الفصل الثالث والعشرون.
#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.قسم شرطة أول.
ذلك القسم التابع له منطقة القبض على ذاك الشيطان "أحمد أبو الدهب" الذي لطالما كان فسقه وسفوره متخطيًا للقوانين والشريعة، إلا أن إثمه تجاوز، وتجاوز كل حدود الرحمة، والإنسانية، تحديدًا مكتب الضابط النوبتجي القابع أعلى مقعده بملامح صارمة متأهبة، وقبالته جلس "علي" بنيران غضبه التي لم تُخمد بعد، فلهيبها متوهج بأحداقه القاتمة، وشرايين وجنتيه القانية، و "إسلام" المنتصب بجسده في مجلسه، رامقًا "علي" بتوسل ورجاء مرددًا :
- يا فندم... حضرتك طول عمرك كنت مثال للثبات الإنفعالي وضبط النفس، أول مرة أشوفك بالشكل ده... حضرتك كنت هتقتله لولا إننا وصلنا مع القوات في الوقت المناسب... يعني كان زماننا في حتة تانية دلوقتي خالص.صفع "علي" سطح المكتب بيمناه، وهتف صارخًا بقوة غاضبًا :
- لأنه يستاهل الحرق حي... لأن قذارته خليته يعمل كل حاجة ... عارف يعني إيه كل حاجة؟..
يعني خطف... قتل... نصب... دعارة... ومع مين؟.... مع أطفال لسه ماتعرفش حاجة في دنيتها غير اللعب... حيوان زي ده جه بكل دم بارد وإنتهك برائتهم، وطفولتهم....
عشان ناس في بلدك معدومة الضمير بتساعده، وبتسهله القرف ده مقابل كام صفر في رصيدهم البنكي...
ناس كانت بتمحي أي دليل ضده.... ناس مستعدة تبوظلنا القضية.... وتقف تتفرج علينا ، زي مابتتفرج على مهرج في السيرك، وتضحك له بكل إستخفاف.أسبل الضابط أجفانه بأسي، ألم، وحزن، سرعان ما تحول إلى إصرار وعزيمة غلف نبرته الصارمة وهو يهتف :
- أنا معاك في كل كلامك يا سيادة المقدم... بس ده كان قبل مايبقى في إيدينا، وتحت سيطرتنا... وكمان قبل ما كل أدلة الإدانة تكون في إيد سيادتك، وده اللي كان مخوفهم طول الفترة اللي فاتت، وأهو حصل... يعني أكيد هيرفعوا حصانتهم عنه، وهيسبوه يواجه مصيره.شرد "علي" بحديث الضابط، لتلتمع عيناه فجأة ببريق الصدمة، والإستنكار، وهب واقفًا وهو يهتف بغضب جامح :
- أو يقتلوه... وده الإحتمال الأقرب.هب "إسلام" و الضابط من مقعديهما بصدمة ألجمت الألسنة، وأجحظت الأحداق، ليهتف "علي" متسائلًا وهو يحدق الضابط بأعين نارية :
- هو فين دلوقتي؟.أومأ الضابط برأسه بشرود هامسًا بخفوت :
- في التلاجة.إستدار "علي" كليًا نحو باب المكتب، وهمّ بمغادرته، ليستفيق الضابط من شروده ويركض خلفه هاتفًا بإستجداء :
- ماينفعش اللي حضرتك بتفكر فيه ده يا سيادة المقدم... المتهم في حوزتنا، وأي حاجة تحصل له هكون أنا اللي في وش المدفع.رمقه "علي" بنظرات غامضة مربتًا على كتفه بقوة مرددًا بإبتسامة ماكرة :
- عيب عليك... أنا مش تلميذ.
أنت تقرأ
لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .
Bí ẩn / Giật gânعندما تستنفر جميع حواسك وتتأهب لردع المخاطر والأهوال عمن تعشق.... يكون هذا #لدواعي_عشقية