الفصل الثاني.

1.2K 42 10
                                    

الفصل الثاني

#لدواعي_عشقية
#فاطمة_علي_محمد
#الجزء_الثاني_من_ماضي

أسوان.... ذلك الكهف..

تحاشي "على" النظر إلي "دياب" واتجه صوب "محمد" ليصبح مواجهًا له، وأردف بصرامة :
-ماقولتليش بقا هتموت الراجل ده إزاي؟!

ليأيته جواب "دياب" بعدما سحب صمام أمان سلاحه، ليردف بصوت جهوري، تبعته رصاصة مدوية :
-أقولك أني.....

إلا أن تلك الرصاصة أبدلت وجهتها إلى سقف الكهف، بعدما ركل "على"  يد "دياب"
الممسكة بالسلاح بقوة، فإن كانت حواسه جميعها مرتكزة نحو "محمد" إلا أن طرف عينه كان  يقرأ ما يدور خلفه بإمعان ، وربما لأنه هنا لهدف محدد، وهو "دياب" ذاته..

فلاش باك

غرفة الفندق... الرابعة والنصف صباحًا.

إستلقي "علي"  إلى  جوارها  متكأً على راحته، مطوفًا ملامح معشوقته النائمة بهيام، ووله، دقات قلبه المشتاقة، لم تهدأ ثورتها بعد، ربما زادت وتضاعفت قربها، أشواق كبحها لأعوام ماضية، إلى أن حان وقت تحريرها، لتشعل أوردته عشقًا.

شعور دائم بالإشتياق والحنين إليها، يقوده دائمًا إلى أحضانها الآمنة، كانت دائمًا وأبدًا ملاذه الأخير، وإن كانت رحلته أبحرت لسنوات عجاف، إلى أن رست بشاطئها الآمن.

عيناه إلتهمت  ملامحها بشغف، ولهفة، أقسم بأنه وإن ظل يرمقها لسنوات وسنوات، لم يشبع ظمأ قلبه إليها، ليتنهد بأشواق ملتهبة، ويدنو منها، دامغًا قلبته الولهة، مستنشقًا شذى عطرها الذي دائمًا ما نجح في إذهاب عقله، ليهمس بغرام:    -عمري مابطلت أحبك لحظة!!!..... محتاج عمر علي عمري عشان أقدر أحبك فيه... بحبك يا كل حاجة حلوة في حياتي... بحبك يا عمري اللي راح واللي جاي.... بدعي ربنا إني أقدر أسعدك في كل نفس بتتنفسيه..

لتلتمع تلك الفكرة بعقله، فيدمغ قبلة آخرى دافئة أعلى جبينها ، تململت على أثرها "لينا" بفراشها للحظات، وإستكانت مرة أخرى، فنهض "علي" من فراشه، باحثًا  عن حذاؤه الرياضي، وينتعله، متجههًا نحو مرآته، ليعدل من هندامه، ويصفف  شعره  جيدًا  ، فقد إنتهى من صلاة الفجر، وقراءة ورده اليومي  منذ قليل.

غادر الغرفة بهدوء، وأعاد إغلاقها جيدًا بعدما تأكد من وجود حافظة أمواله، وإثبات شخصيته ، وجواله بجيبي بنطاله الرياضي.
ليخطو نحو المصعد ويستقله بسعادة غامرة ، وعيون بالعشق عامرة، مردفًا بوله :
  - لازم تصحى من النوم تلاقي الورد اللي بتحبه في كل مكان حواليها.

ليقطع حديثه هذا توقف المصعد، وفتح أبوابه مع دقات الخامسة.

غادر المصعد بخطى جادية، وملامح رجولية تزينها تلك النظرات العاشقة. المكان حوله خاوي  إلا من موظفي الإستقبال (Reception)، وذلك الشاب الذي يدفع  بعض الحقائب على ذلك الحامل المعدني المخصص لها.

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن