الفصل الثالث عشر.

634 31 4
                                    

الفصل الثالث عشر.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

المصنع.

إلتقطت "ميرال" الورقة من يده، وفضت سطورها مسرعة، لترفع أنظارها نحوه بلا مبالاة مرددة :
  - أعتقد الورقة دي مش هيكون لها أي لازمة بعد ما تموت يا بيبي.. والباشا الكبير بذات نفسه هو اللي هينول الشرف ده

ليأتيها صوت جهوري غاضب   من خلفها :
- غبية!!!

إلتفتت نحو مصدر الصوت بجسدٍ مرتجف وأعين زائغة، ودقات قلب أوشك على الإنفجار من قوة ضخه لتلك  الدماء المشتعلة هلعًا، وفزع، لتبتلع ريقها المتيبس بجهدٍ مضني مرددة بتلعثم :
  - الباشا!.

صفعة قوية هوت على وجنتها، ترنحت على إثرها بقوة، لولا تلك الصناديق الخشبية التي حالت بينها وبين سقوطها أرضًا، لتتلمس فكها الذي تلوث بدمائها المنهمرة من طرف فمها مرددة برعب جليّ :
  - ليه.. يا باشا؟!
  ( رجل في منتصف الخمسون  من عمره، أصلع الرأس، وممتلئ الجثة نوعًا ما، ذو بشرة بيضاء، وأعين بنية تحوي خبث العالم أجمع )

إنقض على خصلاتها المموجة، وقبض عليها بقوة غاشمة وهو يدنو منها هامسًا إلى جوارها بفحيح شيطاني :
  - قولتلك مليون مرة تاخدي بالك وإنتي جاية هنا ولا لأ؟!.... وقولتلك الأراجوز اللي إنتي ساحباها وراكي في كل حتة دي دورها إنتهى بعد ماعملت اللي طلبناه ومنها، ونخلص منها ولا لأ؟

وصاحب جملته تلك سيل من الأعيرة النارية التي وجهها صوب صدر "ديدي" دون أن يلتف نحوها أو يرف له جفن ، لتخر جثة  هامدة غارقة بدمائها، بينما نظراته الشيطانية لازالت تصارع نظرات الهلع المطلة من أعين "ميرال" التي إنكبت على يده وأخذت تلثمها بتوسل وبكاء هاتفةً :
  - أنا أسفة يا باشا.... أبوس إيدك ورجلك ترحمني....  والله آخر مرة... والله آخر مرة.

صوب سلاحه نحو رأسها الخانعة له وأطلق تلك الرصاصة التي إستقرت برأسها لتنثره شظايا بالأرجاء، وتلوث وجهه بدماء من حملت إسمه يومًا من الأيام، وهوت جثة هي الأخرى إلى جوار "ديدي". بينما  أزال هو  شظايا رأسها، ودمائها  المتناثرة  أعلى جبينه بظهر يده وهو يردد بنبرة وحشية :
  - ماهي  فعلًا آخر مرة يا قلب الباشا.

وإستدار نحو "عصام" المشاهد لذلك المشهد الذي لم يتجاوز ستون ثانية بأعين ثابتة، ونظرات جامدة؛ ولم يأبه لذلك السلاح بيد الباشا الذي هتف بنبرة ساخرة وهو يقلبه بيده رامقًا إياه :
  - إنت فعلًا ساعدتنا... ويمكن إنت الوحيد  في البلد اللي كان يقدر يعمل كده.... أو عشان أكون دقيق...... شركتك.... وقد إيه عندها تساهيل من غير ماتبذل أي مجهود..... بس الأكيد إن دورك إنت كمان  لحد كده وإنتهى.

ووجه سلاحه نحو "عصام" الذي إتسعت إبتسامته الساخرة، وهو يضع كلتا يديه بجيبي بنطاله مرددًا بلامبالاة متهكمة أثارت ريبة الباشا  :
  - ما إعتقدش إن دوري إنتهى... دا  أنا بطل المسرحية... اللي لازم يحيي جمهوره قبل ما الستارة تنزل .... وأعتقد كمان إن المسرحية لسه فيها مشاهد كتير .

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن