الفصل التاسع عشر بعنوان #وابتدى_المشوار

25 1 0
                                    

اخطيت يوم اني طلبتك حنانك
لاصرت فاقد شي ..وشلون تعطيه
مهما نطق لي بالمشاعر… لسانك
شيٍ بدون احساس .. ما اقتنع فيه
احساسك المصنوع خنته وخانك
جاملتني به وانت تجهل ..معانيه
مني نصيحه تنفعك في زمانك
إلا شعورك .. لا تبيعه وتــشـــريه
كانك تقدر قيمه الحب .. كانك
اللي يودك .. لا تحــــاول تعنيه

رواية "رحلة عذابي انا"
الفصل التاسع عشر
بعنوان #وابتدى_المشوار

طرقت الباب عدة طرقات قبل أن يخرج عليها رجل كبير بالسن وملامحه سمحة .
ملاك بارتباك : مو هني بيت ام منال؟
الرجل "بقلة صبر" : لا مو هني .
واغلق الباب بقوة ؛ وقفت مدهوشة مشدوهة لا تعرف ما تفعل ؛ متأكدة من البيت لكن ماذا يحدث.
بتصميم أعادت طرق الباب وانتظرت دقائق حتى خرج لها ذات الرجل وقبل ان يثور عليها غاضباً ؛ قالت بأدب : اعرف واحدة اسمها ام منال كانت تعيش هني قبل اثنعش سنه ؛ هي الي أسال عنها .
الرجل بتفكير : ايوة تذكرت قالوا الي باعونا البيت انهم شروه من حرمة اسمها ام منال لكن ما قد شفتها او عرفتها والي باعني البيت توفى الله يرحمه وما اظن له اولاد بالديرة .
واستدار عائداً الى بيته دون انتظار ردها واقفل الباب من جديد وهي بقيت في مكانها حائرة مترددة ولا تعرف ما تفعل أو أين تذهب....
أخذت نفس عميق وتلفتت حولها بهدوء ثم سارت خطوات وهي غارقة في تفكير عميق : أين أذهب ؟ بيت أبي ! ام قصر جدي ابوقاسم!!
خرجت من سجونهم أخيراً فهل أعود اليها بقدمي ...
تحررت من ظلمهم وتجبرهم فهل ألقي بنفسي فيها مجدداً.....
هل أعود بقدمي الى أذاهم ونظراتهم واحتقارهم....
ان فعلت هذا فحتماً أنا بقمة الجنون والغباء !!!
من بعيد لمحت بقالة توجهت لها بثقة ؛ دخلت واستأذنت باستعمال الهاتف أخرجت من حقيبتها ورقة مثنية فتحتها وضربت الأرقام الموجودة فيها بهدوء وانتظرت لحظات حتى جاءها صوت عرفته فوراً وهتفت بفرح : خالتي ام عزمي .....

*******
عاد من المحكمة والغضب لا زال مسيطراً عليه ؛ صحيح طلقها لكن لم يشف غليله منها ؛ صحيح نزعها من اسمه وارتباطه للأبد بطلاقٍ بائن لكن لا يأمن قلبه الغبي ونواياه لذلك لا يريد العودة الى بيت ابيه ابداً ؛ كل ما فيه سيزيد غضبه وانفعاله ؛ ولا يريد البقاء في بيت جده ايضاً ؛ أسوأ ما في الأمر أن عبد الرحمن فيه ؛ ولا يريد مقابلة رنا التي استقبلته مبتسمةً غير منتبهة لحالته الانفعالية الواضحة ، وبدات تتحدث بحماس عن استعداداتها لرحلة ايطاليا ودون توقف ، حاول تجاهلها قدر الامكان لكن كثرة ثرثرتها أغضبه ، نظر لها بحدة قائلاً : بستين داهية ان شاء الله.
ثم توجه الى غرفة ملابسه وبدأ يجهز حقيبته قاصداً وجهته المفضلة ...فرنسا

******
نزلت من سيارة الأجرة حسب العنوان في حيٍ شعبيٍ قديم ؛ بيوته قديمة متهالكة وشوارعه ضيقة ، نظرت الى السائق بريبة : متأكد من العنوان.
السائق : متأكد هذا البيت الي قدامك .
اعادت نظرها الى البوابة ذات السور المرتفع ؛ تقدمت بهدوء لتطرق الباب لكن وجدته مفتوحاً ؛ تقدمت أكثر لتجد نفسها في ساحة كبيرة ؛ في يمين البوابة بناء صغير قد يكون لحارس لا تعتقد بوجوده كونه مهترئ وقديم جداً ؛ وبأحدى الزوايا بيت صغير وجميل ويقابله مجموعة من كبيرة من الغرف والقاعات حديثة البناء وتبدو كمعامل او مطابخ .
وقفت لا تعرف أين تذهب حتى خرجت من البيت الصغير الجميل امراة تبدو كبيرةً في السن ولكن فيها قوة ونشاط واضح ، تقدمت من ملاك واحتضنتها بترحيب شديد .
ام عزمي : هلا والله تو ما نور الحوش
ملاك بابتسامة : النور نورك يا خاله
امسكت ام عزمي بيدها واشارت الى البيت الصغير قائلة : تعالي هذا بيتي .
دخلت ملاك البيت الصغير واستقبلتها فتاة في حدود الخامسة عشرة بابتسامة .
ام عزمي : هذي بنتي ميسون اصغر العنقود
جلست ملاك على استحياء ولا تعرف ما تقول او تفعل .
كانت تعتقد أن كل البيوت مثل بيت جدها او عمها وفيها غرف كثيرة وصالات وساحات.
ولكن رغم صغر البيت تشعر فيه بكم هائل من الطاقة الايجابية والدفء الاسري ؛ وقفت عندما أقبلت نحوها فتاة في العشرينات تشبه ام عزمي كثيراً ويبدو عليها المرح والطيبه .
قالت الفتاة مبتسمة وهي تسلم على منال بحرارة : أخيراً شفنا ملاك اللي امي تكلم عنها دوم .
ام عزمي : اي ذي ملاك ومن الحين بتشتغل معنا وبتساعدنا .
هذي بنتي الكبيرة "عزيزةوتقدري تعتبرينها من اليوم أخت لك .
ملاك ردت التحية بخجل واضح : تقدري يا خالة تساعديني ادور على بيت للأجار يكون قريب من هني .
ام عزمي بغضب : تبين تستأجرين وحنا موجودين ؛ ابد ما يصير ان ما وسعتك الأرض تشيلك عيونا .
ملاك بامتنان : تسلمي يا خالتي ؛ لكن ما أرضى على روحي أضايق عليكم وبيتكم ما هو كبير ...
عزيزة : بيتنا كبير ويسع الجميع ليه التكبر علينا
ملاك : معاذ الله اتكبر لكن وين باجلس واضيق على اهلك بالفوته والطلعة .
عزيزة : ابوي متوفي من عشر سنين الله يرحمه وما به غيرنا
ملاك : واخوانك.
عزيزة بحسرة : ما لنا اخوان ربنا ما قسم.
ملاك بشك : وعزمي !!
ضحكت عزيزة وميسون معاً ، وميسون تشرح لها : امي توهم الناس ان عندها ولد وما تحب أحد يناديها ام عزيزة عشان كذا هي ام عزيزة وميسون ، اول حرفين من اسامينا هههههههه.
ابتسمت ملاك على اسلوب الصغيرة الكوميدي والمضحك ولكن يجب وضع النقط على الحروف
ملاك : خالتي ام عزمي انا هني أسعى برزقي واذا عندك شغل الي أكون شاكرة وممنونة واذا بسكن عندك يكون بالإيجار الشهري ما أحب أثقل على أحد وما أرتاح الا كذا .
ام عزمي بتفهم : بخصم الاجرة من راتبك ؛ وانا من زمن طلبتك تشتغلين معي بالحسابات ومن الحين تبدين وش رايك.
ملاك بحماس : أكيد ولا يهمك لكن ابغى اشتغل في أكثر من عمل وكذا اوفر دخل أكبر .
عزيزة باستغراب : وش عندك مهارات تشتغلين بها غير الحسابات .
ملاك : اي شي وكل شي ؛ من طبخ وحلويات وحياكة وتصميم ملابس وحتى تنظيف مستعدة ؛ المهم لقمة حلال وبكرامة .
ام عزمي بابتسامة : تفتكرين كل البنات مثلك يا عزيزة ما يعرفن شي غير المكياج والمناكير هههههههه
ملاك : وبعد عندي خبرة بسيطة بالماكياج والزينة .
عزيزة : جد والله ؛ معناته الليلة تعمليلي ميك اب لحفلة صديقتي أشوف مهاراتك.
ميسون : اباي عل استغلال ما صدقت بالله عزّو هههه.
ضحكت ملاك وهي تقول : ابشري وان شاءالله يعجبك.
ميسون : لا تطمعينها كثير ترى هذي ما تنعطى عين ، وغمزت لملاك ، قامت عزيزة بغضب تريد ضرب ميسون لكن الاخيرة هربت بأقصى سرعتها وعزيزة تطاردها من غرفة الى غرفة .
ام عزمي بفقدان امل منهن : اقول تعالي معي اورجيك غرفتك وان شاء الله تعجبك.
هزت ملاك رأسها بطاعة واتجهت مع ام عزمي الى غرفتها الجديدة ..
********
انتشر خبر طلاق ملاك بسرعة في العائلة الراقية وشعور عام بالرضى ساد الأجواء فهي بالنهاية لا تليق بهم او بخالد الذي ابتلي بها.
اميرة تجلس بقرب سرير ابنتها الباكية اسراء واخبرتها بطلاق بنت منال وحدثتها عن طيبة علي وعدم تقصده ايذاءها وانما هي شهامة منه ومن طبعه الشفقة ومراعاة الآخرين ومساعدتهم ؛ لكن اسراء لا تتجاوب معها ولا تستمع لكلامها والآن بعد مضي اسبوع على اجهاضها لا زالت ترفض الرجوع الى علي .
جاءت الخادمة لتخبرهم بقدوم حنين لزيارتها .
استقبلت حنين بدموع لا تنضب وقلبٍ كسير حزناً على فقدان طفلها وخيانة زوجها .
حاولت رماح التخفيف عنها ولكنها لم تستطع ف اسراء صعبة المراس ولا تقتنع بسهولة .
غمزت حنين ابنتها سحر ؛ فأسرعت سحر للجلوس بقرب اسراء وهي تبتسم وتحمل هاتف امها : خالتو اسراء شوفي سيف كيف يصورنا بالجوال .
نظرت اسراء بلا اكتراث الى الهاتف والصور التي تقلبها سحر
بخفة حتى مرت صورة صعقتها لكن سحر تعدت عنها ، أخذت الهاتف بسرعة من سحر وعادت الى الصورة صورة سمر ولكن في الخلفية وعلى الكنبة تبدو صورة علي مستلقي ؛ وليس أي علي وانما بوجه مليء بالجروح ويبدو عليه التعب والارهاق .
اسراء بخوف : حنين ماله علي ليه كذا وجهه وحالته؟
حنين : اتضارب هو وخالد .
اسراء : وليه يتضاربون !
حنين : لن علي يحن ويشفق عالطير الطاير وخالد بساع ما يعصب وحط كل حرته بعلي ولو كنت عندنا كان ما صار الي صار.
اسراء بحزن : يعني لو كنت موجودة شلون بمنع الهواش بينهم !
حنين : لو ما تركتي زوجك كان خالد ما شك بعلي ابد وكلنا نعرف بنت منال واخلاقها لكن روحتك عند اهلك خلته يشك بأخوه ويتضاربون.
اسراء تنظر بأسى الى صورة زوجها ودموعها كعادتها تسبقانفاسها المتقطعة.

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن