الفصل الحادي والعشرون .

629 34 5
                                    

الفصل الحادي والعشرون.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

مشفى "عبد السلام" التخصصي.

صرخات قلبه تدوي بأرجاء طرقات المشفى، وهو يحملها بين يديه رافضًا وضعها بذلك الفراش اللعين الذي يدفعه أحدهم إلى جواره متوسلًا إليه بوضعها به، براكين ياصور تنشط بأحداقه الملتهبة، وأنفاسه التي تشعل مجاله نيرانًا تنافس تنين أبيب (تنين أفعواني عملاق وإله شرير عند القدماء المصريين ) ، خلايا جسده النافرة، والمتأهبة للفتك بكل ما يقابله، غير عابئة بأوجاعها، ودمائها المخثرة، لتغطي ذراتها ببذخ شديد.... أما عروقه النافرة بدماء متأججة تفور، وتثور لاهثة للإنتقام؛ حتى أصبح كوحش كاسر يجتث ما يقابله من حواجز وعراقيل، ليلقي الرعب في أفئدة الجميع، فيتقهقروا خشية لقائه.

ولج إلى غرفة العمليات بخطى مميتة؛ حتى وصل إلى طاولة العمليات، ودنا منها بأعصاب متشنجة، ووضعها برفق ينافي ثورة غضبه العارمة، رافعًا عيناه الملتهبة، محدقًا ذلك الطبيب المتيبسة أطرافه، مرددًا بصوت أجش صارم :
- هتفضل تتفرج عليا كده كتير؟...

إرتجف جسد الطبيب بقوة، فحالة " لينا" بمفردها تبث الذعر بقلوبهم، وثورة معشوقها تدمر أعصابهم، وتحرقها، ليزدرد ريقه الجاف بمجهود عظيم، وهو يرمق مساعدته، متجهًا نحوها مرددًا بتلعثم، وهو يهم بفحصها :
- ممكن حضرتك تخرج بره.

قبض "علي" على تلابيت معطف الطبيب الطبي، وقربه من وجهه بقوة، لتلفح نيران أنفاسه معالمه بغضب جامح، مرددًا بصوت جحيمي :
- لو جرالها حاجة هقتلك... أقسم بالله هقتلك.... مراتي حامل... يعني عايز الإتنين بخير.... فاهم.

إرتجف الطبيب بين يديه بقوة، وطوفت أحداقه الزائعة معالم وجه "علي" الوحشية، الذي تضاعفت ثورته من هيئة الطبيب، ليهتف بفحيح يشبه فحيح الأفعى السامة :
- يعيشوا.

أومأ الطبيب برأسه ذعرًا، قبل أن يتحرك نحو تلك الراقدة بإستسلام، لتشبه الموتى إلا حد كبير، وبدأ بفحصها مهرولًا تحت نظرات "علي" الهلعة، فمليكة فؤاده تحرقه بنيران عاتية، ليجد من تقترب منه بتردد كبير، وعلامات الذعر تكسو معالمها، مرددة بتعلثم قوي :
- حضرتك ممكن ترتاح عشان أعقم جروحك دي، لأنها ممكن تتلوث..

حاد بأنظاره عمن سكنت الفؤاد، وإستوطنته، محدقًا بتلك البلهاء التي إرتجف جسدها بقوة من نظرته القاسية تلك، لتزدرد ريقها الجاف بمجهود مضن، مرددة بصوت جاهدت كثيرًا لتحريره :
- على الأقل لما مدام "لينا" تفوق ماتتخضش على حضرتك.

عاد بأنظاره ثانية نحوها، مطوفًا ملامحها الباهتة، والملوثة بمزيج مشتعل من دمائهما سويًا ، لينفث نيران غضبه مومأ برأسها لها بإستسلام شارد. ركضت الفتاة نحو تلك الطاولة المعدنية المتحركة المحملة بمعدات، وآدوات، ومحاليل التعقيم، وبدأت بتعقيم جراحه التي وزعت بجسده، وقامت بتقطيب ما يستحق هذا، لتتجعد معالمه بوخزات خفيفة، ألقته بقسوة بأعماق ذلك المشهد الأليم..

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن