الفصل ١٦

3.9K 155 55
                                    

حان اليوم الموعود،  اليوم الذي تعقد به الجلسة .. اليوم الذي بسببه هي محتجزة رهينة ألى حين اطلاق سراح مجرم قاتل كما اخيه .. اليوم الذي يخون به والدها ضميره و يخالف مبادءه كي ينقذها من ما ورطت نفسها به برغبتها و غباءها ..
أنه أيضا اليوم الذي سوف تحاول به ان تكسر قيودها و تهرب من جلادها .. لأنه لن يكون متواجدا و الحراسة سوف تقل .. و هاته فرصتها .. لا تعلم كيف و لا متى و لم تخطط بعد للطريقة التي سوف تتبعها للفرار و لكنها سوف تحاول التخلص من قبضته و لو حتى إنتهت محاولتها بالفشل .

نزلت الى المطبخ حيث جلست تحتسي القهوة و هي تراقب الأجواء و المكان .. لا اثر له و لا للحارس طوني.. هل رحل مبكرا ام ماذا ؟؟؟ .

و هي سارحه في افكارها وهواجسها لم تسمع خطواته المقتربة منها.. لكنها اجفلت تشهق مرتعبة عندما وضع يده على كتفيها و همس لها باذنها:
" في ماذا يا ترى تفكرين ؟؟ لا تقولي لي الهرب .. لأنك لن تنجحي بذلك " .

نفضت يده عن كتفها و هي تصيح :
" سوف اموت يوما ما بذبحة صدرية لو بقيت تظهر أمامي هكذا بدون أن تحدث صوتا كما القتله المتسللين .. " .

قهقه ضاحكا وبهدوء جلس على طرف الطاولة يتطلع بها بنظرة كلها شك و كان يبدو في غاية الأناقة و كله جاذبية وسحر..

" لم تشعري بي كونك منشغلة بالتخطيط للهرب مني .. لا بد أن عقلك الصغير ذاك قد أوحى لك بخطة للهروب كونك تظنين ان الحراسة سوف تكون مخففة اليوم بطوله و ذلك لعدم تواجدي .. اليس كذلك ؟؟" .

ابتلعت غصة بحلقها تكاد تخنقها و قالت:
" لا يهمني ما تفكر به ، ثم أنني بالتاكيد سوف استغل اية فرصة للنجاة و الهرب .. لا يهمني عدد الحرس و لا وجودك بالمكان .. لأنني صدقني عاجلا ام اجلا سوف اتخلص من سجني هذا " .

ابتسم بسخرية ليقول:
" أنت فعلا غبية ... صدقيني لن تهربي يا عزيزتي .. لن تفلتي من قبضتي ما لم ارد أنا ذلك.. لذلك وفري جهدك و اريحي عقلك قليلا .. انت عنوان لكيف تتبثي انك غبية في كلمة واحدة .. " .

قهقه ضاحكا بسخرية منها و لكن ما قالته مسح البسمة من شفتيه :
" و انت يا عزيزي عنوان كتاب مثالي لكيف يتحول الحب لنفور و قرف في يومين .. " .

وقف بسرعة يتفحصها بنظراته الحارقة و الغاضبة حتى شعرت بالدم يجري حارا في عروقها... و لولا دخول طوني لحظتها لربما فقد تحكمه بنفسه و طرحها ارضا ..

ابتسمت ميلا و هي تتنفس الصعداء عندما رأت طوني مقبلا عليهما مبتسما .. ملقيا تحية الصباح ..

لترد عليه بالمثل :
" صباح الخير طوني ، أتريد فنجان قهوة " .

هز راسه .. فاخذت ابريق القهوة و بدات تصب له فنجانا تحت انظار العيون الحادة المفترسة لايفان ..

كانت يدها ترتجفان وهي تصب القهوة ,ولاحظت أنه يراقبها بأمعان ..

وقال لها طوني:
" هل أنت بخير انستي ؟ يبدو عليك بعض الأضطراب قليلا " .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن