..
فقط كل ما تمنيته في هذه اللحظة لو أبقيت إعترافي بداخلي ولم أنطق بحرف واحد .
- ريام أعلم أنك طلبتي مني أن أتخذ وقتي في التفكير والرد ولا أتسرع لكني لا أرى داعي لأن أنتظر للغد أو بعده
أنا لم أكن أبداً أريد جرحك ولا أستهين بمشاعرك ثقي بي ،لكني لا أستطيع مبادلتك تلك المشاعر فأنا لا أراكي أكثر من صديقة مقربة ليس إلا ، لم يخطر ببالي لحظة أنني سوف أكون في هذا الموقف لكني أعتذر منك على كلامي وأعتذر أضعاف إعتذاري لما سأقوله لكني أظن أنك لن تستطيعي أن تتخطيني وأنا أمامك وأخشى أن تكبر مشاعرك لي لذا من الأفضل أن نبتعد فترة بدون أي تواصل بأي وسيلة ، أعتذر منك مرة أخرى .* قرأت الرسالة عدة مرات ولا أعلم لما قلبي يؤلمني هكذا إنها مجرد كلمات مجرد أحرف لكنها تؤلم بشدة ، تؤلم للحد الذي يجعلني أتمنى لو أن لم أراها أبداً ، لم أتحدث إليها ، لو حتى لم أذهب إلى تلك المكتبة في حياتي *
- لا بأس نانسي .
هذا كل ما إستطعت كتابته قبل أن أغلق محادثتها وألقي بهاتفي بعيداً ثم بدأت أنهار وأبكي ، بكيت جميع آلامي في هذه اللحظة ، لا أعلم هل أبكي لرفضها لي فقط أم أبكي لكل ما مررت به في حياتي والذي أصبح أكثر سوءاً بعد رفضها لا أعلم .
الآن أنا شعرت ماذا يعني أن يتم رفضك من قبل شخص أعجبت به وأحببته ، أيقنت أن توقعك للسيء لا يقلل كثيراً من شعورك بالحزن .
ستحزن وتنهار عندما يحدث شيئاً مؤلماً ، يتوقف عقلك عن التفكير في أي حديث إيجابي وسترى العالم ضيقاً جداً وكأنك داخل غرفة لا تسع أن تقف فيها أو تجلس بوضع مريح ولا يوجد بها أي منفذ هواء والأسوأ أنك لا تستطيع أن تجد حلاً .نمت حتى أتهرب من التفكير ، حتى لم أقم بمراسلة صديقتي الألكترونية لم تكن لديّ طاقة للحديث نهائياً .
نمت ومنذ وقت طويل لم أستيقظ إلا بسبب صوت المنبه قمت بإغلاقه وإعتذرت من العمل مع طلب أجازة يومان حتى أستعيد طاقتي للتعامل مع الناس مرة أخرى .
أكملت نومي وإستيقظت بعد 4 ساعات وجدت هاتفي مليئ بإشعارات من مكالمات ورسائل نصية ورسائل على الواتساب والمسنجر جميعهاّ من صديقتي الألكترونية ، لطالما أخبرتها أن لا تقلق كثيراً عندما أختفي فجأة طالما لم يمر يومان وأكثر لكنها في كل مرة أخبرها أنني سأتخذ قرار ما أو سأتحدث معها في وقت ما ولا أراسلها حتى أجدها لا تتوقف عن إرسال المزيد من الرسائل والإتصالات من فرط القلق .
مهما كان ما يحدث بحياتي لكني أرى أنني أخذت الكثير من الحظ السعيد حينما تعرفت عليها .
إبتسمت عند قراءة رسائلها التي لا تخلو من بعض الكلمات المعتادة من التوبيخ وكأنها والدتي أو أختي الكبيرة .
كل ما قلته لها أنني سوف أراسلها بعد نصف ساعة .
قمت من السرير ورتبت فراشي وذهبت أفعل روتين بشرتي الصباحي وأغسل أسناني ثم جهزت كوباً كبيراً من القهوة مع قطعتين شوكولاتة حتى يتحسن مزاجي قليلاً وجلست أفكر هل بالغت بحزني كثيراً في المساء أم أن الأمر يستدعي كل هذا الحزن فعلاً لا أعلم .
لكنني الآن في الصباح تأكدت أن حزني لم يكن بسبب الرفض فقط بل بسبب قرارها بالإبتعاد عني .
اتسائل هل عندما إتخذت هذا القرار لم تراعي أنها ممكن أن تشتاق لي !
هل هي حقاً لن تفتقدني أو يشكل غيابي فارقاً كبيراً لها !
حزنت لهذا السبب وحزنت لأني سأشتاق لها كثيراً.
سأشتاق لرؤيتها في المكتبة وهي تتفحص الكتب بعيون مليئة بالشغف .
سأشتاق لصوتها ، حديثها ، إبتسامتها ، يدها ولمستها الدافئة .صحيح أنا حزنت لإبتعادها أكثر من رفضها رغم أني ليست على ثقة تامة بأنها إذ لم تطلب الإبتعاد كنت سأستطيع التعامل معها وهي تعلم مشاعري ولا تبادلني أم كنت سأتألم أكثر .
لا أعلم لكن ما أعلمه أن كل ما يحدث هو خير لي فرغم كل شيء مؤلم بالحياة لكن يحدث الخير في النهاية .راسلت صديقتي الألكترونية وأخبرتها بكل الكلام حتى تفاجئت بعد حديثها ومواستها لي أنها اخبرتني فجأة .
- ريام هل لي أن أخبرك شيئاً ، أن أرى أن قرارها صائب على الأقل من وجهة نظرها ، كان من الممكن أن ترفضك وبعدها تطلب منك التعامل معها ك أصدقاء مع عدم مراعاتها لمشاعرك لكنها لم تكن أنانية ولم تختار وجودك بجانبها ومعاملتك الجيدة لها وإهتمامك المبالغ فيه على مشاعرك وقلبك ، هي بالتأكيد ستشتاق لكي لكنها لم تريد أن تراكي تتألمي بسببها هي من وجهة نظرها ترى هذا لذلك لا تعتبري قرارها قسوة أو عدم مبالاة -
قرأت رسالة صديقتي مرتين وأكثر ولا أعلم لما كلامها أقنعني كثيراً .
في العادي أنا لا أقتنع بكلام أحد بسهولة ولا حتى هي لكني هذه المرة أرى الكثير من المنطق في كلامها فلا أظن أن هذه الرسالة فقط لتهدئتي .
هي أكثر خبرة مني في العلاقات والناس لذلك هذه المرة أنا أصدقها .أنهيت معها الحديث بحجة القراءة وجلست أراجع نفسي هل حقاً تسرعت .
لا لم أتسرع على الأقل الآن فقط أنا أعلم مشاعرها وسأختار أن أتجاوز أو أنتظرها على أمل .
لن أتخطاها بسهولة أنا أثق بذلك ولن أدخل بعلاقة مؤقتة مع ذكر أو أنثى حتى أنساها فأنا لا أميل لهذه السخافات .
لكن أيضاً لن أترك نفسي تغرق في موجات إكتئاب على علاقة حب من طرف واحد .تمنيت أن لا أتذكر هذا الموضوع مجدداً ووجدت نفسي أتذكر علاقتي بحبيبي السابق وكيف فشلت بعد إرتباط سنتين بسبب عدم التفاهم رغم محاولاتي الشديدة .
أسأل نفسي هل لم أخلق للعلاقات العاطفية وسأكون بمفردي دائماً !
لا أريد للتفكير السلبي أن يسيطر عليّ مجدداً.
يكفيني من علاقتي السابقة ألم قلبي وإكتئاب إستمر لشهرين حتى شفيت منه .
على الأقل هذه المرة هي لم تجعلني أشعر أنني حاولت معها ونحن بعلاقة حب ولم تأتي محاولاتي بفائدة .
على الأقل هذه المرة سيكون التخطي أسهل .في المساء قررت أن لا أتغيب يوماً آخر عن عملي وسأذهب في الغد .
وأثناء شردوي وجدتني أفتح محادثتها وجدتها متصلة ولم ترد بأي رسالة بعد آخر رسالة لي وكأنها لا تود أن تترك مجالاً قليلاً لأي حديث آخر .
لا بأس نانسي أنا ليست فتاة كثيرة الكلام أو التحايل فأنا علمت ردك ولن تري مني أي كلام آخر بخصوص هذا الموضوع حتى لو عادت صداقتنا .
أغلقت هاتفي وقررت من الغد إلغاء إشتراكي بالمكتبة والبحث عن أخرى ومن الأسبوع القادم سأذهب لصالة الألعاب الرياضية فأنا أحتاجها قليلاً هذه الفترة .
أنت تقرأ
I wanna be yours
Romanceفتاة تقع في حب فتاة أخرى لكن ماذا لو كانت المشاعر من طرف واحد وكيف سوف تتخطاها !