الفصل السادس.

755 37 5
                                    

الفصل السادس.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد   
#الجزء_الثاني_من_ماضي

إتسعت    إبتسامة "لارا" الخجلة، التي سرعان ما تحولت إلى نيران غضب مستعر، حينما رمقت من تقترب منه بهدوء ، وتدمغ قبلتها بالقرب من شفتيه  بإغواء، ودلال......

موجات كهربائية سرت بجسد "عصام"، لتنفضه بقوة، وهو يستدير نحو تلك الوقحة التي   تجرأت على تلك الفعلة الأثمة ، ليهب من مقعده وعلامات الصدمة قد تمكنت من معالمه، وهو يردد  مستنكرًا :
-"ديدي"!

علامات سعادة، وإشتياق كست ملامحها، وهي تردد بشوق:
  - وحشتني.
 
إبتلع ريقه بمجهود مضاعف، فقد جف حلقه، كما جفت عروقه من الدماء، ليلتفت بأنظاره الزائعة نحو التي إغرورقت عيناها بدموع حجبت عنها  الرؤية، أو بالأحرى جعلتها ضبابية، لنظرات بالتوسل لحل طلاسم ذلك المشهد. نصال مسنونة طعنت روحه بقسوة، أحقًا تسبب في دمعاتها؟!...  بل بات وجوده مصاحبًا لدمعاتها الأليمة!.... ليتنهد بقوة، وجدية  غلفت نبرته، وملامحه، وهو يردد :
  -  "ديدي عز الدين " كانت زميلتي في الجامعة.

وإستدار نحوها مكملًا حديثه بجدية أقوى :
  - أهلا بيكي يا مدام "ديدي".

تعالت ضحكاتها  الرقيعة بالمكان، مما جذب إنتباه الحضور لهما، و هي تردد  بسعادة، وزهو :
  - مدام إيه بقا!!.... أنا مطلقة، أو بالأصح خالعة....  ما أنا إتجوزت  ست  مرات ومارتحتش.

لتغمز بعينها بوقاحة، وهي تردد :
  - بس تعرف.. بقالك فترة بتيجي على بالي، وبفتكر أيامنا، وليالينا.

تلك الدمعات المتحجرة قد آن وقت تفتتها، وإنهيارها، فكم هو قاتل أن تأتي إمرأة ما، وتشاركك معشوقك!! ، حتى وإن كان ذلك  بحدث  واحد من الماضي! ، فما بال تلك الوقحة التي تذكره بليالٍ سابقة جمعتهما سويًا!..

دفعت  "لارا" مقعدها للخلف، وإنتفضت واقفة، وهي تلتقط حقيبة يدها، و نظراتها  المنكسرة تطوف ملامح ذلك الأبله.
ركضت مغادرة المكان بهرولة، إلا أن طرف فستانها كان طويل بشكل كافٍ لأن تتعثر به، وتهوي ساقطة أرضًا، لتجد  يدًا قوية حالت بينها وبين هذا السقوط. رفعت أنظارها نحوه بألم ، لتجده معشوقها الذي طعنها بكل أعصاب باردة ، فتحول ذلك الإنكسار، إلى إنتفاضة  أنثي ، وثورتها، لتدفع يده بعيدًا عنها، وهي ترمقه بنظرات نارية، وتستند بيدها بطرف تلك الطاولة، فتستقيم مغادرة المكان  بكبرياء، وشموخ، وسط نظرات "عصام" التي إمتزجت مابين الندم، والألم، وبين الأسف، والإعتذار، ليشير بيده نحو نادل المطعم فيأتيه بفاتورته،  فيسددها ، بنظرات حارقة سُلطت نحو تلك الوقحة التي عقدت ساعديها أعلى صدرها، بزهو وإنتصار.

غادر المطعم راكضًا خلفها، ليجدها إستقلت تلك السيارة الأجرة، التي إنطلقت مختفية عن الأنظار.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن