي الحقير .
عزيزة : لو تدرين عن شعوري وانا أسمع بكلامه ؛ أحس الدنيا كلها منهارة من حولي.... هالكذاب سبب لي انهيار عصبي ، وامي حتى تنهي المشكلة اتفقت معه ما تشتكي عليه مقابل الطلاق وكل واحد بطريقه.
فاطمة بمواساة : لا تزعلي ولا على بالك ؛ المظلوم منصور بعون الله.
ملاك أثرت فيها قصة عزيزة كما أثرت فيها كلمات فاطمة الأخيرة " المظلوم منصور بعون الله"
دعت ملاك في هذه اللحظة من كل قلبها : يا رب تنصرني أنا وامي على كل من ظلمنا عاجلاً غير آجل.

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن