الفصل ٢٦

3.8K 158 91
                                    

استيقظت ميلا تتطلع حولها لتجد ان الظلام يعم المكان  .. استرجعت شريط الأحداث الماضية و انقبضت معدتها .. مر يومان على تواجدها بهذا المكان .. الى الان ايفان لا يزال في فترة نقاهه و لا تزال هي ترفض رؤيته .. تنهدت بحسرة لتحاول ان تعود للنوم غير انها لم تستطع.. لتنهض من السرير و تتوجه تلقائيا نحو الباب و الذي لم يكن موصدا .. نزلت السلالم بحذر و هي تراقب الأجواء و لكن المنزل كان يغرق في صمت مخيف و لا حركة او اثر لأي كان بالإرجاء..

تسللت للخارج و تنفست بعمق.. الهواء العليل اراحها قليلا .. رغم برودة الجو الا انها جلست على احد الكراسي تنظر الى الفراغ ..

" ليس معك وشاح و لا ترتدين ثوبا مناسبا لهكذا جو "
شهقت بفزع تتطلع خلفها لتجده إيفان واقفا يتأملها و قد كان يبدو متعبا ..

تمكنت من القول :

" كلا ........ انا لا أشعر بالبرد " .

نزع عنه روب نومه الساخن ليلفها به غير انها احتجت تقول :
" قلت لك أنني لا أشعر بالبرد .. انا بخير و لا احتاج لشيء منك " .

وشعر بالغضب لرفضها وقال بحدة:

"هل وصلت كراهيتك و نفورك مني إلى حد كراهية ملمسي و ملابسي أيضا..؟ لا تخافي ليست سما قاتلا تفتك بمن يلبسها.. لا أفهم حقا ،لماذا تتصرفين هكذا ؟ قضيت أياما أحاول أن لا أكسر  رأسك اليابس هذا , لكنك تتحديني و تجعلينني اتصرف بطريقة انا نفسي لا أفهمها.. تنفرين من تقرّبي منك وتتهربين مني و من تم تتطلعين بي بطريقة تلهب احاسيسي.. عيناك و كل حركة من جسدك تناديني .... مرة باردة كما الثلج و مرة ملتهبة كالنار .. لا افهم حقا " .

كان الأسهل أن تعتمد على الغضب لتستخدمه ضده ..  الا أنها كانت مستمتعة بكل دقيقة و بالأخص بعدما سمعت تذمره منها و جنونه عليها من جراء عدم فهمه لتصرفاتها , شعرت أن القسوة هي الطريقة الوحيدة التي تثبت بها سيادتها عليه وعلى نفسها , فقالت ببرود :

" انا لم أطلب منك أن تفهمني و لا أنتظر منك ذلك ، كل ما اتمناه هو أن تدعني بسلام .. لقد أتضح لي يوم اختطافك لي أن ما كان بيننا أصبح مستحيلا و لا شيء و لا احد يستطيع تغيير الأمر , لذلك لا تزعج نفسك بي .. إنسى وجودي وأتركني وشأني , صدقني بعدما تفعل ذلك ستنساني سريعا بمجرد رحيلي  ".

" أنساك؟".

وبسرعة امسك بها يجرها اليه بقوة حتى اجفلت تشهق.. أحتضنها بين ذراعيه بغضب وكأنه يعاقبها, عناقه لها لم يكن ناعما بل قاسيا حتى شعرت بأن اضلعها سوف تتحطم بين يديه .

همس لها باذنها:
" أتريدين أن أنسى أنك المرأة الوحيدة التي احبتني رغما عن رفض الاخرين لذلك ؟ أنسى انك الفتاة التي تخلت عن أهلها من أجلي؟؟ أنسى نظرة القلق و الخوف بعينيك عندما تعرضت لمحاولة القتل ؟؟؟ كيف انسى الليالي التي قضيتها أنصت الى همسك وأنت نائمة , و الى بكاءك و صراخك باسمي .. كيف أنسى ما قلته لي ليلتها .. أن قلبك يرفض أن يكرهني على الرغم مما فعلته بك .. لا تعلمين كم ليلة قضيتها وأنا أكبح جماح مشاعري خوفا من أن تكون رغبتي بك سببا في هلاكي ... كيف تتوقعين مني ان انساك هكذا بسهوله ".

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن