الفصل السابع والعشرون

288 13 0
                                    

الفصل السابع والعشرون
#لدواعي_عشقية
#فاطمة_علي_محمد

التفت الجميع نحو مصدر الصوت الذي هرول نحوهم غاضبًا وهو يقبض على تلابيب "عصام" الذي جحظت أحداقه صارخًا بجم غضبه :
  - "سيلا" فين؟... ودوتوا البنت فين؟
 
أحرف محتبسة بحلقه تدوى بأصدائها بقاع أحداقه التي أوشكت على التوشح التام بخمار أحمر قانٍ، ليرمقهما "إسلام" بصدمة مازالت هي المسيطرة الأولى والأخيرة على كامل الموقف، لتتحرر قبضته المنسدلة جانبه وتتجه نحو قبضة "علي" في محاولة لإفلاتها وهو يردد برجاء :
  -  لو سمحت يا فندم لازم تهدى عن كده، حضرتك شايف الرعب اللي مالي عنيه عشان بنته... اهدى خلينا نلاقي البنت.

طوف "علي" معالم وجه "عصام" بزمجرة وهو ينفض قبضته عنه ملتفتًا نحو حارس البناية الذي كانت تتضارب أطرافه رجفة وذعر من هيئة "علي" وهو يردد بتلعثم :
  - والله.. يا "علي" باشا ماسيبت البوابة خالص.
 
رفع "علي" قبضته نحوه في محاولة للكم فكه قبل أن يواري الحارس وجهه بساعديه بحركة تلقائية أربكت "علي" الذي هوى بقبضته على سطح السيارة جواره وهو يصرخ كليث جريح :
  - آه.
 
************
  بالأعلى كانت "لارا" تفترش  بهو الشقة وهي تربت على صدرها الذي كاد أن يشق ساكنه أضلعه متحررًا من قيد الحزن والهلع الذي سيطر على جميع حواسها التي رفضت الإنصياع لأوامراها وتخلت عنها رافعة راية الخذلان، تنتحب بعبرات اختلطت بأحرفها الذاهلة وهي تحتضن بإحدى يدها دمية صغيرتها التي وجدتها بالقرب من باب الشقة :
  - "سيلا"... إنتِ فين يا "سيلا"... أنا عايزة بنتي.

دنت منها "رقية" التي لم تكن بحال أفضل من  حال "لارا" وهي تضمها إلى صدرها بقوة حانية مغمغمة بتوسل :
  - هنلاقيها.. بإذن الله هنلاقيها يا بنتي، وهترجع تنور دنيتنا من تاني.
 
مازالت تهذي باسم ملاكها غير مدركة لتلك التي تشدد من احتضانها، فشاغلها الأكبر هو صغيرتها ومصيرها بعيدًا عنها، لتستطرد "رقية" برفق :
  - يا بنتي ما ينفعش كده، قلبك مش هيتحمل كل اللي بتعمليه ده . 
 
شددت من احتضان دمية صغيرتها وهي تصرخ بقوة شاردة في الفضاء أمامها :
  - أنا اللي ضيعت بنتي.. أنا اللي ضيعتها.. أنا السبب.
 
لتلمح ولوج شقيقها الذي كاد أن ينفجر قلقًا على ملاكه الصغير، تملصت من بين ذراعي "رقية" ناهضة من مجلسها وهي تركض نحوه متوسلة بعبرات وحروف :
  - "سيلا" يا "علي".. "سيلا" ضاعت مننا يا"علي".
 
رمقها بأعين زائغة قبل أن  يطبق أجفانه بقوة متنهدًا بحرقة، ليجدها تنكب على يده برأسها مسترسلة :
  - أبوس إيدك تلاقي بنتي.
 
انتفض جسده بقوة وهو يجذبها إلى صدره مشددًا من احتضانها بغمغمة :
  - هنلاقيها يا حبيبتي.. اوعدك إني هجيبهالك حتى لو في آخر الدنيا.
 
ليدوي صوت "ياسين" الذي ولج لتوه مع والدته التي ركضت نحوه رفيقتها بحنان العالم أجمع :
  - "سيلا" فين يا بابا؟

أطبق "علي" أجفانه بقوة وهو يشدد من احتضان شقيقته وكلمات "ياسين" تدوي بمسامعه، ليتنهد بأسى شديد لفحت نيرانه قلب "لينا" قبل صفحة وجهها الذي طوفت أحداقه معالم وجهه المتشنجة وهي تمسد على يده بعشق جارف هامسة :
  - هنلاقيها يا"علي".. ده وعدي.
 
طوف "علي" معالم معشوقته بأمل وهو ييقبل رأس شقيقته قبل أن يُخرجها برفق من مأمنها مغادرًا دون البوح بحرف واحد.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن