الفصل الثامن عشر.

613 34 2
                                    

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

مستشفى "عبد السلام" التخصصي.

أمام  غرفة الرعاية المركزة.

إفترشت "عليا" الأرض تلطم صدرها بأسي مرددة بهذيان، وذهول ودمعاتها أنهارًا جارية بلا سدود تحتجزها  :
  - أنا السبب... أنا السبب.

لتتسع مقلتيها بجنون رامقة "إسلام" الواقف بغضب جحيمي  مقابلًا لها، وهو يعقد ساعديه أعلى صدره بإحكام قوي، وإلى جواره "علي" الذي يقييم كامل الموقف بتركيز، وإمعان ، لتهتف بنجيب أقوي :
  -  لأ... إنت السبب... لو ماما حصلها حاجة مش هسامحك.... والله ما هسامحك.

أطلق "إسلام" الحرية لذراعيه، ليلوح بيده في وجهها صائحًا بغضبه الذي إستنفرت له جميع عروق وجهه، ورقبته :
  - ماتلمي نفسك بقا يا بت إنتي، ولا عشان أنا  ساكت ومراعي الظروف اللي بتمري بيها دي.

هبت "عليا" من مجلسها، راكضة نحوه بحقدٍ قوي، قابضة على تلابيبه بقوة وهي تصرخ مستنكرة  :
  - عايز تعمل إيه أكتر من كده؟! ... ها.... عايز تموتها؟...

قبض "علي"على يديها بقوة ، وأحكم قبضته عليها، ليدفعها عنه  مرددًا بتحذير صارم :
  - إحنا في مستشفى محترمة، واللي مرمية جوه في العناية المركزة دي والدتك... والسبب في وجودها هنا إنتي مش حد تاني.... يعني مش عايز أسمعلك صوت... فاهمة.
 

حاولت كثيرًا التملص من قبضته، وهي ترمقه بنظرات نارية، صائحة بصوت جهوري :
  - سيبني... سيبني... إنت عايز مني إيه؟.

وإلتفتت  حولها  بنظراتها الهلعة، مستجدية تلك السيدتين القادمتين نحوهما، صارخة بتوسل :
  - أرجوكوا تساعدوني،  دول بيحاولوا يتحرشوا بيا.

أفلت "علي" يدها بصدمة، وهو يرمقها بأعين تأججت نيرانها، وكذلك "إسلام" الذي صرخ بها بقوة  مستنكرًا :
  - لا.. دا أنتي مجنونة رسمي بقا.

ركضت نحو إحداهما  تتوسلها بلهاث قوي، كمن تركض من شبح الموت! ، مرددة بأنفاس متلاحقة :
  - أرجوكي ساعديني... الزبالة  دول .......

لم تكمل جملتها بفعل تلك الصفعة القوية التي إستقرت على وجنتها، لتميل معها يسارًا ممسدة إياها بصدمة، وهي ترمق تلك السيدة بأعين تطايرت  منها شرارات الغضب، لتجد سبابتها مُشهرة بوجهها، مرافقة لكلماتها المحذرة :
  - لما تتكلمي  عنهم  تتكلمي بأدب وإحترام... فاهمة.

وأكملت "لينا" بحدة، وصرامة وسط نظرات  "إسلام" و "علي" المتشفية، ونظرات "شيماء" الممتعضة :
  - فيلمك الرخيص اللي عملتيه على باشمهندس "إسلام" مايدخلش عقل عيل صغير، والتحقيق زي ما هيحصل معاه، هيحصل معاكي بالظبط، وإن شاء الله هيتعملك محضر بلاغ كاذب وإزعاج سلطات، ده غير  رد شرف ، وتعويض لباشمهندس "إسلام" ...

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن