الفصل الثامن والعشرون.
#لدواعي_عشقية
#فاطمة_علي_محمدمضى يومان على اختفاء "سيلا" وحال الجميع من سيء إلى أسوأ، فـ "لارا" قاطعت الأكل تمامًا إلا من بضع رشفات من العصائر بعد توسلات من "رقية" الذي لم تتركها وحدها قط، فقد أصبحت "لارا" جسد واهن مُلقى بفراش صغيرتها لم يبرحه إلا لدقائق قليلة أثناء قصد المرحاض وتأدية فروضها اليومية، أما "عصام" الذي ترك أعماله تمامًا وهام على وجهه بالطرقات يبحث بين وجوه الصغار عن وجه ملاكه الصغير، يركض خلف هذه، ويتأمل وجه هذه على أمل أن يجد ابنته صحبة أحدهم، يقضي ليله بالسيارة أمام البناية فهو يخش مواجهة "لارا" التي تتوسله إيجاد صغيرتهم، فقد أصبح لاحيلة له ولا طريق.
بينما كان "علي" و"اسلام" يتابعون أي خيط يصل بينهما وبين خروجها من المنزل على أمل الوصل لدليل أو برهان، كانت "لينا" تسخر جميع رجالها للبحث عنها هاملة جميع أعمالها المشروعة منها والمشبوهة .
********
ڨيلا" لينا"
كانت "لينا " بمنزلها تجمع بعض من أوراقها الهامة وبعض الثياب لها ولصغيرها الذي سكن بشقة "علي" ثانية رافضًا العودة إلى الڨيلا والتخلي عن والدته وصديقته الغائبة، و "زينب" التي أمرتها "لينا" بالبقاء معه والإهتمام به. أنهت "لينا" أعمالها ساحبة حقيبة سفر متوسطة الحجم إلى مكتبها لتضعها أمامه وهي تجمع تلك الأوراق مرددة بجدية :
- كده تمام.واستدارت مغادرة المكتب لتتسمر أرضًا بهلع مستتر حينما وجدته أمامها مباشرة، ازدردت لعابها بقوة وهي يصرخ به بغضب فرض سطوة على جميع معالمها :
- إنت إزاي دخلت هنا؟
نفث دخان سجاره بالهواء الفاصل بينهما وهي يرمقها بأعين تقدح نيران غضب ظهر جليًا على حاجبه المرفوعة زاويته، وجبينه المعقود بغلظه وهو يردد بجمود :
- مفيش باب بيقف قدامي.. أقدر أدخل أي مكان وفي أي وقت أنا عايزه.
استجمعت "لينا" قوتها وصلابها وهي تضع أوراقها أعلى سطح المكتب ثانية قبل أن تعقد ساعديها أمام صدرها زافرة زفرة قوية رافقت أحرفها المقتضبة :
- ممكن أعرف سبب الزيارة الكريمة دي؟
قصد الرجل أحد المقاعد الجلدية الضخمة واحتله بتعالٍ واضعًا ساق فوق الأخرى وهو يسحب نفسًا عميقًا من سيجاره وينفثه مصاحبًا لكلماته المتهكمة :
- أعتقد إن فيه ميعاد بينا النهاردة.
التفتت له "لينا" بكامل جسدها مستنكرة وهي تهتف به :
- ميعاد إيه في عز المصيبة اللي إحنا فيها دي؟!.. بقولك "سيلا" مختفية.
نفض الرجل ساقه بغضب وهو ينهض من مجلسه شاهرًا يده الحاضنة لسيجاره في وجهها صارخًا :
- مش شغلنا.. إحنا عندنا التزامات ومواعيد من ناس حياتها متعلقة بعضو من الأعضاء دي.
صاحت به "لينا" بكامل غضبها وهي تشير نحوه بسبابتها :
- وأنا طول ما البنت مختفية وأنا مش هعمل أي شغل.
تضاعف غضب الرجل وهو يقبض على سبابتها بقوة ويلويها بقسوة تألمت لأجلها "لينا" وهو يصرخ :
- مش بمزاجك ياحلوة... قدامك اتنين وسبعين ساعة وتكون العيال تحت ايدينا وإلا قسمًا بربي ليكون ابنك قدامك الدكاترة بتشرح جسمه.. وده آخر كلام عندي.
ودفعها بعيدًا عنه قبل أن يغادر الغرفة تمامًا.
أنت تقرأ
لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .
Misteri / Thrillerعندما تستنفر جميع حواسك وتتأهب لردع المخاطر والأهوال عمن تعشق.... يكون هذا #لدواعي_عشقية