الفصل التاسع والعشرون.
#لدواعي_عشقية
#فاطمة_علي_محمدما أن أنهت عملها بعد يوم شاق نفسيًا حتى قررت العودة إلى منزلهما للإغتسال وتبديل ملابسها وتجهيز أخرى لها ولوالدتها. فتحت باب شقتها بحزن وولجت إليها موصدة إياه بهدوء وهي تضغط زر الإضاء بجواره، لينبعث ضوء خفيف بأرجاء الردهة. استدارت بكامل جسدها نحو الداخل وهي تضع حقيبة يديها ومفتاحها أعلى الطاولة، لتجد ضوء آخر عمّ المكان، ضوء لفت نظرها إليه، لينتفض جسدها بقوة، وتتسع عيناها صدمة.
تسمرت بموضعها وهي تزدرد ريقها بخوف مرددة بإستنكار:
- "علي"!.. إنت إزاي دخلت هنا؟
عقد ساعديه أعلى صدره بقوة وهو يسحب نفسًا عميقًا يحتبسه بصدره الملتهب، مطوفًا أرجاء المكان بأحداق صقر جارح، مرفقًا أحرفه الحادة بزفيره القوي :
- "علي"! .. ودخلت بالمفتاح.
استجمعت كامل قوتها وهي تخطو نحوه بمعالم مستنكرة مرددة :
- إنت هنا بتعمل إيه؟
فحص "علي" ردات فعلها بدقة وهو يلهو بأعصابها مرددًا :
- أعتقد إنك كنتي مستنية الزيارة دي.. ولا إيه؟
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة في محاولة لجمع أحرفها المتمردة قائلة بتلعثم :
- مش.. فاهمة.
سحب "علي" نفسًا قويًا وهو يردد بثبات قوي :
- إيه اللي مش فاهماه بالظبط؟
حركت رأسها ببطئ مرددة ببعض السيطرة على أحرفها :
- يعني إيه مستنية الزيارة دي؟.. وليه؟زفر "علي" زفرة قوية طرد بها ثباته ولهوه هذا مستجمعًا قوته وجديته وهو يردد :
- تمام.. هعتبر إنك مش فاهمة، مع إني أشك في كده... من فترة بيوصلي أوراق قضايا متقفلة يدوب على القبض على أصحابها .
هنا بدأ التوتر على معالم "شيماء" بوضوح قوي مما أثبت صحة قوله، ليسترسل بجدية أكبر :
- القضايا دي كانت غريبة جدًا، ظاهرة للجميع إنها منفصلة تمامًا، بس لو دققتي فيها هتلاقي فيه حاجة واحدة بتربطها رغم إنها من ايميلات مختلفة وفـ دول مختلفة كمان.
حركت "شيماء" رأسها بصدمة وهي تردد بشرود :
- إيه؟!
تحرك "علي" نحوها ببطئ وهو يدور حولها بتفحص تام لعلامات القلق بقسماتها مرددًا:
- تسعة وأربعين يوم.عقدت جبينها بصدمة، ليستطرد هو :
- الفرق بين كل قضية وقضية تسعة وأربعين يوم بالظبطازدردت ريقها بصعوبة وهي تغمغم :
- مش فاهمة.
رفع "علي" كلا حاحبيه بدهشة مصطنعة وهو يردد بلا مبالاة :
- هغير صيغك السؤال.. مش بيفكرك بحاجة الرقم ده؟
انهمرت عبراتها فيضانًا بلا توقف بلا أدنى مجهود منها وهي تحرك رأسها برفض للسؤال، وللألم الذي ينخر روحها، ليرأف بحالها فتلين نبرته وهو يعاود سؤاله لها بإلحاح فقدت لأجله السيطرة على كامل أعصابها لتصرخ به بإنهيار تام :
- بيفكرني.. بيفكرني.. بيفكرني.
وسمحت لجسدها بالإنزلاق أرضًا بإنهيار تام، ليطبق "علي" أجفانه بأسى لأجلها وهو يدنو منها متكأً على ركبته جوارها مرددًا :
- اهدي يا "شيماء" أنا هنا مش عشان أدينك.. بالعكس، أنا جاي أفهم منك.
كانت تحاوطها هالة من الصدمة والخذلان لم تكن تتوقع أنها ستحياها ثانية، ذات الألم.. ذات الصدمة.. ذات المصير، لتغمغم بهذيان :
- تسعة وأربعين يوم في مستشفى الأمراض النفسية.. تسعة وأربعين يوم بموت فيهم كل يوم.. وجعني.. خاني... خذلني.
وشردت بالماضي البعيد، لتتذكره كاملًا :
أنت تقرأ
لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .
Misterio / Suspensoعندما تستنفر جميع حواسك وتتأهب لردع المخاطر والأهوال عمن تعشق.... يكون هذا #لدواعي_عشقية