الفصل ١١

4K 171 62
                                    

الملفت للنظر هو ان ميلا بدأت تشعر بعدم الإرتياح ، بالرغم من إعتذار إيفان لها عن طريقته الجافة بالتحدث اليها و برر ذلك بانه يستيقظ في مزاج سيء في بعض الاحيان و انه بالامس لم ينم الا قليلا ...

اكمل قيادة السيارة بسرعة جنونية و جلست بصمت تتطلع بغزارة المطر..
مرّ حتى الآن بعدة طرق جانبية وفرعية لا تعرفها و لم تراها قبلا .. كانت تضع كل الاحتمالات الممكنة براسها و تحاول ان تحفظ الطريق و هي صامتة .
تابع طريقه بدون كلمة و لم يتوقف عند واحدة منها من المحطات للراحة او شرب شيء ما ..  و للان لم يقل لها الى اين تؤدي هذه الطريق ، وهكذا ظل مندفعا بسيارته .

لتفاجىء به يوقف سيارته في مكان منعزل به محلات قليلة و منها محل لبيع الملابس النسائية يملكه أحد أصدقائه حسب ما أخبرها به ..

الح عليها للدخول ، وإختيار الثياب التي تعجبه هو  بعبارة اخرى ، لم يكن مطلوبا منها سوى أن تقصد المحل ، ويختار هو ما يناسبه ويعجبه من ثياب و تجربها هي بصمت.. وتمشي عائدة الى المكان الموعود الذي لا تعلم اين هو .

ميلا كانت واقفة كالجماد بينما هو يختار لها الملابس على ذوقه .. مد لها ببضعة قطع و طلب منها ان تجربها غير انها قالت :
" لا احتاج لشيء .. جلبت معي ملابس بسيطة.. و أن احتجت فانني افضل التبضع لوحدي و اختيار ملابسي بنفسي " .

رفع حاجبيه وقطبهما من الغضب ثم قال لها متسائلا :

" هل يعني هذا انك جلبت المال اللازم " .

تمتمت :
" اجل بالتاكيد " .

كانت لا تزال تحمل حقيبتها عندما سمع ما قالته .. فاندفع نحوها و انتزعها منها بسرعة و افرغ محتوياتها ارضا و هي تصيح بغضب ممزوج بالصدمة ..

اخذ أوراقها الرسمية و احتفظ بها في جيب سترته و كذلك فعل بالمال .. و اكتفى بكسر بطاقاتها البنكية أمام عينيها و هي تصيح به :
" مالذي تفعله .. هل جننت .. توقف " .

ليمسك بها من ذراعها يجرها اليه بقوة و قال من بين اسنانه:
"بل انت من جن عندما اخذت معك تلك البطاقات التي بالتاكيد يستطيع والدك من خلالها تقفي اثرك ما ان تسحبي مالا منها .. و انت لا تحتاجين مالا ما دمت معي .. انا من سوف يتكفل بكل ما تحتاجينه " .

تعلم انه محق فيما يخص البطاقة البنكية و لكن طريقته مستفزة و لم تعجبها بتاتا ..
قالت :
" حسنا و ماذا عن أوراقي الرسمية و منها جواز سفري .. لماذا تحتفظ انت به ؟؟" .

ابتسم بسخرية و هو يمرر انامله على وجنتيها الشاحبتين:
" لمصلحتك صغيرتي " .

احتجت و هي تقول :
" و لكنني لست بقاصر .. انا .. " .

اشار لها بأن تصمت بأن وضع اصبعه على شفتيها المنفرجتين و قال :
" ششششششش.. ليس هنا و لا الان .. نتحدث في هذا فيما بعد .. هيا كي تجربي الملابس التي اخترتها لك " .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن