الفصل الرابع عشر.

678 36 10
                                    

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

شقة "علي" مساءًا.

ولجت "لينا" إلى غرفة المكتب الخاصة بها محدثة تلك التي تتبعها بتذمر طفولي:
  - بطلي شغل العيال ده يا "لارا" وإقفلي الباب وراكي، خلينا نخلص الشغل قبل ما أخوكي يوصل .

أوصدت "لارا" الباب خلفها هاتفةً بتذمر، وإستياء ساخط  :
  - يعني إنتي ماتجيش الشركة النهاردة وقولنا ماشي... أحضر الإجتماع مكانك وقولنا أوك، لكن تحرميني من إني أكل عشان نكمل شغل....  أهو ده اللي ماقبلوش أبدًا.

دارت "لينا" حول مكتبها وإحتلت مقعدها بجدية وعملية، مرددة وهي تطوي بعض الأوراق أمامها :
  - بطلي دوشة بقا...  قولتلك كلنا هنتعشا سوا لما "علي" يرجع.

إحتلت "لارا" هي الأخرى المقعد المقابل لـ "لينا" مستندة بساعدها الأيسر عليه وهي تردد بقلة حيلة ويأس :
  -  طيب هو هيتأخر؟.

رفعت "لينا" أنظارها نحوها بدهشة وإستنكار هاتفةً :
  - أومال لو ماكونتيش عاملة دايت بقالك سنة!!!.... وبعدين عيب عليكي تبوظي الـ ستايل الجديد ده.

مطت "لارا" فمها بإستسلام مرددة بتأييد  وسعادة  :
  - عندك حق والله...  قصة الشعر تحفة، ولايقة عليًا جدًا... مش عارفة ماعملتش كده من زمان ليه؟!

إستندت "لينا" بكلا ساعديها أعلى سطح المكتب عاقدة يديها ببعضهما البعض وهي تتنهد بإبتسامة لأجل طفولية صديقتها مرددة :
  - فعلًا قصة شعرك حلوة ولايقة عليكي قوي كمان .... بس مش ده اللي أقصده، أنا أقصد "لارا" القوية اللي داست على توترتها ، وخوفها  ، وقدرت  تواجه وتنجح في ده كمان.... الباشمهندسة "لارا إبراهيم" اللي فضلت أيام حديث السوشيال ميديا للباقتها، ومهارتها وثقتها بنفسها قبل شكلها، أنا ما أنكرش إن الشكل الجديد جميل ، لكن اللي زاده جمال... جمال شخصيتك يا لارا... فاهماني؟ .

أومأت لها "لارا" برأسها متنهدةً بقوة وهي تهتف بإبتسامة ناعمة :
  - فاهماكي يا "لينا".... بس أحب أطمنك أنا  فتحت الشرنقة اللي كنت عايشة جواها وخرجت للنور.... أنا عارفة إني مهندسة شاطرة ومحترفة كمان.... بس ده كان طول ما أنا جوه مكتبي، أو جوه الشركة ، ويمكن  ده كان بسبب إنعدام ثقتى  بنفسي.

ونهضت من مقعدها، لتستدير نحو رفيقتها وتدنو بجذعها منها، لتحضنها بقوة مرددة بسعادة :
  -  بس كمان  عارفة ومتأكدة  طول ما إنتي في ضهري، وأنا هقدر أواجه، وأتحدى العالم كله  كمان.

ربتت "لينا" على كتف رفيقتها برفق، مرددة بمزاح قلما حدث :
  - مش عايزاكي تتحدى العالم والله، خلينا نتحدى  الأول المنافس اللي ناوي ياخد مننا المناقصة دي الله يخليكي.

إستقامت "لارا" بوقفتها مطلقةً بعض الضحكات المدوية، وهي تتمسك بطرف فستانها الأحمر القصير  بيديها  بزهو مسرحي ، هاتفةً  بكبرياء وفخر، وإستنكار :
  - ومين ده اللي  يقدر ينافس المرأة الفولاذية؟!!

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن