لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .

الفصل الأول.

الفصل الأول
#لدواعي_عشقية
#فاطمة_علي_محمد
#ماضي

إحدى الشقق الفاخر  ة المزدوجة الطوابق (دوبلكس) ، بتلك البناية الراقية، وذلك الحي الراقي.

شقة ذو طابع مرح، بسيط، بألوانها الزاهية، ومفروشاتها البسيطة، كحال قاطنيها الذين يتمتعون بنفوسٍ صافية كصفاء قلوب إبنتهم  "سيلا" صاحبة العامين إلا بضع دقائق، فهاهي تتم عامها الثاني اليوم.

تعالت ضحكاتها المرحة بالأرجاء وهي تركض بمشاكسة لوالدتها التي لاتختلف عنها كثيرًا في تلك المشاكسة أيضًا، لتتعالي نداءاتها بإسم  ذلك الملاك الصغير :
"سيلا"... "سيلا"..

لكن تلك "السيلا" لا تبالي قط  بهذا   النداء، فلديها هدف وحيد ومحدد، وهو الوصول إلى سيارتها الـ" ميني كوبر" الصغيرة التي إبتاعها لها خالها، وهي تتلعثم بأحرف إسمه، فهو من نطقت أحرفه أولًا :
-"آلي"..... "آلي"..... بييييب...

بينما تسمرت والدتها بأرضها، وهي تلتقط ذلك النعل الذي يشاكسها بركضها خلف صغيرتها، وبيدها الآخري تشدد على خصلاتها المجمعة بعشوائية بذلك الملقط الخشبي الصغير، ليتعالي صراخها :
-"عصاااااااام".... يا "عصااااام".

لتجده يأتيها  ممسكًا بيده فنجان من القهوة الشهية كزوجته، فهو دائما مايطلق عليها "قهوتي الشهية"، فيراها كثيرًا ما تعدل مزاجه وتنعشه، رغم مرارة غضبها  إلا أن لها لذتها المميزة عن الجميع، رفع فنجانه إلى فمه ليحتسي بعضها بتلذذ، متنهدًا بعشق وشغف جارف ، وهو يهمس :
-نعم "قهوتي الشهية"!!!!

زفرت زفرة قوية، عصفت بخصلاتها المتمردة على وجهها بعشوائية أهلكت فؤاده، لتصرخ بغضب جليّ:
-"عصام".... بطل الكلمة دي، مابحبهاش.... بتنرفزني.

بينما إرتشف هو  رشفة آخرى من فنجانه، إلا أنها كانت الأخيرة به، ووضعه  أعلى طاولة الطعام المجاورة له، ليخطو نحوها بخطى واسعة، ويحاوط كتفيها بذراعه، وإبتسامته العاشقة زينت ثغره، وأخد يهمس بعشق :
-مالك بس ياقلبي؟!!!.... متعصبة كده ليه من أول النهار ؟!!

تنهدت بقوة، وعمق شديدين، علها تبث بعض الهواء  لرئتيها، فتحسن من حالتها النفسية، لكنها فشلت بذلك أيضًا، فتمردت دمعاتها المشتاقة ، لتهتف بضيق، وأسى :
-يعني عجبك اللي "علي"و "لينا" عملوه ده؟
يسبوني لوحدي في يوم زي ده!!!... وبعدين ما أنت  عارف "سيلا" متعلقة بـ "علي" آد إيه!!

إتسعت إبتسامة "عصام" المحبة، إلا أنها مالت إلى القليل من الإستنكار، ليردف بتهكم :
-إنتي هتقوليلي.... ده أول حرف، وأول كلمة نطقتها  كانت "آلي"
ونطقها مقلدًا صغيرته ..

ليجداها إلتفتت نحوهما بسعادة ومرح، لمجرد ذكر والدتها  إسم معشوقها...
نعم... فهي تشارك" لينا" عشقه، وتقاسمها قلبه، إلا أن  تلك الشراكة الوحيدة التي ترتضيها تلك  الـ "لينا "، وبكل رحابة صدر
.