الفصل السابع.

793 42 8
                                    

الفصل السابع.
#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

رفعت أنظارها المشتعلة أسى، وأنين، لتهمس بخفوت  وإعياء شديدين :
  - طلقني منه يا "علي".

كلمة فاقت أقوى طلقات المدافع قوة، لتخترق صمام قلبه، وتمزقه شظايا، وأشلاء، لكن لابد أن يتظاهر بالقوة والثبات، فشقيقته تحتاجه إلى جوارها، ليعلو ناقوس باب الشقة، برنين هادئ  يحفظه   "علي" عن ظهر  قلب، ليتجه نحو الباب، ويفتحه بجمود شديد ، فتدلف معشوقته، بلهفة وقلق، جال حدقتاها، لتهمس بخفوت :
  -  جوه.

أومأ برأسه، وهو يوصد الباب بيد متيبسة ، لتتلمسها بأناملها العاشقة، وتضغطها برقة، مرددةً بنظراتها الولهة، الحانية :
   "إصبر سيدي.. فقدرك أن تكون حصن الأمان للجميع" .

وتتنهد بهدوء، وثبات ، لتجذب يده إلى الداخل. ما إن  رمقتها حتى ركضت نحوها مهرولة،  لتسارع "لارا" إلى الإحتماء بأحضانها الأمنة، وتتعالي شهقاتها   الحارقة لثنايا روح ذلك الأخ المطعون بيد صديقه، ورفيقه، ليهوى على المقعد المقابل لمن ملكتا الفؤاد، و هو يبتلع ريقه الجاف بصعوبة بالغة، نفرت لها جميع عروق وجهه ورقبته بإستجداء هدوءه، وثباته، فقد كادت أن تنفجر من سرعة تدفق الدماء بها.

تنهد بهدوء في محاولة لضبط أعصابه، وتماسكها، ليردد بنبرة خالطتها الجدية، والهدوء :
  - إيه اللي حصل؟

كلما تذكرت إقتراب تلك الوقحة منه، وملامستها له، تعالت شهقاتها، وتلاطمت دقاتها، لتشدد "لينا" من إحتضانها مربتة على ظهرها بحنان، وهي تهمس :
  - إهدي يا حبيبتي... إحنا جانبك، واللي إنتي عايزاه هنعمله.

كور "على" قبضته بغضب جامح، ليستند بذقنه أعلاها، متنهدًا بهدوء، وثبات قوي :
  - إتكلمي يا "لارا"...  عمل إيه؟

هدأت شهقاتها تدريجيًا، لتبتعد عن أحضان "لينا" قليلًا، وهي تردد بتلعثم، وكلمات غير مفهومة :
  - كـ... نا.. في....

إلتقطت  "لينا" يدها، لتحاوطها بكلتا راحتيها، مرددة بهدوء :
  - خودي نفس، وإهدي... وبعدين إتكلمي.

إنصاعت "لارا" لكلمات  صديقتها؛ حتى هدأت نوعًا ما، وبدأت تقص عليهم ماحدث بالمطعم كاملًا، وسط نظرات "علي"، و "لينا" المتوعدة، فكل منهما يتوعد بالهلاك  لأحدهما، لينهض "علي" من مقعده  بثبات، مرددًا بصرامة :
  -  يلا عشان تيجي معانا على البيت.

حركت  "لارا" رأسها نافية، وهي تردد بحشرجة من أثر البكاء :
  - هفضل هنا... مش عايزة أشوفه، ولا عايزاه يعرف مكاني.

هنا إنفجر هذا البركان الخامد، ليصرخ بقوة ضارية، إنتفض لأجلها جسد الفتيات :
  -  مش هكرر كلامي، ولو أخوكي مقدرش  أحميكي،  ساعتها  خليكي هنا.

وتنحي جانبًا حتى سابقته الفتيات إلى الخارج ، ليبعهم وهو  يوصد  باب الشقة جيدًا.

************

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن