الفصل ٣٥

4.4K 157 80
                                    

كانت تعلم أن المواجهة بينهما لا بد منها .. تجهزت لذلك ، استحمت و انتظرته و هي تحاول جاهدة أن تستجمع شتات أفكارها .. الساعات الطويلة مرت ببطء شديد..

و نهضت بسرعة تتطلع من النافذة عندما سمعت صوت السيارة تقترب من المنزل .. كان الصباح قد حل و للان لم تغمض عينيها و تشعر بالتعب الشديد لكنها كانت مستعدة و غير ابهة بالعواقب.

نزلت الدرج مهرولة حتى كادت تسقط .. و ما ان وصلت آخره حتى فتح الباب ليدخل منه إيفان و الذي كان لا يبدو عليه انه تفاجىء برؤيتها تنتظره ..

ابتسم بسخرية ليقول " يا لهذا الأستقبال الحار الذي ينتظرني .. من يراك هكذا منقطعة الانفاس تلهثين و كأنك كنت تركضين .. قد يظن أنك هرولت راكضة للقاءي بعدما اشتقت الي " .

تمتمت :
" يجب ان نتحدث إيفان " .

هز راسه بامتعاض:
" بالتاكيد يجب ذلك ، و لكن لسلامتك و لسلامة قواي العقليه أقترح عليك أن تؤجلي الأمر إلى المساء او الى يوم آخر.. لأنني لست بحال تسمح لي بأن ادعي الصبر " .

مر من أمامها،  فامسكت بيده و قالت :
" بل يجب أن نتحدث بالأمر الآن " .

سحب يده بعنف متعمد " قلت لك ابتعدي عن طريقي ميلا.. لست في حال جيدة و قد اتهور و اقدم على عمل نندم عليه " .

ميلا :
" افعل .. لا يهمني حقا ما تفعله بي ، اريد الحديث معك كي ننهي هاته المهزلة " .

" تظنين أنني قد أرق و يحن قلبي عندما تأتين الي معتذرة ام ماذا؟؟؟" .

هزت راسها بالنفي :
" كلا ، اعلم انك غاضب من ما فعلته و تعلم انت كذلك أن ما فعلته كان له مبررات .. لذلك أريد التحدث اليك كي ننهي الأمر بيننا .. لا أخاف ردة فعلك لأنني أصبحت اعرفك.. انت عاجز عن اذيتي .. على الاقل جسديا " .

ابتسم بسخرية :
" عاجز عن اذيتك ؟؟؟حقا؟؟ صدقيني عزيزتي ان الحية تبدو أليفة حين تكمن في جحرها , تقدمي اليها وستدركين خطأك , أندفعت الى الرجل الخطأ...رجل لم تعرفي عنه أي شيء , هل أنت حمقاء دائما مع هكذا الرجال؟".

ميلا " كان خطأ غير مقصود مني .. كيف لي ان اعلم انه يكون عدوا لك ".

أجابت ببرود ثم أضافت:
" كنت في حاجة ماسة الى احد يفهمني و يساعدني على الخلاص مما انا فيه .. وقد تقدم هو عارضا خدماته .. امدني بالمساعدة و الملجأ و خطط معي لانقاذي منك , كنت بحاجة الى مأوى و مسكن بعيد عنك .. بحاجة لمن يسمعني و يتفهمني " .

أشعل إيفان سيجارة ثم نظر اليها بالتهكم نفسه مذكّرا إياها , بصمت وبلا جهد كبير باللحظات التي امضتها رفقة المجنون فيليب و كيف كادت تخسر حياتها بسبب قراراتها الخاطئة. 

انتظرت رده فعل منه و لكن لا شيء .. يدخن سيجارته ببرود و عيناه عليها .
نجحت أخيرا في سؤاله:

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن