الفصل ٢٤

3.8K 146 52
                                    

مرت الايام بسرعة و هو لا يزال يتبع اثر الهارب كي يمسك به و يلقنه درسا قاسيا .. هو لم يقتله الى الان لأنه أراد أن يفعل ذلك أمامها و يبرهن لها انه لا احد الى الان يسطيع تحديه و عصيان اوامره و خيانته .. لا احد .

وصلتهم انباء عن تواجد الهارب جوناس او طوني بشقة باحد الاحياء الفقيرة .. استغرب إيفان الأمر حقا و تسائل مع نفسه .. لماذا لم يلجىء الأحمق ذاك للشرطة ؟؟ انه شرطي متخف و باستطاعتهم حمايته و توفير مخبأ له و ربما يتم استخدامه كشاهد ضد إيفان و شقيقه ..

مع شكوكه تلك قرر أن يذهب بنفسه و يتحقق من الأمر.. شدد الحراسه عليها بالأخص بعدما هربت ليلتها .. و استعد للخروج بحثا عن الخائن ذاك و قبل أن يفعل ذلك ، لم يشعر ألا بقدميه تأخذه الى غرفتها .. ليفتح الباب ببطء شديد و يتطلع بها .. كانت تغط في نوم عميق و تبدو كالملاك .. ناعمة ، رقيقة ، يكاد يخاف المرء أن يلمسها كي لا تتأذى.. اقترب منها ببطء و هو منتبه ألا يصدر اي حركة او صوتا يوقظها فيه من نومها..

اقترب منها ببطء شديد و بيد مرتعشة نزع غطاء السرير من عليها و مرر يده عليها و هو يحبس انفاسه .. لم يستطع ان يمنع نفسه من الاقتراب منها اكثر و دفن وجهه في رقبتها مقبلا اياها بقوة يشتم رائحتها و يقبلها بكل مكان كالمجنون المشتاق الذي أصبح عليه ...
و هذا الأمر كن كفيلا بأن يوقظها.. و ما أن رأت انها بين ذراعيه و هو يقبلها حتى صرخت بأعلى صوتها.. و هي تتخبط بين ذراعيه إلى أن افلتت من قبضته ...

ميلا بصوت متلعثم :
"  انت ... مالذي تفعله هنا ؟؟؟ مالذي تريده مني ؟؟؟" .

ابتسم بتهكم و قال:
" ما افعله هو شيء واضح و ملموس .. اقبلك هذا ما افعله .. لماذا؟؟ بكل بساطة لأنني ارغب بذلك " .

ميلا :
" أنت مجنون حقا .. من سمح لك بلمسي؟ لو اقتربت مني مرة أخرى فسوف .. سوف " .

قاطعها بأن قال :
" سوف ماذا؟؟ مالذي سوف تفعلينه ؟؟ غير أن تصرخي بوجهي و تتخبطين بين ذراعاي؟؟ ما عساك تفعلينه ؟؟" .

ميلا بتحد :
" تريد أن ترى ما سوف افعله ؟؟؟ هذا ما سوف افعله " .

رافقت جملتها الأخيرة بأن أمسكت بقارورة عطر رشاش اشتراها لها مع حاجيات أخرى ووجهتها نحو عينيه و رشتهما حتى اخذ يصيح متالما و هو يغطي عينيه اللتان صارتا بلون الدم .

هرع الى الحمام يغسل وجهه بالماء البارد و هو يصيح :
" ايتها اللعينة .. أيتها اللعينة " .

وقفت مبتسمة غير ابهة للعقاب الذي ينتظرها .. خرج من الحمام و شعره مبلل و عيناه مسمرتان تحدقان بها بغضب ..

رفعت رأسها بتحد عنيد ثم سارع نحوها غير أن أحدهم طرق على الباب و انقذها بقوله :
" سيدي هل انت هنا ؟؟؟ " .

ليصيح غاضبا:
" ماذا؟؟؟؟" .

الحارس:
" لقد جهزت السيارة و الكل ينتظرك " .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن