الفصل الثامن.

750 38 4
                                    

الفصل الثامن.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

نهار يوم جديد محمل بأحداث  جديدة، ربما تكون هادئة للبعض، وصاخبة للبعض الآخر.

مديرية الأمن.

دلف "علي" إلى مكتبه بخطى رزينة بعض الشئ، فجرحه لم يلتئم بعد، وذراعه المعلق برقبته بذلك الحامل الطبي، للحفاظ على حركته، وسلامة جرحه، ليجلس إلى مقعده بعدما أزاح سترته بيده الصحيحة ووضعها أعلى ظهر مقعده. فتح أحد الأدراج الجانبية لمقعده، وإلتقط بعض الأوراق الهامة، ليضعها أعلى سطح المكتب، ويتصفحها بإهتمام، وإمعان شديد، فرغم إجازته القصيرة إلا أنه فضل إتمام عمله على قضية ذلك الجاسوس، وتلك المنظمة التي إنكشف الكثير من أوراقها وأعمالها التخريبية بمصر والمنطقة بأكملها. فالخيوط بدأت في فض تشابكها، لتتجه نحو أشخاص بعينها، فلا بد من تكثيف العمل للوصول إليهم، والإقتصاص منهم، لتدوي تلك الدقات المضطربة بباب بمكتبه، فيهتف دون أن يرفع أنظاره عن الأوراق :
  - ادخل.

أدار مقبض الباب، ودفعه دالفًا إلى الداخل بملامح باهتة، ومرهقة، ليردد بثبات نوعي :
  - صباح الخير يا فندم.

رفع "علي" أنظاره نحوه بإبتسامة واسعة سرعان ما بهتت، وتلاشت، ليضيق عينيه مستنكرًا من حالته المزرية، مرددًا :
-صباح  الخير يا "إسلام"... مالك؟!

إقترب "إسلام" من مكتب "علي" بأعين زائغة، وحلقٍ جاف، رفض الإنصياع لأوامره بالتفوه بتلك الكلمات، لينهض" علي" من مقعده، مستديرًا حول المكتب حتى أصبح مقابلًا له، فأشار نحو المقعد، مرددًا بتعجب من حالته تلك :
  - إتفضل إقعد الأول، وبعدين نتكلم.

جلس "إسلام" بإستسلام لخلايا جسده المنهكة، وهو يردد بحشرجة :
  - شكرًا لحضرتك يافندم.

جلس "علي" بالمقعد المقابل له، وهو يرمقه بنظرات  غامضة ، مرددًا بجدية :
  - مفيش داعي للشكر.... مالك؟

حمحم "إسلام" بأسى لحال صغيره، الذي ينتظر نتائج الأشعة والتحاليل التي ستحدد مصيره، ليردد بقوة  جاهد كثيرًا لإستقدامها :
  - حضرتك أنا جاي أعتذر عن المهمة اللي طلبتها مني.

قطب "علي" جبينه بدهشة، مستنكرًا وهو يردد :
  - يعني إيه بتعتذر عن المهمة؟!... دي مش فسحة في" دريم بارك".... ده شغل يا حضرة الظابط.

إزداد إرتباك "إسلام"، وإغرورقت عيناه بدمعات شامخة، إستطاع "علي" أن يلمحها بسهولة، ويسر، ليردد بنبرة ودودة:
  - "سفيان"؟!

إبتلع" إسلام" تلك الغصة بمشقة، وهو يومأ برأسه مرددًا بأحرف إختنقها البكاء :
  - تعبان قوي، وحرارته نزلت بصعوبة... والدكاترة شاكة إنه المرض اللعين.... لازم أسيب الشغل وأقعد معاه.... خايف يضيع مني زي مامته، وجدته.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن