الفصل ١٨

3.8K 161 55
                                    

أخذت تركض .. تركض و تركض و لا تدري الى اين المصير .. كل ما يهمها هو أن تصل الى بر الامان .. بعيدا عنه .. عن من كانت تظنه حبيبها و حاميها .. ليتبين لها بعد ذلك انها مجرد لعبة بين يديه .. سجينة يبادلها باخيه .. بارد الدم و المشاعر ، متحجر القلب غير مهتم بعذابها الظاهر.. كل ما يهمه هو تنفيذ مخططه و لو كلفه ذلك حياتها ..

فشلت فى إستيعاب ما يحدث معها و لم تكن تصدق أنه ينوى لها سوءا .

تركت والدها و جوناس يواجهان مصيرهما و هربت كما أمرها والدها .. اخذت تركض بالشارع العام و لا تدري الى اين المفر .. أوقفت اول سيارة راتها أمامها و توسلت الرجل أن ياخذها في طريقه الى أبعد مكان ممكن .. و راف بحالها و خصوصا بعدما لاحظ ارتعاشة جسدها و دموعها تغرق وجنتيها الشاحبتين..

و هي بالطريق .. اخذت تتضرع و تصلي أن ينجو والدها و جوناس من العقاب الذي ينتظرهما.. كانت تدري ان إيفان ليس بالغبي و لن تنطلي عليه هكذا حيلة و لكنها ما ظنت يوما انه بحدة الذكاء التي تجعله يعرف خطوات عدوه قبلا و يتجهز لها... فكرت باللجوء للشرطة و لكنها تراجعت مخافة ان يكون أحد رجاله يعمل كجاسوس متنكر ..

توقفت السيارة أمام احد البنايات و تطلعت بالرجل الذي اقلها و كان بعمر والدها تقريبا و قال :
" لقد وصلت الى وجهتي ، هنا اقطن مع زوجتي .. لي ابنة في عمرك لكنها تدرس خارج البلد .. " .

هزت راسها بصمت ثم قالت:
" شكرا لك على المساعدة سيدي .. انا ممتنة لك " .

ترجلت من السيارة.. نزل هو الاخر ثم استدار نحوها يتطلع بها بنظرة كلها شفقة لحالها و قال :
" هل لديك مكان تاوين اليه ؟؟؟ عائلة.. أصدقاء ربما ؟؟" .

هزت راسها بلا .. صمت لبرهة ثم قال:
" يمكنك المبيت هنا الليلة و غدا يوم آخر.. ما رأيك ؟؟" .

ابتسمت له بارتباك:
" اشكرك .. لكنني لا أعتقد أنه من المستحب لي ان أقبل بعرضك " .

" و لم لا ؟؟؟ لا تخافي مني .. لست بالمعتوه المنحرف.. كما أخبرتك لي ابنة في سنك .. و زوجتي بالمنزل .. لو رغبت لاتصلت بها الان كي تتيقني من صحة كلامي " .

هزت رأسها بحزن و قالت :
" لا حاجة لك لازعاجها و الاتصال بها ، انا اصدقك سيدي و اشكرك على اهتمامك و دعوتك و اقبلها برحابة صدر و سعادة " .

بالفعل تعرفت ميلا على الرجل و زوجته و اللتي رحبت بها و عرفت ميلا نفسها على أنها كارمن دي سيلفا.. أتت في زيارة لزمتها لكنها اضاعت الطريق و نسيت حقيبتها في الحافلة و انها لا تتذكر العنوان جيدا ..

جهزت السيدة وجبة الطعام و كان العشاء عبارة عن لحم مفروم وجبن وبندورة مع البيض ورؤوس بصل .أما التحلية فكانت حلوى بالسكر المحروق مع الجوز.

و اكلت في صمت .. بل ارغمت نفسها على ابتلاع الطعام كي لا يشكو بامرها ..انتهت من الطعام و عرضت ان تغسل المواعين.. و ما ان انتهت حتى تمنت لهما ليلة سعيدة و دخلت غرفة ابنتهما كي ترتاح ليلتها .. وقفت عند النافذة واتكأت عليها لتطلق العنان لدموعها و اخذت تنتحب باكية وهي تضع يدها على فمها تمنع نفسهامن الصراخ.

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن