الفصل ٦

4.4K 146 59
                                    

شدت ميلا كتفيها لتواجه الذعر الذي ضربها في معدتها وخدر دماغها ...وقالت وهي تخفض صوتها لئلا يلاحظ والدها الخوف فيه :

" اهلا ابي ... سررت بعودتك  ".

لكن والدها تجاهل ما قالته و اعاد السؤال :
" من هذا الرجل ميلا ؟؟؟ اظن أنني سألتك سؤالا محددا" .
انقبضت معدتها بينما كانت عيناي ايفان تتفرسان في وجهها بنظرة خبيثة و لعوبه ...وحرك تفرسه الذي لا يرحم شعورا ما في اعماقها .

و قبل أن تجيب والدها ، سارع هو يقول :
" انا فرد من طاقم الحرس الجديد ، عينت صباحا و لم يتسنى لي الوقت و لا الفرصة للتعرف الى حضرتك " .

ابتسمت لوالدها بتوتر و رأته كيف كان يفحص بعناية إيفان و يحملق به من راسه الى اخمص قدميه..

" و مالذي تفعله هنا مع ابنتي ؟؟؟ ممسكا يدها هكذا ؟؟" .

سارعت هي تجيبه:
" لا شيء ابي .. أن النوم قد جفاني و قررت ان اجهز لنفسي فنجان بابونج و قد احرقت يدي بالسائل الساخن و بالصدفه السيد إيفان سمح صراخي فأتى لمساعدتي و قدم لي الاسعافات الأولية.. هذا كل ما في الأمر " .

استدارت تتطلع به و قالت بصوت متحشرج متقطع الانفاس:
" شكرا ، شكرا لك مرة اخرى " .

اقترب منها والدها بفحص يدها و قال :
" لا بد أن تضعي مرهما كي لا يصبح الحرق أسوأ و كي يخف الوجع " .

تطلع بايفان بنظرة كلها شك و قال :
" شكرا لك لمساعدتك ابنتي ، و لكنني لا احبذ ان يقترب منها احد و بالاخص الشباب .. لذلك التزم بحدود وظيفتك " .

اعترضت بصوت خافت " ابي .. انت تسيء الظن " .
اشار لها والدها بأن تلتزم الصمت.. هز إيفان راسه باجل و لم ينطق بكلمة واحدة بل اكتفى بالابتسام.. ليجرها والدها خلفه ..

عند باب الغرفة قبل راسها و تمنى لها ليلة سعيدة و هي الأخرى فعلت المثل.. و قبل آن تدخل غرفتها .. استوقفها والدها بقوله :
" لا احبذ نظراته اليك ميلاني " .

تعلم انه عندما يناديها باسمها بالكامل فهذا يعني أن الأمر جدي تماما..

ميلا " ابي ، ارجوك ثق بي لا شيء بيني و بينه .. انا لا أعرفه حتى .. و هذا اول يوم له بالعمل " .

تنهد ليقول " انا اثق بك حبيبتي و لكنني لا أثق بالمحيطين بنا .. خسرت امك و كدت اخسرك معها .. و لا اريد ان تعاد المأساة مرة اخرى ، لذلك احذري ابنتي .. " .

ما ان ذكر والدتها حتى اغرورقت عيناها بالدموع.. ليقترب منها و يحضنها بحب :
" اسف ، لم اقصد ان اذكرك بتلك الحادثة المشؤومة .. اسف حقا حبيبتي .. " .

مسحت دموعها بصمت قطعه والدها الذي قال :
" هل أنت بخير آلان ؟؟؟" .

هزت راسها دليلا على ذلك و تمنت له ليلة سعيدة ثم عادت لغرفتها ...جلست على حافة السرير و قلبها يخفق في صدرها وكانها نجت لتوها من خطر عظيم .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن