الفصل ١٥

4.3K 156 46
                                    

سمعت صوتاً يقترب فجلست على السرير تجر الغطاء اليها.....

فتح الباب ودخل ....... دخل و كان لا يزال يرتدي ملابس الليلة الماضية .. و يحمل بيده صينية الشاي.

ابتسم لها و بسخريته المعتادة قال :

" أرى أنك قد استيقظت أخيراً، لقد اعتقدت بأنك قد فارقت الحياة".

تصنعت الغضب وقالت:

" يا لجرأتك! أقصد وقاحتك ..تبتسم و كأن شيئا لم يكن و كانك لم توشك على كسر يدي ..انت حقا ...".

قاطعها قائلا:
" بالطبع أعرف أنني بالغت بالامس و اخطأت أيضا.. وإلا لما كنت هنا الان و بيدي اخدمك ، هذه سابقة لم و لن تحدث بعد اليوم".

بسخرية قالت :
" واو يا لا كرمك سيد إيفان.. لقد اخجلتني حقا .. لا بأس. اكسر عظامي كل يوم ما دمت سوف تطل علي مبتسما هكذا و بيدك صينية الشاي الساخن كاعتذار مميز من سعادتك .. أنني حقا محظوظة " .

كانت تظنه سوف يغضب لكن ابتسامته اتسعت و قال :
" انستي .. من المفترض أن تخافي وتبكي كونك مختطفة.. مع أني لا أحبذ البكاء لأنه يصيبني بالصداع.. لكنك مختلفة جدا .. تعاندين ، تسخرين، تتحدين كذلك .. انصحك أن متى تسكتين ، لا أن تقفي أمامي وتناقشيني كما تفعلين الآن".

رفعت عينيها تتطلع به بتحد :
" اخاف ؟؟؟ ممن ؟؟؟ ولماذا الخوف؟لأنك ستقتلني؟ تضربني ؟؟ تهينني ؟؟ تعذبني ؟؟ لست خائفة من ذلك ، هذا أولا، وثانيا ، لأنني واثقة بأنك لن تحاول حتى أن تقتلني وذلك لسبب بسيط، لأنك إن قتلتني فلن ترى اخاك مرة اخرى ما حييت... اختطفتني لتبتز والدي، أليس كذلك؟ تحمل اذن ما يأتيك مني " .

تافف بانزعاج ثم اجاب :
" ها قد عدنا إلى حيث بدأنا ، كم مرة عليّ أن أعيد على مسامعك بأنني استطيع ان افعل بك أسوأ مما يمكن لك أن تتخيليه ، أسبابي لاختطافك لن تمنعني من قتلك ، بل على العكس تماما ، ربما إن قتلتك أكون قد حققت هدفي ، وأرحت تفكيري ، ولن أخاف من تأنيب الضمير ، فانت لست سوى مدللة مزعجة تحب تعذيب نفسها و سببها لسانها الذي سوف يودي بها للتهلكة و تعلمين أمرا.. حتى هذا الشاي لا تستحقينه .. سوف أخذه و اشربه كله وحدي .. و اسحب ما قلته سابقا .. انا لم ابالغ في ردة فعلي و كان يجب أن اكسر راسك و اقتلع لسانك كي ارتاح و لو قليلا "

وخرج تاركا إياها فاغرة فاهها مصدومة من كلامه و تصرفاته ..

جلست لبعض الوقت تحملق في الفراغ و هي تفكر كيف تجد حلا سريعا يخلصها من ما هي فيه و كيف تنتقم لنفسها منه و تجعله يبكي دما بدل الدموع على خيانته و غدره لها ..

لم تعلم كم امضت من الوقت جالسه تخطط و تدبر .. تنهدت و نهضت من السرير فأسرعت ألى الاستحمام و كانت حريصة على الا تضغط على يدها المصابة .. سارعت بعد ذلك في ارتداء ملابسها , وكانت الخزانة مليئة بالثياب , فأختارت منها ما حلى في عينيها , ثم هرعت من غرفتها ألى الرواق وأتجهت نحو غرفة الطعام ,تاركة غريزتها تقودها فقد كانت تشعر بالجوع .. كانت الأصوات تتعالى من إحدى الغرف , فتوقفت ثم اقتربت كي تتسمع.

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن