الفصل ٣٣

3.5K 149 87
                                    

كانت تتخبط بين يديه عندما شعرت بالسكين الحادة تلامس اصبعها .. لا تعلم لماذا و لكنها تذكرت نظرات ايفان لها عندما تعرضوا للهجوم و كيف انه دافع عنها و انقذها و تلقى الرصاصة عنها و كاد أن يموت .. تذكرت كيف كان يطمنها بأنه لن يرتاح الا و هي في بر الامان..

همست بصوت متقطع الانفاس " ايفان .." .
شعرت بألم مروع و السكين تلامس اصبعها و تكاد تقطعه و لكن في وسط تلك الآلام والدموع سمعت صوت الباب يقرع من الخارج و أصوات تنادي .. توقف فيليب عن ما كان يريد القيام به و تطلع بها بجمود ليقول
" انقذك من طرق الباب ... مؤقتا فقط .. لكنني سأعود كي أكمل ما بداته.. " .

بسرعه و خفه ضربها على رأسها حتى سقطت ارضا مغميا عليها و الدم ينزف من اصبعها الذي كاد يقطعه . 

فتحت عينيها وغالبت الم الراس الذي تشعر به و رفعت يدها تتحسس رأسها الذي يكاد ينفجر لتشعر بكدمة بدأت بالانتفاخ في مؤخرة رأسها.. كانت ملابسها قد تلونت باللون الأحمر نتيجة للنزيف الذي تعرضت له من جرح اصبعها العميق .. تحاملت على نفسها و استجمعت قوتها لتستند على الحائط..
دخلت الحمام الموجود في الغرفة و رشت الماء البارد على وجهها الشاحب و غسلت جرحها بعناية و هي تحاول جاهدة أن لا تثير ضجة.. ثم أخذت منشفة صغيرة بللتها و لفتها حول اصبعها لعل ذلك يساعدها في إيقاف النزيف .. اخذت تبحث عن اي شيء يساعدها في الهرب من الجحيم الذي رمت نفسها فيه .. لا هاتف .. النوافذ مغلقة .. لا سلاح كي تحمي نفسها و تدافع به ... ما العمل ؟؟؟؟

حاولت فتح الباب لكنه كان مغلقا أيضا... سمعت صوت قهقهة و أصوات تتحدث .. اخذت تضرب الباب و تنادي طلبا للمساعدة..

" النجدة .. فليساعدني احدكم .. ارجوكم " .
انتظرت و انتظرت و لا احد .. اخذت ترتعش وتنتفض من فرط صدمتها بفيليب و تضرب الباب بقبضتها حتى لم تعد قادره على ذلك و تيبست يديها .. لتنهار ارضا و هي تنادي :
" امي ... ساعديني امي .. " .

تعلم أن الأمر غبي و صبياني و لكنها بالفعل شعرت أنها بحاجه لحضن والدتها في تلك اللحظة.. شعرت بأنها وحيدة و لا احد يستطيع مساعدتها و إيقاف المجنون ذاك .. سوف تموت ميته بشعة فقط انتقاما من إيفان.. اخذت تتحسر على حياتها و ما كانت تعيشه قبلا .. سمعت صوت خطوات أحدهم يقترب من الغرفة..
اختبأت خلف الباب و هي تنتظر بترقب.. ليفتح فيليب الباب و سكينه بيده و هي ينادي:
" أين انت ايتها الفأرة الصغيرة ، أين ؟؟؟ " .

لتخرج من مخبأها و تستجمع شجاعتها و تركله في رجولته حتى انحنى متالما و ركلته بقوة على وجهه الى ان تناثر دمه ارضا .. لتسرع و تدوس بقدميها على يده الممسكة بالسكين الحادة و تضغط بقوة حتى صرخ بها متالما و استطاعت سحب السكين من يده بسرعه .. لتركض الى الخارج و تنزل الدرج مهرولة حتى كادت تسقط لولا أنها تشبتت بالدرابزين..

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن