الفصل الرابع والعشرون

719 37 11
                                    

الفصل الرابع والعشرون.

#لدواعي_عشقية.
#فاطمة_علي_محمد.
#الجزء_الثاني_من_ماضي.

مضى يومان تحسنت بهم  أحوال  "لينا" الصحية، والنفسية ، فعادت تمارس مهام عملها بهمة ونشاط كأن شيئًا  لم يكن؛ حتى أنها رفضت مواساة  معشوقها وتجلدت بالقوة والجمود أمامه، كما استقر "إسلام" وصغيره بالبناية ذاتها وأتما فرش شقتهما ، "لارا" كانت تتابع مهام الشركة كاملة حتى عودة صديقتها....   "عصام" فقد دق ناقوس الفقد برأسه، وأصبح هاجسًا يسيطر عليه.... أما حال" شيماء" المُبهم يشعل حنق وسخط والدتها، فلا هي سعيدة بالخلاص من هذا الوغد، ولا هي تعيسة لأجل فقدان خطيبها، فهي غير مكترثة بالأمر برمته، وربما هذا ما تصنعته.

 

شركة  " لينا عبد السلام".

مكتب "لينا".

ملكة متوجة تحتل مقعدها بكبريائها، وشموخها المعهودين ، فستانها  الأسود القصير العملي  ، وخصلاتها المتمردة كعادتها دائما ،  تدقق بعض الأوراق والملفات الهامة بتركيز قوي  ، لتجده يقتحم عليها مكتبها بثورته العارمة، ملوحًا بيده المستنفرة عروقها بالهواء، صارخًا بغضبٍ جامح :
- إيه الجنان اللي إنتي فيه  ده؟!!
يعني إيه أرجع البيت ألاقي شنطك السواق واخدها وماشي؟!!

رجفة  قوية سرت   بأوردتها، وقبضة أقوى إعتصرت قلبها بقسوة، إلا أنها كعادتها الفولاذية تمكنت من السيطرة على كل هذا، لترفع  أنظارها الجامدة نحوه، واضعةً ذاك القلم أعلى سطح المكتب، لتسترخي بمقعدها قليلًا، مردفةً بهدوء مميت :
- صوتك يوطي وإنت  هنا، مش "لينا عبد السلام" اللي حد يعلي صوته في مملكتها؛ حتى لو كان المقدم  " على إبراهيم "..... وحتى لو كان جوزها.

إقترب من مكتبها بخطوة واحدة، ليستند بكفه بطرفه، منحنيًا بجذعه قليلًا نحوها، وسبابته موجهة نحو وجهها بقوة، هاتفًا  برخامة صوته، ضاغطًا على كل حرف تفوه  به :
إحمدي ربنا إن اللي بيكلمك حاليًا "علي"
جوزك، ومش المقدم" على إبراهيم " وإلا كان زمان مملكتك دي كوم تراب.

أزاحت مقعدها للخلف، ونهضت  عنه مستقيمة بوقفتها، خاطيةً نحوه حتى أصبحت بمواجهة شرسة معه عقدت  ذراعيها أعلى صدرها، مردفةً بثبات وهدوء :
- مش هناقشك في كلام مش هتقدر تنفذه، بما إن اللي قدامي ده" على" جوزي، ومش المقدم" على إبراهيم"، فياريت نتكلم بهدوء  و تحضر  أكتر من  كده .

كلمات تغلفت بنبرتها الإستفزازية التي سكبت وقود نيرانه لتشعلها إلى الأقصى، فتتطايرت  شرارات غضبه من تلك الأعين الملتهبة، ليقبض على ذراعيها بقبضتيه  القوية، ويعتصرهما بقوة، جاذبًا إياها  نحو صدره الصلب، فتغوص بنظراتها الباردة بجحيم عيناه الغاضب، هتف هو  بقوة وتحذير :
- بلاش تستفزيني ببرودك ده، أصل قسمًا بربي، لتشوفي "علي" اللي  عمرك ما قدرتي تعرفيه،  ولا شوفتيه   في أسوأ كوابيسك يا "لينا".....

لدواعي عشقية... الجزء الثاني من ماضي للكاتبة/ فاطمة علي محمد (مكتملة) .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن