الفصل العاشر.

809 32 4
                                    

الفصل العاشر.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

أحد أفخم فنادق القاهرة.

بذلك الجناح الملكي الذي يضم غرفة نوم ملكية بفراشها الأبيض الناصع، وغرفة معيشة أنيقة، وحمام ملكي ، أقامت "لينا" لساعات  معدودة للإستعداد لحفل تنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، بعدما داهمها الوقت بالعمل، فأرسلت السائق إلى مسكنها لإحضار  ثيابها، وأشيائها الخاصة.

غادرت الحمام مرتدية ثوب الإستحمام، لتخطو نحو تلك الطاولة، ملتقطة هاتفها بحنق طفيف ، لمعاودة الإتصال بمعشوقها، لكنه لازال خارج نطاق التغطية، لتُلقي هاتفها أعلى سطح الطاولة، متنهدة بحنق وإستياء أقوى ، وهي تردد :
  - كده يا "علي"؟!.... ده وعدك ليّا إنك هتكون جانبي في يوم زي ده؟.

وإتجهت نحو تلك الحافظة القماشية التي تحوي فستانها بين طياتها ، وتدنو نحوها فاتحة إياها على مصرعيها، لتتسع حدقتاها صدمة، وتلتقط ذلك  الفستان، لترفعه أمام عيناها هاتفة بغضب :
  - إيه الفستان ده؟!..... ده  مش فستاني، الأغبيا دول جابوه هنا إزاي؟!
 

لتلمح تلك الورقة بين طياته، فتضيق عيناها مستنكرة، وتلتقطها، لتفض أحرفها بنظراتٍ أقسمت بالعشق، وقسماتٍ باتت متيمة، كلمات إخترقت  جدران قلبها، وأرقصتها طربًا، كلمات خُطت بوله عاشق
(  ستكونين" لي"  لحيوات عديدة، وسأحيا بك أنفاسٍ عاشقة......)
وأكمل بمشاكسة عاشقة ...
(حتى لو مقدرتش أكون جانبك في يوم زي ده، تأكدي إني هكون حواليكي.... وبعدين الفستان اللي كنتي مختاراه كان وحش قوي، ده أحلى بكتير ... كفاية إنه إختياري....  خودي بالك من نفسك، بحبك" لي" )

ضمت الورقة إلى صدرها، وركضت نحو هاتفها الذي صدح بإستلام رسالة، لتفتحها بإبتسامة متيمة، فوجدته أطل عليها بهذا الفيديو الذي سجله من مكان غامض إليها، مكان جهلت معالمه، سوي تلك السماء الصافية، أما هو فتأنق بقميص أسود، ونظارة شمسية سوداء قاتمة تحجب نظراته الولهة، هاتفًا بسعادة :
  -  أسف إني مش معاكي دلوقتي..... للأسف عندي شغل، ومقدرتش أعتذر عنه، بس أنا متأكد إنك هتكوني ملكة متوجة النهاردة، وكمان متأكد إنك تستاهلي المنصب ده، وهتكون قدها وقدود.... خودي بالك من نفسك عشان تخصني.... بحبك.

إنتهى التسجيل بتلك الكلمة التي أشعلت نيران إشتياقها له، لتقسم بأنه إن كان قابعًا  أمامها بتلك اللحظة، ستلقي بذاتها بأحضانه، مستنشقة عبقه الآمن،  لكن كل ماتملكه الآن هو أن تضغط زر إعادة تشغيل الفيديو، وتضعه أمامها، لتبدأ بإرتداء فستانها، وإتمام زينتها وتأنقها.

دقائق وكانت تطل تلك الملكة المتوجة بعرش قلبه، بفستان إختلط به اللون الأزرق القاتم بنجمات الليل المتوهجة، لتصنع حالة فريدة من نوعها، بحشمته ووقاره، الذي تدلي حتى طرف حذائها وإرتفع حتى بداية   عنقها بأكمامه التي توسطت ذراعيها ، وخصلات شعرها المجمعة بعشوائية منمقة، زادتها جمالًا، وروعة، أما ذلك السوار  الماسي  بنجمات تتلألأ، وتلك الأقراط الماسية التي تتدلي حتى منتصف عنقها، لتزيدها توهجًا، وجمالًا.
إلتقطت حقيبة يدها المصممة خصيصًا لها، ووضعت بها هاتفها، بعدما أغلقته، لتغادر الغرفة مع دقات الثامنة ليلًا.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن