الفصل ١٤

4.1K 161 64
                                    

لم ترفع راسها و لم تنطق بكلمة ... الألم الذي كانت تشعر به كان اشد إيلاما في النفس من الم الصدمة ذاتها ، إذ لم يمض وقت طويل على هروبها من منزلها و خذلانها لوالدها و هاهي الآن وجها لوجه أمامه ... ما ان نطق والدها باسمها حتى انهمرت دموعها رغما عنها .. البحة الحزينة في صوته كلّفتها المزيد من الآلام والدموع.

بعد حوالي بضع ثواني من الصمت ، سمعت والدها يقول :
" ارفعي راسك ميلاني ، لست بتلك الضعيفة المغلوبة على أمرها...لقد قاسيت و عشت مآسي اكبر من هاته ..انظري الي " .

ما قاله كان له الفضل الأكبر في رفع معنوياتها وإنعاش روحها الحزينة .. فهمت انه يقصد بذلك خسارتها لوالدتها أمام عينيها .. و كان محقا .. من تستطيع أن تعيش تلك المأساة و تكمل حياتها بشكل عادي تستطيع لن تواجه مختطفا مختلا مثل إيفان. 

توقفت عن الارتجاف و البكاء و رفعت راسها تحدق بالشاشة و ابتسمت وسط دموعها و قالت :
" أسفة ابي .. خذلتك .. جعلت الحثالة تلوي ذراعاك و ترغمك على فعل امر يخالف مبادءك و ضميرك .. بسببي انا وحدي " .

صمت لبرهه ثم ابتسم و سمعته ينصحها بضرورة تناسي الماضي ، واهمية التطلع الى المستقبل ، وأخذ العبر من الماضي لمعايشة الحاضر ، وبناء المستقبل ، وهكذا عادت وقفزت صور الماضي الى خاطرها والذكريات التي جمعتها بوالدها و كيف انها كانت تعتبر خوفه عليها مجرد مبالغة منه ، فندمت على ما فاتهما من فرص سعيدة ومفيدة لتمضية الوقت معا و للاستفادة من خبرته و تجاربه بالحياة .

وفي غمرة هذا الشعور الذي راودها لنبذ الماضي البغيض ، إلتفتت الى إيفان الواقف أمامها يتطلع بها بصمت ...لتشعر بالغضب من رؤيته على نحو من العبوس وهو يتطلع أمامه بعينين جاحظتين ..

خاطبت والدها:
" ابي .. لي رجاء ارجو أن تنفذه .. أن كنت تحبني حقا .. لا تستسلم لمطالب الوغد هذا و لا تخرج المتوحش ذاك من السجن بل أحكم عليه بالإعدام حتى يكون عبره للاخرين " .

تقدم منها إيفان بسرعه و امسك بها من رقبتها و كأنه يريد خنقها و هو يكز أسنانه غيضا و الشرر يتطاير من عينيه:
" اخرسي أيتها الحمقاء .. مالذي تهذين به ؟؟" .

كانت بالفعل تختنق و لكنها لم تبالي و اخذت تصيح مخاطبة والدها :
" أرجوك ابي .. لا تفعل الا ما يمليه عليك ضميرك و دعني اتحمل مسؤولية أخطائي وحدي.. ارجوك " .

سمعت صوت صياح والدها .. " دعها ، دع ابنتي و شانها .. دعها " .

ليدفع بها إيفان بغضب حتى سقطت ارضا و هي لا تزال مكبلة بالكرسي .. ليلتفت يحدث والدها :
" اسمعني جيدا فينتون.. أن لم تفعل ما طلبته منك و تبرىء اخي فلاديمير فانني اقسم لك بأنني سوف ارسل لك بأشلاء ابنتك بعدما اكون قد انتهكت عرضها مرارا و تكرارا و رميت بها لرجالي كي يكملوا ما بداته.. لا تتحداني لا انت و لا هي لأنني اجن من ما يمكن لعقلك تصوره " .

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن