الفصل السادس والعشرون بعنوان #العميل_السري_ملاك_بوند

25 1 0
                                    

رواية "رحلة عذابي انا"
الفصل السادس والعشرون
بعنوان #العميل_السري_ملاك_بوند

تنحنح ناصر بصوته الجهوري ... فقفزت عزيزة من نومها مذعورة لأن نومها أصلاً خفيف وبصعوبة طالعت الرجل الواقف أمامها وعينيها لا زالت في غباش .
تثاءبت وهي تمد يديها لتنشيطها وقالت : الله يرجك خرعتني ....
واستمرت في التثاؤب قائلة : أبغى فنجان قهوة إسبرسو وكمان استعجل مديرك ذا وش يحسب الناس عنده ينطرهم بالساعات".
نظر لها بغيظ ثم عدل نظارته الفخمة وقال بصوت جهوري : أنا ناصر ال... مدي.... قطع كلامه عندما رآها تهب واقفة وهي تدور حول نفسها وتبحث عند موطئ قدميها .
لم يعرف ماذا تفعل ولكنها عندما انحنت تنظر تحت الطاولة إنحنى معها وللأسف رفعت رأسها فجأة فأصابته برأسها على وجهه وأنفه اصابة موجعة أخذ يتلوى بسببها من الألم ؛ ويمسك أنفه من شدة الألم .
نظرت له بجزع : جزمتي ... جزمتي ما أشوفها .. ليكون أحد أخذها؟؟
ناصر بقهر وهو يتفقد أنفه الموجوع : ما أحد هنا ياخذ شي ! دوريها زين.
لمحت طرفها أسفل الكنبة فقالت بحماس : هذا هي تحت الكنبة ؛ تعال اقرب ارفع الكنبة وانا اتناولها.
ناصر أشار الى نفسه باستغراب : انا!!
عزيزة : لعاد جارنا !! من في غيرك بالغرفة.
اقترب ناصر بقلة صبر ورفع الكنبة وعزيزة مدت قدمها لتسحب الحذاء وهي تقول بأمر : ارفع .. ارفع كمان .
ناصر بغيظ : وليه أرفع كمان !! ما تنزلي انت تاخذينها ؟؟
عزيزة : تخسى .. تبغاني أنحني قدامك يا الواطي .. صحيح اللي استحوا ماتوا !!
عندها نفذ صبر ناصر وألقى الكنبة بغضب غير آبهٍ بشيء ؛ وأشار لها بزجر : اسمعيني زين من أمس وأنا متحمل غلاظتك واسلوبك الوقح .... والحين أقلك بالفم المليان الله الغني ما عاد نبغى نوظفك عندنا ...
أصابها الذهول في لحظة ولا مجال لأن تلوم غباءها المتجذر او لإصلاح ما أفسدته ؛ كل زلة أكبر من سابقتها فالأنسب الآن أن تنسحب بهدوء...
لبست حذاءها واتجهت نحو الباب ولكن في آخر لحظة أدارت رأسها وبابتسامة وهي تخرج من حقيبتها كتالوج كبير وتمده الى ناصر : بس استاذ أبغاك تتطلع على هالدراسة الي عملتها على خمس أنواع من الأقمشة كل نوع له عدة أشكال بالسوق عملت مقارنة بين هذه الأشكال من حيث الخامة والجودة والسعر وتكلفة التصنيع والاستعمالات ... كلها بمجهود شخصي وتطبيق عملي .
تناول ناصر الكاتالوج وتفقده بتدقيق ؛ وفعلاً وصف توضيحي وتحليلي ..ولكن يحتاج الى خبراء لتقييم مصداقيته.
وبتساؤل : انت خريجة أي معهد ؟
عزيزة بثقة : أنا خريجة معهد الحياة.
ناصر : وين هذا المعهد ما سبق ان سمعت به؟
عزيزة : ما له مكان ؛ ببساطة أنا أمي تشتغل في صنع المعجنات والبهارات وخلافه وهذا كله ما ناسب اهتماماتي ؛ رحت أشتغل عند جارة لنا خياطة وعندها تعلمت كل شي يتعلق بالصنعة والأقمشة وأنواعها واعتمدت على روحي من خلال مجلات الموضة والأزياء والماركات وتعمقت بالأسواق والبيع والشراء والتسويق ..... يعني حاولت أبذل جهدي في الشي الي أنا أبدعت فيه وحبيته.
ناصر باستغراب : يعني انت بدون شهادة !
عزيزة بصدق : اذا قصدك كرتونة تثبت امكانياتي فأكيد ما عندي واذا تبغى شهادة حقيقية وظفني وبتشوف.
