الفصل الثاني عشر.

681 32 4
                                    

الفصل الثاني عشر.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

نهار يوم جديد أطل على أبطالنا، محمل بخبايا تحمل بين طياتها سعادة للبعض، وألمًا وإنكسارًا للبعض الآخر.

شقة "علي".... تحديدًا غرفته.

إنتصب بجسده أمام مرآته، واضعًا سلاحه الناري داخل غلافه الجلدي المحاوط لصدره، ليلتقط سترته السوداء ويرتديها بهدوء، وشرود شديدين ،  مخللًا أنامله بين خصلات شعره بإحترافية ومهارة، ليصففه بجاذبية مهلكة. وإلتقط زجاجة عطره الملكي لينثر ذراتها التي تخللت أنفاس تلك الغافية بإسترخاء شديد، لتنفرج إبتسامتها العاشقة ، لتهمس دون أن تفتح عيناها :
  - رايح فين بدري كده يا "لولي"؟!
 

رمق ظلها المنعكس بالمرآة بإبتسامة أكثر عشقًا، وإهلاكًا، ليستدير نحوها جالسًا بطرف  الفراش وهو يتكأ على ساعده الأيسر مائلًا نحو وجنتها ليدمغ بها قبلة ولهة مستنشقًا شذا عطرها الذي يصاحبها أينما حلّت، هامسًا بنبرة أرقصت قلبها طربًا :
  - قلب "لولي" ودقاته، والنفس اللي داخل صدره .

إتسعت إبتسامتها عشقًا، وهي تطوف معالم وجهه بوله، وإشتياق هامسةً بشغف  آسر :
  - هتفضل تدلعني كده على طول؟.

إلتقط كفها بين راحتيه، ليدنو منه دامغًا قبلة طويلة، وهو يغمض عيناه متنهدًا بعشق متيم، هامسًا :
  - لآخر نفس في عمري.

هبت بجلستها معتدلة، وهي تُلقي بذاتها بين حصونه المنيعة متشبثةً بعنقه بقوة، هاتفةً  بلهفة وفزع :
  - بعيد الشر عنك، أنا أموت من غيرك، وقبلك كمان.... لو بتخاف عليا ماتقولش كده تاني، ولا تجيب سيرة الموت دي تاني.

أطبق ذراعيه عليها، وهو يشدد من إحتضانها كمن يرغب في ولوجها إلى جسده، وإنصارها بين خلاياه، متنهدًا بقوة، هامسًا :
  - بحبك.... خليكي دايما جانبي، وفـ ضهري.... خليك دايما الركن اللي بتعبد فيه.... والحضن اللي بلجأ ليه.... خليكي دايما صورتي، وإنعكاسها.

قبضة قوية إعتصرت قلبها، قبضة فاقت جميع ما قبلها، فقبل كل عملية يتولاها معشوقها يرتجف قلبها، وتتلاطم دقاته بلهفة وهلع وجنون، أما تلك المرة فقد تخطت القوة المسموح بها، تخطت حواجز الشعور، والإدراك، لتتشبث بعنقه بقوة مفرطة، فقد أرادت إحتباسه بين أضلعها الفولاذية، التي لطالما حاوطت قلبها، وأوصدته.

بينما إحتبس هو  أنفاسه بشعور غامض يواتيه، ليُخرجها بهدوء وثبات وعزيمة على القوة، والصمود، ويبعتد عنها قليلًا مرددًا بإبتسامته الآسرة :
  - يلا " لي" الساعة داخلة على تسعة.

هبت من مضجعها بصدمة شديدة وهي تُلقي دثارها أرضًا هاتفةً بإستنكارٍ  غاضب  عاقدةً  جبينها :
  - تسعة!!!.... إزاي أفضل نايمة الوقت ده كله؟!... وبعدين أنا عندي إجتماع مجلس إدارة.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن