الفصل ١٢

3.9K 152 54
                                    

تجمدت مكانها و كأن حركتها قد شلت عندما عرفت انها وقعت ضحية استغلال من أحب رجل اليها.. الرجل الوحيد الذي سلمت له قلبها و حياتها و كانت سوف تستسلم لها روحيا و جسديا ..
كان الرجل الوحيد الذي حرك مشاعرها المضطربة و جعلها تشعر أنها تستطيع أن تقع بالحب .. أنه الوحيد الذي صدقته و أعمت بصيرتها عن حقيقته و رفضت الاستماع إلى الاخرين ..

اخذت تتردد الى مسامعها كل ما قاله لها كيفن و مربيتها .. عادت بها الذاكرة لتنتبه الى حماقتها و رأت والدها المسكين يبكي فراقها و يضطر لمخالفة ضميره كي ينقذ ابنته من هذا المتوحش ..

فهمت ما يريده منها ما ان عرف نفسه على أنه وولف .. عرفت ان غايته هي اطلاق سراح اخيه فلاديمير الملقب بدارك.. و انها كانت الطعم السهلة لاصطياد والدها .

اقترب منها و امسك بفكها بيد و باليد الأخرى اعتصر خصرها ناظرا مطولا إليها ليبتسم بشر و يمرر يده على وجهها و يهمس لها في اذنها :
" اعلم ان الامر صدمة بالنسبة اليك ميلاني.. "

كانت بالفعل كما قال مصدومة و مفجوعة لهول ما يحصل .. لم تجبه بل كانت تتطلع به بصمت و كأنها مغيبة ..

عبس في وجهها مستغربا ردة فعلها تلك .. كانت يانها سوف تنهار امامه باكيه و تحاول الهرب منه و لكنها تقف بين يديه باردة قاسية و جافه .

هزها بقوة و قال :
" مابك الان ؟؟ لماذا لا تتحدثين ؟؟ لم لا تصرخين بوجهي ؟؟  لماذا تتطلعين بي هكذا .. هيا تحدثي.. " .

لم تنطق بحرف واحد و كان ايفان مستغربا الأمر.. هزها بطريقة أعنف و هو يصرخ بها ان تتحدث او تصرخ او حتى تضربه و لكنها لم تتحدث و لم تبدي اي ردة فعل ..

اقترب منه في لحظتها طوني و قال:
" سيدي.. الن نذهب ؟؟" .

تطلع به ايفان بغضب و قال :
" اخرس ايها الأحمق.. الا ترى مالذي يحدث .. الفتاة لا تتحرك و كأنها شلت .. انها فقط تتطلع بي بنظرات غريبة و كأنها ميتة " .

طوني تطلع بوجهها ثم قال :
" الامر طبيعي سيدي.. لا بد انها صعقت لما اكتشفته الان .. سوف تكون بخير .. امهلها الوقت " .

همهم إيفان بشيء لم تسمعه ثم جرها خلفه للسيارة و جلست في المقعد الخلفي الى جانبة بينما طوني يتولى القيادة .. ليخرج إيفان زجاجة ويسكي صغيرة الحجم و يقربها من فمها ..

إيفان امسك فكها يحاول جاهدا بذلك ان يجعلها تفتح فمها و قال:
" افتحي فمك اللعين و اشربي هذا .. ربما يساعدك " .

انها تعلم انها لو شربت الكحول فانها سوف تختنق و ربما تموت أن لم تتلقى العلاج المناسب .. لطالما اخفت امر حساسيتها عن الآخرين ما عدا والدها ، مربيتها و ستايسي ..

تطلعت به بجمود و برودة هي نفسها استغربتها و لكنها لن تسمح لنفسها بالانهيار امامه ابدا و لو كلفها الامر حياتها .. لن تمنحه الرضى برؤيته تبكي خيبتها و صدمتها العاطفية و التي تسبب هو بها .. سوف تبكي و هي وحيدة و لا احد يراقبها و يستمتع برؤيتها محطمة .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن