ميلا 💔

الفصل الاول

انها تركض .. تركض و تركض و لا تدري الى اين المصير ..  كل ما يهمها هو أن تصل الى بر الامان .. بعيدا عنه .. عن من كانت تظنه حبيبها و حاميها .. ليتبين لها بعد ذلك انها مجرد لعبة بين يديه .. سجينة يبادلها باخيه .. و أن لم يوافق والدها على ذلك فمصيرها الموت على يد اكثر رجل احبته..

لكنه كان بارد الدم و المشاعر ، متحجر القلب غير مهتم بعذابها الظاهر.. كل ما يهمه هو تنفيذ مخططه و لو كلفه ذلك حياتها ..

فشلت فى إستيعاب ما يحدث معها و لم تكن تصدق أنه ينوى لها سوءا .

لقد حذرتها مربيتها كارمن منه وكان يجب أن تهيئ نفسها لكنها لم تستطيع.. فما احسته معه لم تشعر به مع رجل آخر ابدا ..

الصدمة شديدة الوقع عليها ...كانت الدموع تتدحرج بغزارة على وجنتيها و هي تعدو مسرعة مبتعدة عن متناول يديه بعدما استطاعت الافلات من قبضته و الحراسة المشددة عليها ..

الشوارع خاليه و مظلمة و هي لا ترتدي الا ثوبا خفيفا و تركض حافيه القدمين.. لتدخل الى الغابة الكثيفة و تجلس تلتقط أنفاسها تحت إحدى الأشجار و هي تلف يديها على ذراعيها العاريتين تحاول أن تدفىء نفسها و لو قليلا ..

لتسرح بها الذاكره الى ماحدث لها و كيف تعرفت عليه و احبته و كيف خدعها و استغلها لمصلحته ...

ميلاني كريستوفر فينتون او ميلا للمقربين.. شابة جميلة مدللة عاشت حياتها في ترف و رفاه و لم ينقصها شيء ابدا .. اجل هي صعبه المراس و عنيدة و مدللة و لا يرفض لها طلب .. و تبدو للاخرين مجرد فتاة مستهثرة سطحية لكنها عكس ذلك .. انها معطاءة و تساعد الاخرين عند الحاجة و عندما تحب أحدا ما فانها تفديه بحياتها و هذا ما حدث للاسف لأنها لم تكن سوى كبش فداء لاخ الرجل الذي تحبه .

الاسم الحقيقي إيفان كيانفوفيش.. لكن القليل يعرفه بهذا الاسم .. ثم اعتقال اخيه و محاكمته و زج به في احد السجون الشديدة الحراسه .. رغم محاولاته المستميتة كي يخرجه الا انه لم يفلح بذلك .. هو و شقيقه يعدان مجرمين خطيرين و مطلوبين للعدالة غير انه لا احد للان يعرف كيف هو شكل إيفان و لا عنوانه و لا حالته الاجتماعية كونه شديد الحرص على عكس شقيقه فلاديمير او فلاد ..

الحل الوحيد كي يستطيع ان يساعد اخيه هو باختطاف ابنة القاضي الذي حكم على اخيه و زج به في السجن .. كي يتم الضغط عليه من قبل إيفان و يبرىء أخاه من التهم المندوبة اليه في جلسه الاستئناف و يطلق سراحه مقابل ان يعيد له ابنته الوحيدة المدللة ..
و للقيام بذلك عليه هو نفسه ان يشرف على هاته المهمة .. لا يريد أن يختطفها من منزلها بعملية مسلحة و يتبث فيها أن اخ فلاديمير كيانفوفيش ليس سوى مجرم قاتل بارد الدم مثله مثل اخيه و بالتالي سوف تصبح القضية قضية رأي عام و ربما لن يفرج عن أخاه فيها ابدا..

كل ما يبغيه هو أن تاتيه هي بنفسها و تطلب منه ان ياخذها بعيدا .. و لديه الوقت اللازم لجعلها لعبة بين يديه قبل أن تعقد جلسة الاستئناف.