ناصر بعدم اقتناع : أخت عزيزة ؛ حنا بندرس الأمر وبنرد نتصل فيك ؛ والحين انتهت المقابلة ؛ مع السلامة.
في نفس اللحظة فُتِح الباب بقوة وظهرت طفلة صغيرة وهي تصرخ بأعلى صوتها والسكرتير وامرأة تبدو كمربية تلحقها .
هجمت على ناصر وألقت نفسها في حظنه وهي تصرخ بصوتٍ مفجوع .
ناصر وبكل خوف الدنيا : دالية حبيبتي وش فيك !! علامك تبكين يا قلبي؟؟
دالية بنفس متقطع : الأبلة هزَّئتني .... قدام الصف كله
وعادت لتجوح بصوت عالي .
ناظر ناصر المربية بتساؤل ؟؟
المربية : استاذ ناصر ؛ دالية ضربت طالبتين وشدت شعرهم وعضت واحدة منهم في يدها والثانية في ظهرها.
ناصر فتح فمه بدهشة : معقول يا دالية ؛ انت كل يوم والثاني تعملي مشكلة وتضربين طالبات وكلهن بنات عوايل راقية !! هذي ثالث مدرسة بنقلك لها ؛ متى بتبطلين مشاكل؟
نظرت له دالية بحزن ؛ دون ان تقولكلمة واكتفت بكسر نظرها نحو الأرض .. وبعد عدة تنهيدات قالت بهدوء : آسف بابا ما أعيدها.
فجأة هبت عزيزة التي نسي ناصر وجودها واتجهت نحو دالية ومسكت بيدها بقوة ثم جرتها خلفها نحو الكنبة وأجلستها بقربها ؛ ثم مسحت دموعها وهي تقول بحزم : يعني ما كلفت روحك تسألها ليه ضربت الطالبات !! ما يضرب الطفل أحد بدون سبب !!
ناصر وهو مصدوم : آنسة عزيزة لو سمحتي انتهت المقابلة وتفضلي ...
قاطعته عزيزة : بلا آنسة بلا بطيخ ......البنية ميتة من القهر والغيظ وانت ما تحس فيها ؟ شنو انت هذي هي الأبوة!!
عندها هجمت عليها دالية واحتضنتها بألم وقد عادت للصراخ مجدداً وعزيزة تربت على كتفها بحنان : يا قلبي عليك يا دالية ؛ قسم بالله لأروح معك المدرسة واشفي غليلك من الأبلة ومن الطالبتين .
دالية ببكاء : مو بس الطالبتين ؛ الا الصف كله يتمسخرون علي.
عزيزة بصدمة : ليه يتمسخرون لا عاش ولا كان .
دالية : قال يقولون خطي مثل خرابيش الدجاج.
ضحكت عزيزة وبتشجيع : هههههه وشلون لو تشوفين خطي ودك أحد يفك طلاسم يترجمه ؛ ههههههه وهي أبوك بكبره يعرض علي وظيفة لشركته .
مسحت دالية عينيها باستغراب وهي تسأل ناصر : صدق بابا بتشغلها عندك حتى لو خطها ما هو حلو.
ناصر بقصد : والله اذا عندها قدرات وخبرات أكيد ما أهتم للخط يهمني الشغل.
عزيزة : حتى الكتابة الحين كلها عالأجهزة ما عاد حد يكتب بيده .
دالية : أنا سريعة بالكتابة عالتواصل ما أحد يسبقني .
عزيزة : تلاقين هالبنتين مغيورات منك عشان كذا يتمسخرون ؛ لو ما ضربتيهم أحسن .
دالية : يعني اسكت والكل يضحك!!
عزيزة : لا يا حلوة الا تردي عليهن الكلام بالكلام والحجة بالحجة مو تصيرين مثل الثور ما يعرف غير ينطح.
المربية بغضب : ايش هذي الكلمات الي تعلميها البنية ؛ ايش ثور وينطح !
عزيزة وهي تتخصر لها : وانت بعد بدل ما تعدين بأخطاءها المفروض توقفين جنبها وتسانديها يا بعدي .
دالية بسعادة : انت تشبهين جدتي الله يرحمها كانت دوم تفهم علي ؛ مو مثل بابا ..
عزيزة بحزن : وبابا ما في مثله ؛ انا كنت بوجود أبوي مثل المهرة ما أخاف ولا أهاب لكن من توفى صرت في مهب الريح ان ما احنيت ظهري لفحني الهبوب.
دالية : ما فهمت وش تقصدين؟
عزيزة وهي ترتب لها شعرها : قصدي احمدي ربك ان عندك أب غيرك محروم منه.
ثم قامت واستأذنت للمغادرة والحزن يغمر قلبها ؛ فهي على يقين أنها خسرت الوظيفة بغبائها وسوء تصرفاتها .

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن