الفصل ١٣

4.3K 151 52
                                    

وهكذا جلس على الاريكة المقابلة لسريرها بإنتظار حدوث شيء ما ، راودته أفكار شتى ، ليس اقلها الشعور بالهزيمة، وما الى غير ذلك من التصورات المحطمة للأعصاب ..

جلس و عيناه على الطبيب و الذي اخبره انها تعاني من نوبة حساسية عنيفة و لكن لا يمكنه معرفة السبب ...
كان جسدها المزرق قد بدأت الدماء تغزوه بعدما حقنها الطبيب بحقنة مضادة للحساسية( epipen ) .. طوني بدأ تحرياته يستلعم عن سبب تلك الحساسية المفاجئة و التي لا تبرير لها .. فهي لم تلمس اي شيء .. لم تأكل حتى .. شربت ماء و ويسكي بالسيارة.. هذا فقط.. هو نفسه من اجبرها على شرب الكحول ..

عادت به الذاكرة الى الوراء ليتذكر كافه التفاصيل و كيف انها عندما خرجا مع بعضهما البعض في عدة مناسبات لم تلمس الكحول أبدا و كانت تتحجج دوما بحجج واهية منها انها اخذت عقاقير لوجع البطن قبلها او ان والدها قد يشم رائحة الخمر تنبع منها و الخ.. و لا مرة لمست فيها او شربت الكحول امامه .. هو من اجبرها ..

نهض بسرعة من مكانه ليقترب من الطبيب و سأله:
" الحساسية التي تعاني منها .. هل يمكن .. ايمكن ان يكون الكحول أحدها؟؟" .

الطبيب تطبع بها و علامة استفهام بوجهه و صمت لبرهه ثم قال :
" بالتاكيد .. الحساسية انواع عديدة .. منها المميتة و منها المزعجة فقط .. و الانسة تعاني من حساسية حادة لشيء ما .. لا يمكنني معرفته الا بفحوصات طبية دقيقة .. و لكن لماذا تسأل عن الكحول بالتحديد ؟؟" .

تطلع بها و الغضب الجامح يعتلي ملامح وجهه :
" لان اللعينة لم تشرب يوما .. او لم ارها تشرب يوما .. كما انها لم تتناول اي شيء غير كأس ويسكي و بعد ذلك لاحظت تغير ملامح وجهها و سخونة أطراف أصابعها .. لذلك أنا أشك بالكحول " .

تنهد الطبيب و هو يهز راسه باجل ثم قال :
" هذا ممكن .. لكن لكي نتأكد يجب أن نسألها او نقوم بالفحوصات اللازمة لذلك .. المهم انها تعدت مرحلة الخطر .. كادت ان تقع بغيبوبة و ربما استمرت بها لمدة غير محددة .. تصرفت بشكل جيد و سريع و هذا ما انقذها من الخطر المحقق .. انها تحتاج للراحة وولف .. تذكر انها فتاة عاشت حياة بذخ و ليست معتادة على الخشونة .. " .

تطلع بها إيفان بغضب و لاحظ ابتسامتها التي لا تفارق محياها منذ أن سقطت مغميا عليها بين يديه .. انها تسخر منه حتى و هي تنازع الموت .. لعينة ..

كانت ميلا في عالم آخر... جراء الحقنة المخفضة للحرارة التي تلقتها و كذلك المضادة للحساسية و لكنها كانت تسمع ما يحدث .. غير انها لا تستطيع الحراك .. عرفت انها نجت ..والحقيقة أنها رغبت في البكاء لولا بقية من أمل ، وعزيمة ، رفضت أن تستسلم لليأس أو أن تقع فريسة الخوف .. انه لا يزال بالغرفة و لن تسمح له برؤيتها منهارة ...

راحت تحدث نفسها :
" الوقت ليس للبكاء ميلاني وإنما للعمل ، سوف يدهشك عملي ، سوف تقهرك عزيمتي ، قريبا ترى ما يدهشك ، قريبا وتنهار قوتك التي تظنها لا تقهر ، إنني أكرهك .... أكرهك ، اكثر مما أكره الموت... أكرهك اكثر مما أحببتك يوما.. أكرهك إيفان.  " .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن