الفصل : التاسع والثلاثون بعنوان #ما_عاد_ينفع_الندم

24 1 0
                                    

رواية " رحلة عذابي أنا "
الفصل : التاسع والثلاثون
بعنوان #ما_عاد_ينفع_الندم

ودَّعت ام فيصل بدموع غزيرة وحملت حقيبتها واتجهت خارجاً لأول مرة منذ شهور صوب بيتها .....
هناك ...صُدِمت برؤية اطفال يلعبون بالحديقة

وغسيل منشور وامراة تحمل سلة الغسيل وتنظر نحوها : في شي يا بنتي !! تريدين شي !!

ملاك باستغراب : انتم مستاجرين هذا البيت ؟

المرأة : اي لنا كم شهر مستأجرينه ؟ ليه تسألين !

ملاك بضيق من غبائها عندما اعتقدت ان بيتها سيبقى لها : لا يا خالة حسَّبته معروض للأيجار .....

عادت لتسير في الشارع بلا هدف وبضيق شديد ....

تسير وتسير.... ولا تدري اين تذهب حتى داهمتها يد قوية دفعتها على الأرض وسلبت حقيبتها ... صرخت من قوة السقطة ونظرت خلفها لترى رجلاً يركض مبتعداً بعد ان سرق حقيبتها بكل ما فيها من ملابسها وهويتها وهاتفها ..
قامت بصعوبة من قوة الضربة وهي موقنة أنها لن تستطيع أن تدركه ، ولا أحد بالشارع تستغيث به او تطلب مساعدته .

ماذا تفعل ؟؟ كل شيء في حقيبتها حتى هاتفها واثباتاتها وشهاداتها وبطاقات البنك والمال الذي أعطاها أياه فيصل أجرة لعملها ...." ااااه يا حالي ..... يا رب يكون ابن حلال ويرجِّع كل شي ... وهو لو ابن حلال يسرقني بالأول !! ".

سارت في نفس الطريق التي ركض بها السارق لعلها تدركه حتى وصلت مفرق طرق متعددة واختارت أحدها وسارت به وهي تبكي من تحت نقابها الذي التزمت بارتدائه.

التفكير السليم ان تذهب الى مركز الشرطة وتشتكي ... ولما لا تشتكي !! .... مؤكد لن تشتكي لأنهم سيسلموها الى أبيها مباشرة ... ما لهم حق هي

متزوجة وزوجها أولى بها ..... "زوجي بالسجن وما أحد بيرحمني ، أتصور حالي قدام جدي وعمامي

وأبوي بالذات .. رادة لهم بعد سنين وانا متزوجة وزوجي مسجون ... ما أتوقع بس يضربوني ويهينوني .. يمكن يقتلوني خاصة أبو طلال

العصبي ... أو يمكن يحبسوني ويطلقوني من رداد بالغصب ... أكيد بيعتبروا زواجي منه فشلة !!... لو رداد معي ما أسأل عن أحد متأكد بيحميني منهم ومن شرورهم ... لازم أدور محل أستقر بيه حتى يطلع رداد بالسلامة ... ااه وين أروح !!

جلست لتستريح على رصيف عمارة وهي غارقة بالتفكير : " أي أحد من الحوش ما ينفع ؛ متأكد العميد محمود وفهد مبلغينهم عني ويستنون أي معلومات منَّهم ".

قطع حبل أفكارها صوت حارس العمارة وهو يتكلم بصوت مرتفع على هاتفه .. واضح أنه يكلم زوجته واطفاله في بلادهم .

... بت يا بطة اسمعي كلام أمك لأحسن بالأجازة أحرمك من الهدايا

...خدي بالك من العيال وما تكتريش الزعيئ عليهم
كانت تستمع لكلامه وعقلها ينثر أرقاماً كانت تحفظها عن ظهر قلب ؛ وتدق عليها كلما اشتاقت الى سعدية وابنتها ...

رحلة عذابي اناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن