لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .

الفصل الخامس والعشرون

الفصل الخامس والعشرون.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

نهار يوم جديد مُحمل بأحداث ربما تقلب الموازين رأسًا على عقب.

شقة "إسلام".

وضع "إسلام" آخر طبق بيده أعلى الطاولة وهو  يُلقي بأنظاره نحو  غرفة صغيره هاتفًا بتذمر  ألقى أسداله على قسمات وجهه:
  - يلا يا "سفيان" إتأخرت  على الشغل، وإنت كمان  هتتأخر على المدرسة.

قَدِم إليه "سفيان" بخطى واسعة وهو يتشبث بحقيبة ظهره المدرسية التي يضعها على أحد كتفيه، مرددًا بإبتسامة خفيفة :
  - جيت أهو،  وبعدين إحنا  مانمناش غير ٤ ساعات بس .

احتل "إسلام" مقعده وهو يُحضر بعض المأكولات ويضعها بصندوق بلاستيكي صغير ليصحبها "سفيان" معه إلى المدرسة، مرددًا بنبرة مستاءة بعض الشيء :
  -  ماهو لو ماكونتش أكلت دماغي بأسئلتك عن طنط "شيماء" وتاريخ عيلتها كان زماننا أخدنا كفايتنا من النوم الطبيعي.

تناول "سفيان" طعامه وهو يبستم إبتسامة واسعة مرددًا  :
  - كنت عايز أعرف عنها كل حاجة، وقولت لحضرتك إني أسألها، حضرتك رفضت .

مط "إسلام" شفتيه بتعجب مرددًا :
  - ياراجل!!.. عايز تعمل حديث صحفي مع الست وأسيبك عادي كده.

تعالت ضحكة من "سفيان"، ألحقها بكلمات مستنكرة:
  - وحياتك لو كنت سيبتني شوية مع طنط "رقية"، لكنت جبتلك تاريخ العيلة كله، وكمان كان ممكن نلبس دبل ونكتب الكتاب .

حمحم  "إسلام" بضيق  بعض الشئ، وهو يردد  بجدية مُغيرًا مجري الحديث :
  - أنا إتفقت مع مشرفة  الباص إنه يوصلك هنا، وإحتمال إني  أتأخر النهاردة في الشغل، فلو حبيت تطلع تقعد مع "سيلا" و" ياسين" أوك.

تناول "سفيان" مشروبه البارد لآخره، ووضع كأسه أعلى الطاولة مرددًا بلا مبالاة :
  - ماهو "ياسين" مش موجود أصلًا  ، طنط "لينا"  راحت تعيش في بيت تاني.

قطب "إسلام" جبينه بصدمة وهو يردد  مستنكرًا:
  - إيه؟!.... يعني إيه الكلام ده؟

حرك "سفيان" رأسه بنفي وهو يقلب شفته بجهل مرددًا :
  - معرفش...  "ياسين" اللي قاللي كده لما شفته إمبارح وهو ماشي مع السواق.

شرد "إسلام" بالفضاء أمامه متذكرًا  قائده وصديقه، متخيلًا حالته المزرية رغم يقينه من ثباته الظاهري، فقصة عشقهما مثالًا يُحتذي به، أو  تحديدًا من ناحية "علي" الذي وبالرغم عن الإغراءات الكثيرة التي تعرض لها إلا أنه ظل مُخلصًا ، وافيًا حتى كُلل هذا العشق بتاج الزواج وعهوده، ليخرجه صغيره من شروده هذا حينما هبَّ واقفًا من مجلسه وهو يهتف بفزع :
  - يا نهار أبيض، إتأخرنا على المدرسة.

هبَّ "إسلام" فزعًا هو الآخر يلملم أشياء صغيره وهو يهتف بضيق :
  - لازم يعني الرغي اللي على الصبح ده؟!