الفصل ٣٤

3.7K 160 81
                                    

" من أين نبدأ؟؟؟" قال و هو يقترب منه ..

فيليب كان يبدو عليه التوتر و قد شحب لونه و هو يتطلع بايفان بقلق و خوف ..

ليقول " ألم يكفك ما فعلته بي سابقا ؟؟؟" .

ابتسم إيفان بسخرية و تحولت ابتسامته الساخرة الى قهقهة و قال :
" ما فعلته بك ؟؟؟؟ حقا فيليب ؟؟ " .

تجمدت ملامح وجهه كليا و تبددت الابتسامة لتحل محلها ملامح جامدة و قاسية ..

إيفان " من منا غدر بالاخر يا صديقي ؟؟؟ من منا خان العهد و تأمر و اتفق مع الأعداء خلف ظهر الاخر ؟؟ من منا كان السبب في خسارة الاخر لأعز مخلوق لديه ؟؟؟ كاليستا.. تتذكرها ؟؟ تلك الفتاة الصغيرة التي ربيتها انا و فلاد .. كما لو كانت ابنة لنا .. كنا نعمل بكد و جهد كي نستطيع أن نجلب لها كل ما تحتاجه .. كنا ناكل بدون أن نشبع مخافة ألا يتبقى لها طعام يشبعها.. كنت أعمل ليلا و نهارا كي استطيع ان اؤمن لها ملبسا و مأوى.. انا و فلاديمير عشنا حياة صعبه لا يعلم بها الا الرب و كم من مرة كدنا نستسلم بها للهزيمة لكن مجرد نظرة في ذلك الوجه الجميل الملائكي كانت تعطينا الطاقة الكافية للمتابعة و الاصرار للوصول ..
كنا نقطة سوداء في حياة ذلك الملاك .. لم نثق انا و اخي بأي احد كي يعتني بها في غيابنا غيرك .. انت .. صديقي العزيز.
لنتلقى بعدها الضربة القاتلة .. غدرت بها و بنا .. سلبتها عذريتها غصبا عنها .. اغتصبتها و من ثم سممت أفكارها حتى تصدق ان ما فعلته كان حبا.. غررت بها كي تهرب معك .. لكنها شعرت بالذنب و ندمت و اتصلت بي معترفة بما حدث و طلبت مني أن انقذها منك .
ما كان في نيتي اذيتك .. فلاسف كنت لا أزال احمل لك مشاعر صداقة و لو أنها تحطمت للأبد.. لم أستطع أن امنع نفسي من تلقينك درسا قاسيا .. لكنني ما فكرت بقتلك أبدا.. غدرت بي و سحبت سلاحي كي تقتلني .. و انتهى الأمر بمقتلها هي .. قتلت أمام عيناي.. لفضت أنفاسها الأخيرة بين يداي .. و هي تعتذر الي و تطلب مني أن اسامحها انا و فلاد ...
و لم يكفك كل هذا بل مع أنني ترأفت لحالك و هذا خطأ مني و انا ادفع ثمنه الآن.. مع كل ما حصل و فعلته ألا أنك لم تتغير ابدا .. و ما ان سنحت لك الفرصة حتى استغليتها.. استغللت ميلاني .. و حقدها علي لما فعلته بها .. استخدمتها ضدي .. سممت أفكارها و أرسلتها الي كي تلذغني و تقتلني بالسم .. سم بطىء و قاتل ..
لكنك نسيت أنك تتعامل مع وولف .. لا ايفان .. انا كما ينادونني ذئب استشعر الخطر و اشتمه و لو من بعيد .. اتظن حقا أنني صدقت حيلتها تلك .. هل ظننت أنني بذلك الغباء كي تنطال علي لعبة سخيفة كالتي رسمتها لها .. "

فيليب صمت لبعض الوقت ثم تنهد ليقول:
" ما كان كل هذا ليحصل لو أنك عاملتني بطريقة أفضل ايفان.. لطالما كنت صديقا وفيا لك .. لكنك فضلت فلاديمير دائما لانه شقيقك .. مع أنني أظهرت لك كم أنني مستعد للتضحية بحياتي في سبيل ارضاءك .. في سبيل المحافظة على صداقتنا .. انا من كان الى جانبك عندما كنت تتعرض لمحاولات الاغتيال .. انا من كان ينقذك و يتصدى للاعداء .. انا من كنت احافظ على اسرارك و انتظر منك كلمة تشجيع بسيطة او ان تربت على كتفي و انت فخور بي .. هي كانت ملاكا .. اجل كانت كذلك .. كنت أراها كذلك.. الوحيدة التي اشعرتني أنني انسان لي قيمة .. لي مكانه .. لي حق في آن احب و احب .. الوحيدة التي كانت تبتسم بسعادة لرؤيتي و تركض نحوي كي تعانقني .. الوحيدة التي ...

ميلا 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن