الفصل الثلاثون.

348 19 0
                                    

الفصل الثلاثون.
#لدواعي_عشقية
#فاطمة_علي_محمد

نهار يوم جديد أطل على "شيماء" التي قضت ليلها تُعيد ذكرى هذه الليلة وهذه السقطة التي لو ذراعي "شادي" لكانت طريحة الأرض بذراع أو ساق مكسورة. شعور غريب خالط دقاتها التي تضاعفت للمرة الأولى بعمرها، وإبتسامة مشاكسة تشرق خلسة وتتوارى خشية لفت الإنتباه لها.  ما أن وطأت قدمها أرض الكلية حتى تبدأت تبحث عنه بأحداق متلهفة، تبحث بين قاعات الدروس ومكتب المُعيدين حتى استسلمت بيأس وهي تردد بضيق متذمرة :
  - هو فين؟.. أنا كنت عايزة أشكره على اللي عمله معايا، لولاه كان زماني محبوسة في المكتب، أو مكسور ليا إيد أو رجل.

لتنفرج إبتسامتها كثيرًا وهي تتذكر هذا الموقف الذي اتخذت كن ذراعيها موطنًا لها، نعم ثارت وتذمرت وركضت مغادرة دون أن تشكره على فعله إلا أنها ما أن هدات دقاتها المتلاطمة، تذكرت فعله ورجولته لتعاتب ذاتها وتجلد تسرعها هذا.

غادرت المكتب بشرود لائم لذاتها لتجد من يُخذرها من الإصطدام به، لتتجهم معالمها بغضب وهي تصرخ به :
  - ما تفتح إنت الأول.

ما أن أنهت كلماتها حتى وجدته هو أمامها وهو يردد مستنكرًا :
  - هو إنتي دايمًا شايفة الكل غلط وإنتي صح؟
 
راودها شعور الأسف والندم لتسرعها لتردد بخجل شديد:
  - أنا أسفة... وبعدين إنت كنت فين؟

ضيق شادي عيناه بصدمة وهو يرفع أحد حاجبيه مرددًا باستنكار :
  - أفندم!.. يعني إيه كنت فين؟
 
تضاعف خجلها وهي تطبق أجفانها بضيق مغمغمة بخفوت :
  - غبية..
 
حرك "شادي" رأسه بتساؤل وهو يردد :
  - أفندم.
 
زفرت "شيماء" زفرة قوية وهي تفتح أحداقها مرددة بجدية بعض الشيء :
  - أنا كنت جاية عشان أشكرك واعتذر لك على اللي حصل إمبارح.. شكرًا.

رسم "شادي" الجدية واللامبالاة على معالمه وهو يردد بهدوء مغادرًا :
  - لا شكر ولا حاجة، أنا ما كنتش أعرفك إن إنتي اللي جوه.. يعني لو أي حد مكانك كنت هعمل نفس اللي عملت.

مع آخر كلماته كان قد ولج إلى مكتبه تاركًا إياه موقدًا أشعل نيرانه بداخلها لتغمغم بضيق جلي :
  - إنسان بارد وقليل الذوق.

وغادرت المكان وهي تطرق قدمها أرضًا بتذمر شديد.

**************
مضت أيام متتالية كانت تبحث فيهما "شيماء" بأعينها المتلهفة عن "شادي" فقد بات يشغل الحيز الأكبر من تفكيرها ونبضات فؤادتها التي باتت تدفعها نحوه كل دقيقة عن الأخرى. كانت تجلس باستراحة الكلية تطالع تلك الصفحة التي لم تطويها منذ قرابة الساعة تقريبًا فشرودها كان به، ودقاتها كانت له، لتجده يجلس بالمقعد المقابل لها بإبتسامة واسعة تزين ثغره الأسمر وهو يلتقط كأس العصير الخاص بها والذي لم تقترب منه بعد، قربه من فمه بمشاكسة وبدأ بإرتشاف بعضه بتلذذ مرددًا وهو يُعيده مكانه ثانية :
  - حلو قوي العصير ده.
 
رفعت أنظارها إليه بلهفة وسعادة سرعان ما تجاوزتهما لترسم ملامح الجدية بوجهها وهي تردد بجمود :
  - نعم.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن