الفصل الثاني والعشرون

668 40 3
                                    

الفصل الثاني والعشرون.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

غرفة "لينا" بالمشفى.

غادر "علي" مرحاض الغرفة بعدما إرتدى ما جلبه له "إسلام" من ثياب، بملامح حادة، وعروق بارزة، وجسد متيبس بالكامل، وروح غاضبة، ساخطة، إحترقت بنيران الغدر، ليتجه نحو تلك الغافية بفراشها كأميرات الحكايا، ومال نحوها بجسده، دامغًا قبلة ثقيلة بوجنتها الشاحبة ، لتلفحها نيران جسده المشتعلة قربها ، فتململت  أسفله براحة، لتتجعد معالمها بوخزات الألم برأسها .

إنتصب "علي" بوقفته، وإستدار بكامل جسده نحو شقيقته، وصديقه مرددًا بحزم صارم :
  - تاخدوا بالكوا منها،  ما تتسابش لحظة واحدة، أول ماتفوق تبلغوا الدكتور يجي يطمن عليها.

وإختص شقيقته بكلماته الصارمة :
  - الدكتور هيبجي كل ساعة يطمن على وضع البيبي، لو حصل أي حاجة تتصلي بـ "إسلام" لأن تليفوني هيكون مقفول.

وأكمل حديثه ملتفتًا نحو "عصام" البائس كليًا :
  - ممنوع بني أدم خلقه ربنا يدخل الأوضة غير الدكتور بتاعها، وأنا هبعت حراسة من شركة أمن تقف قدام الباب... أي حاجة تحصل تتصرف، ماتستناش إذن... فاهم.

فرق "عصام" شفتيه للبوح بموافقته، والتهوين عن صديق عمره، ليجده إستدار بكامل جسده نحو "إسلام"  المتسمر بجوار باب الغرفة، عاقدًا ساعديه أعلى صدره، محدقًا  اللاشي بالفضاء أمامه بشرود يقظ، ليهتف "علي" بحدة أقوى :
  - يلا...

لحق" إسلام" بـ "علي" تابعًا خطواته المهرولة بحماسة غاضبة، ليهتف "علي" بقوة :
  - عملت إيه؟.

أومأ" إسلام" برأسه، وهو يتبعه إلى المصعد؛ حتى أوصدت أبوابه، وردد بجدية :
  - كله تمام يا فندم... مجرد ما نوصل المديرية هتلاقي الورق على مكتب سيادتك.

إنفتحت أبواب المصعد وغادراه تِباعًا، كما غادرا المشفى مستقلين سيارة" إسلام" الذي إنطلق إلى هدفه مسرعًا، ليهتف" علي"  بوعيد بالإنتقام :
  - لسه معانا وقت قد إيه ؟.

رمق  "إسلام" ساعة يده بخفة، وهو يضغط على مقود السيارة بقبضتيه بقوة، مرددًا بغموض صارم :
  - ثمانيين دقيقة بالظبط(٨٠ دقيقة ).

أطبق "علي" جفنيه بألم خفيف، طارحًا رأسه للخلف، ومستندًا على ظهر مقعد السيارة، بتركيز قوي لما هو قادم، ليهدر "إسلام" بحذر شديد :
  - العملية مش هتكون صعبة على سيادتك في وضعك ده؟

حرك "علي" رأسه بنفي، ومازالت عيناه مغلقة، وذاكرته تُعيد مشهد الإنفجار مرارًا وتكرارًا، مرددًا بخفوت :
  - دي شوية جروح سطحية بسيطة،  مش مستاهلة يعني، وبعدين أنا واخد مسكن قوي.... بس الأهم من ده كله إن ده بقى تار شخصي، وأنا ماإتعودتش أسيب تاري.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن